tag icon ع ع ع

 أدى العمل في المجال الزراعي في حي الوعر بحمص، وهو آخر معاقل المعارضة السورية في المدينة، إلى كسر جزئي للحصار الذي تسبب بغياب المواد الرئيسية، ومنها الحبوب والقمح والخضراوات، ونظرًا لارتفاع معدلات البطالة في الحي فقد وجد الشبان من الزراعة فرصة للعمل اليومي من أجل تأمين قوتهم ولكسب الدخل، وإلى جانب ذلك يعمل مكتب الخدمات وبدعم من المجلس المحلي في الحي على تأمين مستلزمات العمل الزراعي مثل الشتول والغراس والمبيدات والبذور، و توزع مجانًا للأهالي، ونتيجة لذلك تزايدت مساحات الأراضي المزروعة بشكل ملحوظ منذ عام 2015، وتجاوزت 200 دونم.

وكان للمجلس المحلي تجربة يصفها المواطنون بأنها “مميزة”، بعد أن أوعز مجلس المحافظة إليه بتنفيذ خطة مشروع “غراس الخير”، ويقوم المشروع على توزيع الشتول مجانًا على المواطنين من أجل زراعتها والاستفادة من المحاصيل، وهذا كان له “أثر كبير في تنشيط وزيادة العمل الزراعي”، كما يوضح لعنب بلدي عبد السلام سويد، رئيس المكتب الخدمي في المجلس المحلي في حي الوعر.

وفي شهر أيار الماضي، وزع القسم الزراعي في المكتب الخدمي التابع لمجلس المحافظة 6500 شتلة باذنجان على المستفيدين من مشروع “غراس الخير” في الحي، وتم توزيع هذا العدد من الشتول بشكل شبه يومي حسب توفرها.
وللمكتب الخدمي تجربة “مميزة” أخرى في الحي، كانت بمثابة تطوير للمشروع السابق “غراس الخير” انطلقت منذ بداية العام الجاري، عبر مشروع “الأنفاق الزراعية البلاستيكية”، والذي ساعد الأهالي على حماية مزروعاتهم من الصقيع، واستفاد منه عدد كبير من شبان الحي، وساهم بتوفر المنتجات الزراعية بعد عامين من الحصار، حيث ساهم المكتب بتأمين البذور والمبيدات للأهالي لتخفيف الأعباء المادية.

العمل بالزراعة كخيار “إجباري”

مروان غسان، أحد المواطنين العاملين في المجال الزراعي في حي الوعر المحاصر، وله تجربة بممارسة العمل الزراعي في حديقة منزله من أجل تأمين الاكتفاء المنزلي من الخضراوات، وتوفير المردود للمزارعين في الحي، إذ يتم طرح الخضراوات مثل الخس والبقدونس والبقلة في الأسواق وبيعها بأسعار “بخسة” تمكّن الناس من شرائها.

يعتبر مدني أنّ الزراعة من أهم مقومات البقاء، ومن أهم أسلحة المحاصرين لمواجهة ظروف الحصار، فالرجل الذي لم يعمل بالزراعة من قبل أصبحت الآن شغله الشاغل، من أجل تأمين قوته اليومي. يقول “نضطر اليوم إلى العمل بالزراعة لأننا وجدنا بها حلًا وحيدًا يخفف وطأة الحصار”.

يساهم المجلس المحلي في حي الوعر بحمص، بتأمين مستلزمات الزراعة الخاصة بالمدنيين في الحي، وقد نجح في ذلك نوعًا ما رغم ضعف الإمكانيات والتكلفة المالية الكبيرة اللازمة، وهو ما شجع المواطنين على الزراعة، بالحد الأدنى، “لذلك أنا مستمر في عملي بالزراعة بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهني لأني لا أملك بديلًا”، يضيف غسان، وهو يهم بزراعة مساحة جديدة بعد أن حصل على البذار والشتول والغراس والمبيدات مجانًا من الصيدليات ومن مراكز توزيع خاصة.

لا يستخدم المواطنون في المناطق المحاصرة، وخاصة البلدات الصغيرة مثل حي الوعر وداريا في الغوطة الغربية ومضايا، الآلات والجرارات لعدم وجود مساحات واسعة صالحة للزراعة، وبسبب عدم توفر الكهرباء والوقود، لذلك يبادر الأهالي إلى زراعة المحاصيل “الخفيفة”، مثل الخضراوات، بأيديهم، وذلك حينما تتوفر مساحات مناسبة، وقد تطور الأمر بمن لا يملك أرضًا أو حديقة لأن يزرع سطح بيته أو شرفة منزله.

يقول أحد المواطنين “إن تجربة زراعة الحدائق والحقول الصغيرة مثمرة للغاية، لكن ماتزال هناك معوقات للعمل، أبرزها فقدان المستلزمات بسبب الحصار مثل البذور والمعدات الزراعية، وكذلك الحالة الأمنية السيئة حيث العديد من الأراضي الزراعية مكشوفة أمام أعين القناصة التابعين لقوات النظام”.

تابع قراءة الملف الموسع: زراعة سوريا.. “قاطرة نمو” ترجع إلى الخلف

الزراعة السورية.. تتحول من باب للاستثمار إلى سبيل للبقاء

سوريا وإفريقيا.. خطط دولية لإفقار الشعب السوري

انتعاش التجارة بين “الدويلات”السورية وتسلط العسكر على الفلاحين

الزراعة في مناطق المعارضة.. “إدارة مدنية وحماية عسكرية”

منظمة الـ “FAO” ترفض التعامل مع المعارضة كليًا وتخصص الدعم للمنظمات

المناطق المحاصرة.. بيع البذار بـ “الحبة” وانتعاش السوق السوداء

النظام ينهي الزراعة في داريا بعد السيطرة على 300 دونم من أراضي المدينة

شبح حصار مدينة حلب يدفع الأهالي لزراعة الأحياء السكنية

حي الوعر الحمصي.. زراعة الحدائق وشرفات المنازل من أجل البقاء

محصولا القطن والشوندر السكري ينقرضان في إدلب

محافظة حلب: زراعة القمح تدهورت والقطن انقرض

صراع بين النظام والمعارضة على ما بقي من قمح سوريا.. من يدفع أكثر؟

“نقص السيولة” يهدد “مؤسسة إكثار البذار” بالتوقف نهائيًا

مجلس محافظة حلب يستثمر أراضي مركز “إيكاردا”

درعا: أسواق الهال تتحول إلى مراكز تجميع خردة.. والفلاحون بلا أراضي

زراعة العنب ومشاتل الورود تتوقف في داريا.. والتفاح يتراجع في القلمون

تأسيس أول معهد أكاديمي في المناطق المحررة لتعليم “التكنولوجيا الزراعية”

النظام “يكسر الحصار”ويستأنف تصدير التفاح والحمضيات

استطلاع رأي: الزراعة ستستمر لأنها قوت غالبية السوريين

بعد تلاشي وزارة الزراعة المؤقتة.. مكتب التعاون الزراعي “أول كيان مؤسساتي”لدعم الفلاح السوري

لقراءة الملف كاملًا: زراعة سوريا.. “قاطرة نمو” ترجع إلى الخلف

مقالات متعلقة