صاحب لوحة “سورياليزا” يُجسّد واقع حلب بريشته

اللوحة التي أطلق عليها ناشطون اسم "سورياليزا" للفنان السوري حسام علوم (عنب بلدي)

camera iconاللوحة التي أطلق عليها ناشطون اسم "سورياليزا" للفنان السوري حسام علوم (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

لم يكن ما شعر به الرسام السوري حسام علوم، مختلفًا عن أقرانه من السوريين حول العالم، لدى رؤيته المشاهد المؤلمة من القصف على أحياء مدينة حلب، خلال الحملة الأخيرة التي شنها النظام السوري، وسقط إثرها عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء.

المشاعر التي اختلطت بالحزن والغضب، عبّر عنها علوم من خلال لوحة فنية أطلق عليها ناشطون سوريون أسماء عدة منها: “الموناليزا السورية” و”سورياليزا” و”الموناليزا الحلبية”، وغيرها.

وأوضح علوم، في حديثه إلى عنب بلدي أن رسمه للوحة، جاء على أساس التفاعل والمساهمة في الحديث عن الواقع الذي يعيشه السوريون، لافتًا “تحدثت عن الواقع بأسلوبي كإنسان أولًا وفنان ثانيًا وسوري ثالثًا، إذ لم أستطع الصمت عما حدث في حلب”.

“اللوفر هو الذي جعل الموناليزا موناليزا”

استغرق رسم اللوحة جلسة مستمرة لمدة عشر ساعات، بحسب علوم، عبّر خلالها بأدواته التي يملكها عن الوجع والألم الذي شعر به، واعتبر أنها طريقته في التعبير، “فهناك أشخاص يشتمون وآخرون يتظاهرون”، مردفًا “لدينا وسائل مختلفة للتعبير ولم أستطع النوم ليلة رسمت اللوحة”.

“لست كاتبًا ولا روائيًا أنا رسام”، قال علوم، مشيرًا إلى أن “العمل الفني يختصر آلاف الكلمات”، كما عبّر عن سعادته بأنه رسم لوحة أحبها الناس واستطاع فيها إيصال رسالته وشعوره.

وتمنى الفنان السوري أن تحتضن سوريا يومًا ما متحفًا يشبه “اللوفر” في فرنسا، والذي يضم أشهر لوحة في العالم تحت اسم الموناليزا، ليعرض داخله عمله وآلاف الأعمال الأخرى التي تجسد المعاناة التي يعيشها السوريون ويخلّد الحقبة الحالية، معتبرًا أن “اللوفر هو الذي جعل من الموناليزا موناليزا”.

الفنان السوري حسام علوم مع لوحته (عنب بلدي)

الفنان السوري حسام علوم مع لوحته (عنب بلدي)

انتشار واسع للوحة بمسميات عدة

وتداول ناشطون عرب وسوريون صورة اللوحة، وتناقلتها وسائل إعلام كثيرة، وشاركها إعلاميون كثر بينهم فيصل القاسم وخديجة بن قنة وآخرون.

بدوره نشر الحقوقي الجزائري أنور مالك صورة اللوحة، عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب “سأطلق على هذه الصورة تسمية سورياليزا وستنغص أمزجة الطغاة والبغاة والغلاة والغزاة عبر العصور القادمة.. اذكروا كلامي”.

وكتب أحد المعلقين على الصورة “هذه ليست لوحة فنيّة فحسب بل لوحة تاريخية لواقع الأمة الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري”.

واللوحة تعود لامرأة حلبية خرجت من بين الدمار والأنقاض جراء القصف على مدينة حلب، في 28 نيسان الماضي، ولاقت انتشارًا عالميًا واسعًا.

امرأة من مدينة حلب خرجت من تحت الأنقاض - 28 نيسان 2016

امرأة من مدينة حلب خرجت من تحت الأنقاض – 28 نيسان 2016

ولم يتطرق مشاركو اللوحة لصاحبها، الذي شارك سابقًا برسم أكبر لوحة في العالم “ملائكة سوريا”، التي رسمت بأسماء الأطفال “الشهداء”، خلال عام 2014.

حسام علوم رسام من مواليد 1986 في مدينة السويداء، وخريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، اختصاص تصوير ورسم زيتي، شارك في عدة معارض في الدول الأوروبية منها في هولندا خلال معرض “سوريا بيتنا”، إضافة إلى بلجيكا وألمانيا، وجميع رسومه تعبّر عن الحقبة الحالية التي تعيشها سوريا، ضمن تصور (كونسبت) تحت عنوان “رماد”.

وجسّد مئات الفنانين السوريين الواقع الذي تعيشه بلدهم بطرق مختلفة، وشارك بعضهم في حفلات أوبرالية وغنائية وعمل بعضهم على  أصعدة أخرى، بينما نظم العشرات معارض تحاكي الواقع الذي يعيشه أقرانهم في الداخل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة