الأموال والمكاسب السياسية.. تدفع النظام و“التنظيم” لاختطاف الصحفيين أو قتلهم

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – عمر الحلبي

بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في سجون النظام السوري، أفرج عن الصحفي الأمريكي كيفن دوز بعد مراسلات “سرية” أجرتها واشنطن وموسكو، ونجحت بالضغط على حكومة النظام وأطلقت سراحه فعلًا، إذ نقل الجيش الروسي الصحفي إلى موسكو وسلمه للسفارة الأمريكية هناك، وما لبث أن غادر الأراضي الروسية.

وكانت صحيفة واشنطن بوست، ذكرت في وقت سابق عن مسؤولين أمريكيين نبأ إطلاق سراح كيفن دوز، الذي احتجز بعد سفره إلى سوريا في 2012.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، لوكالة أنباء “رويترز”، إن الرجل أطلق سراحه قبل أيام وإنه غادر سوريا.

وأضاف “كنا أيضًا على اتصال دوري مع الحكومة السورية فيما يتعلق بالقضايا القنصلية بشكل عام والمواطنين الأمريكيين المحتجزين في سوريا”، مقدرًا جهود الحكومة الروسية التي أجرتها من أجل هذا المواطن الأمريكي.

وتعيد عملية التفاوض هذه بين موسكو وواشنطن والنظام، إلى الواجهة ظاهرة احتجاز الصحفيين أو خطفهم، والتي يستخدمها كل من النظام السوري وتنظيم “الدولة” في أغراض سياسية وللتفاوض من أجل المكاسب، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية المرتبطة بحرية الصحافة، والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن.

النظام ينفي احتجاز الصحفيين.. ويفرج عنهم

خلال السنوات الثلاث الماضية، اختطف عشرات الصحفيين على الأراضي السورية، ففي الوقت الذي أعلن فيه النظام عدم مسؤوليته أو نفيه لعلميات الاختطاف، جاهر التنيظم بعمليات التصفية الميدانية لصحفيين أجانب على الأراضي السورية.

الصحفي الأمريكي كيفن دوز، والذي لعبت روسيا دورًا كبيرًا في إطلاق سراحه يوم الجمعة 8 نيسان على حد قول وزارة الخارجية الأمريكية، دأب النظام السوري على نفي مسؤوليته عن اعتقاله، إذ بقي في سجونه ثلاث سنوات إلى أن سمح له بإجراء مكالمه مع ذويه قبل أن يفرج عنه، وهو ما يدلل على أن هناك عددًا من الصحفيين الأجانب الذين مايزالون يقبعون في سجون النظام السوري، وربما أوستن تايس، الذي فقد في سوريا أيضًا العام 2012 واحدًا منهم.

حتى الآن من غير المعروف ما هو السبب الذي دفع النظام السوري للإفراج عن الصحفي الأمريكي، وربما ينظر لعملية الإفراج على أنها بادرة حسن نية أمام المجتمع الدولي عشية الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في 13 نيسان الجاري، لكن مهما كان السبب وراء ذلك، يبقى هناك ضحية، وهو الصحفي دوز، الذي قضى ثلاث سنوات في السجن دون ذنب، وأفرج عنه تحت ضغوط دولية، ومثل دوز كثيرون.

مقايضة صحفي سويدي

في شباط 2015، اعتقلت سلطات النظام السوري على أحد الحواجز في مدينة القامشلي، الصحفي السويدي، يواكيم ميدين، مع مترجمه، وأودع الاثنان في السجن إلى أن تم إطلاق سراحهما في صفقة مبادلة بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب في تلك المنطقة. وشكى الصحفي وقتها من سوء المعاملة ومن جلسات التحقيق الطويلة حول عمله وسبب قدومه خاصة وأنه لا يحمل تأشيرة دخول.

إعدام فولي وسوتلوف

في 22 تشرين الثاني 2012، اختطف الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، من قبل تنظيم “الدولة”، وسرعان ما ظهر في تسجيل خاص، وظهر صحفي آخر يتحدث الإنجليزية قائلًا “إن مصيره مرتبط بقرارات البيت الأبيض المقبلة”.

وكان الصحفي المتحدث هو ستيفن سوتلوف، (31 عامًا)، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، والكاتب بمجلتي “تايم” و”فورين بوليسي” وقد اختطف قرب الحدود بين سوريا وتركيا عام 2013.

وفي آب 2014 أعلن التنظيم عن إعدام الصحفي فولي عبر فيديو مسجل نشر على الإنترنت. وفي وقت لاحق أعلن عن ذبح الصحفي سوتلوف في 2 أيلول 2014.

إعدام الصحفيين اليابانيين

ومع تصاعد هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، وسع التنظيم دائرة استهدافه لكل ما يمس مصالح الدول المشاركة في هذا التحالف، وأعدم الرهينتين اليابانيتين كنجي غوتو، في 31 كانون الثاني 2015، وجونكو إيشيدو في نفس الفترة تقريبًا، وذلك بعد أن فشلت المفاوضات غير المباشرة بين الأردن وتنظيم “الدولة” الذي طالب الأردن بتسليم ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني الثاني.

وكان التنظيم طالب اليابان بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهما، لكن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود دفعه لقتلهما.

المالمقابل صحفيين فرنسيين

في المقابل، شهدت الفترات الماضية إطلاق مجموعات جهادية وتنظيم “الدولة” سراح عدد من الصحفيين دون الإفصاح عن المقابل لقاء ذلك، وأعلنت صحيفة “إل موندو” الإسبانية في 30 آذار 2014، إطلاق سراح مراسلها خافيير اسبينوزا والمصور المستقل ريكاردو غارسيا فيلانوفا، اللذين اختطفا في 16 أيلول من قبل تنظيم “الدولة” وفق ما أعلنت الصحيفة.

وفي 2 آذار 2014، أفرج عن الصحفي الإسباني مارك مارخينيداس الذي اختطف في حماة وسط البلاد.

وفي حزيران 2013، اختطف أربعة صحفيين فرنسيين قرب مدينة حلب، واتهم عناصر من تنظيم “الدولة” باختطافهم، إلى أن نجحت صفقة مالية بالإفراج عنهما وفق ما ذكرت مصادر ووسائل إعلام، والصحفيون هم: ديدي فرانسوا ويعمل مراسلًا لإذاعة “أوروبا 1” وإدوارد إلياس وهو مصور صحفي. أما نيكولا انين، فهو مراسل مجلة “لو بوان” الفرنسية، وبيير توري مراسل قناة “ارتي” الألمانية الفرنسية.

واحتلت سوريا العام الماضي، المرتبة الأولى عالميًا كأخطر بلد على الصحفيين، وفق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، وذلك بسبب عدد الصحفيين الذين قتلوا فيها خلال تغطية الصراع.

وقدر التقرير عدد الصحفيين المحتجزين في أيدي الجماعات غير الحكومية بـ 26، علمًا أن 18 منهم مازالوا في قبضة تنظيم “الدولة” وحدها، في سوريا والعراق على وجه التحديد.

وأشار إلى أن 26 صحفيًا مازالوا محتجزين كرهائن في سوريا حتى نهاية 2015، من أصل 54 صحفيًا مختطفين حول العالم.

تنص المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال  تخالف وضعهم كمدنيين. (القانون الدولي الإنساني)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة