tag icon ع ع ع

نهاية العام 2013 تشكلت “مؤسسة إكثار البذار”، وهي أول كيان إداري ومؤسساتي في مناطق المعارضة، وتهتم بتوزيع البذار على الفلاحين وتوفيرها بأسعار مشجعة ومقبولة، وخاصة بذار “القمح والبطاطا”، وغالبًا ما تقدم المؤسسة أسعارًا مدعومة، أقل من أسعار السوق، تشجيعًا للمواطنين.

وخلال الموسم الماضي 2015 – 2016 تم توزيع أربعة آلاف طن بذار في حلب وإدلب ودرعا وحماة وحمص.

وتم توزيع 2500 طن بذار في حلب وإدلب وحماة، ووزعت المؤسسة عبر كودارها في المحافظات 1200 طن أسمدة على الفلاحين، وثلاثة آلاف طن من بذار البطاطا.

لكن المؤسسة الوليدة، وبحسب مديرها العام، معن ناصر، تعاني من “نقص التمويل” إذ لا يوجد مصدر ثابت للدعم، وهو “غير ثابث ومهدد بالزوال وبعدم البقاء لفترة محدودة”.

المؤسسة التي تؤمّن الدعم من منظمات دولية وتتعاون مع المكتب الدولي الزراعي، وتشغّل 110 موظفين في عموم سوريا، تقدر ميزانيتها السنوية بحوالي 2.4 مليون دولار، ويخشى المدير العام من نفاد هذا المبلغ خلال السنوات الثلاث المقبلة إذا لم يتوفر دعم مستمر وثابث، على اعتبار أنها تنفق سنويًا 30% من رأس المال.

ومع ذلك تخطط المؤسسة للاستمرار والبقاء مع الفلاحين، فهي ضمن الإمكانيات المتوفرة حاليًا ستسعى خلال السنوات المقبلة إلى تغطية كافة المناطق المحررة وإلى توزيع 100 ألف طن من الأسمدة، و20 ألف طن بذار بطاطا، و50 ألف طن بذار قمح، و30 ألف طن بذار بقوليات وخضراوات.

المؤسسة تخسر أهم مشاريعها لصالح قوى أخرى

تعاني المؤسسة من صعوبات لوجستية تعيق عملها في عموم سوريا وخاصة في ريف حلب، وأبرز ما تعاني منه هو استمرار قصف النظام لمشاريعها، وسيطرة قوات الوحدات الكردية المتمثلة بقوات “YPG” على الطرقات في شمال وشرق حلب.

ويزيد من صعوبات عمل كوادر المؤسسة “نقص الحماية وضعف السيطرة على الأرض”، ففي منطقة تل قراح شمال شرق حلب خسرت المؤسسة مشروعًا ضخمًا لإنتاج البطاطا بعدما سيطر “تنظيم الدولة الإسلامية” على المنطقة. وسيطرت وحدات “YPG” على أهم مستودعات المؤسسة في الشمال في “منطقة العلقمية”، وكذلك سيطر النظام على مستودعات المؤسسة في منطقة خان طومان بعدما تعرضت لقصف كثيف أدى إلى تدميرها.

“إكثار البذار” تمنح الفلاحين قروض مقايضة.. القمح مقابل الدعم

استدعى تدهور القطاع الزراعي وعزوف الفلاحين عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح، إلى تدخل المؤسسة العامة لإكثار البذار، حيث سعت المؤسسة إلى التفكير بطريقة ما تحفز المزارعين على الاستمرار بالزراعة وتقديم المحفزات لهم، فعملت المؤسسة، كما يقول مديرها العام معن ناصر لعنب بلدي، على تقديم “قروض تشجيعية للفلاحين، على شكل (أسمدة، ومبيدات، وبذار، وري) على أن يعيدها الفلاح على شكل أقماح، وتبلغ قيمة القرض تقريبًا 300 – 400 دولار”.

تنفّذ المؤسسة هذا المشروع بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، وقد أتمت حتى الآن تنفيذ 500 “عقد مقايضة” في درعا وحدها، وتستعد لتوسيع الخطة لتشمل حمص أيضًا من أجل إنتاج العدس والفول وزيادة الإنتاج من هذين المحصولين.

يعتقد ناصر أن منح مثل هذه القروض هو السبيل الأفضل لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية، فالوضع في درعا وعموم سوريا “كارثي” بسبب الجفاف وقلة الأمطار، وهذا ما دعا الفلاحين لهجرة الحقول، وبحسب رأيه فإن التوقعات لمحصول القمح أن يعطي 2 طن بالهكتار الواحد علمًا أن المردود كان أربعة أطنان بالهكتار العام الماضي.

ساهم قطع الطرقات وخطورة استخدامها بسبب الاقتتال في تكدّس محاصيل زراعية مثل البطاطا في مناطق الإنتاج وانخفاض أسعارها بشدة، في وقت تكون فيه بلدات ومدن أخرى بأشد الحاجة لها.. هذا التشوه في العرض والطلب أدى إلى تشويه الخريطة الزراعية في السوق وأثر على تسويق المنتجات الزراعة.

كيف يؤمّن المزارعون مستلزمات الزراعة في المناطق المحررة؟

• مؤسسة إكثار البذار والأعلاف التابعة للمعارضة السورية.
• منظمات الإغاثة الإنسانية التي تحصل على المستلزمات من منظمة (FAO).
• مكتب التعاون الدولي الزراعي.
• تجار السوق السوداء.
• استيراد التجار من تركيا ولبنان والعراق.
• من مناطق سيطرة النظام السوري وخاصة المبيدات الحشرية.

تابع قراءة الملف الموسع: زراعة سوريا.. “قاطرة نمو” ترجع إلى الخلف

الزراعة السورية.. تتحول من باب للاستثمار إلى سبيل للبقاء

سوريا وإفريقيا.. خطط دولية لإفقار الشعب السوري

انتعاش التجارة بين “الدويلات”السورية وتسلط العسكر على الفلاحين

الزراعة في مناطق المعارضة.. “إدارة مدنية وحماية عسكرية”

منظمة الـ “FAO” ترفض التعامل مع المعارضة كليًا وتخصص الدعم للمنظمات

المناطق المحاصرة.. بيع البذار بـ “الحبة” وانتعاش السوق السوداء

النظام ينهي الزراعة في داريا بعد السيطرة على 300 دونم من أراضي المدينة

شبح حصار مدينة حلب يدفع الأهالي لزراعة الأحياء السكنية

حي الوعر الحمصي.. زراعة الحدائق وشرفات المنازل من أجل البقاء

محصولا القطن والشوندر السكري ينقرضان في إدلب

محافظة حلب: زراعة القمح تدهورت والقطن انقرض

صراع بين النظام والمعارضة على ما بقي من قمح سوريا.. من يدفع أكثر؟

“نقص السيولة” يهدد “مؤسسة إكثار البذار” بالتوقف نهائيًا

مجلس محافظة حلب يستثمر أراضي مركز “إيكاردا”

درعا: أسواق الهال تتحول إلى مراكز تجميع خردة.. والفلاحون بلا أراضي

زراعة العنب ومشاتل الورود تتوقف في داريا.. والتفاح يتراجع في القلمون

تأسيس أول معهد أكاديمي في المناطق المحررة لتعليم “التكنولوجيا الزراعية”

النظام “يكسر الحصار”ويستأنف تصدير التفاح والحمضيات

استطلاع رأي: الزراعة ستستمر لأنها قوت غالبية السوريين

بعد تلاشي وزارة الزراعة المؤقتة.. مكتب التعاون الزراعي “أول كيان مؤسساتي”لدعم الفلاح السوري

لقراءة الملف كاملًا: زراعة سوريا.. “قاطرة نمو” ترجع إلى الخلف

مقالات متعلقة