فتيات وفتات تقني

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 67 – الأحد 2-6-2013

واحدة من أكثر الصور التي تثير الإحباط، صورة فتاة جامعيّة أو ثانويّة، لا تعرف من التقنية إلا رسوماتها، وأشكالها، شاهدها في محلّ وهي تشتري جهاز حاسب أو هاتفًا محمولًا، لترى جهلًا لا يليق بمن هي في المرحلة الأساسيّة، تسمع عن مصطلحات وقطع ومواصفات لا تدري عنها شيئًا، وبما أن الجهل يولد الضعف، فقرارات الشراء غير الموفقة، والوقوع في أفخاخ التجّار، وزيادة التكاليف، أمر متحقّق، خاصة عند تصليح الأعطال، فكثيرًا ما تودي أبسط المشاكل التقنيّة عندها إلى تعطّلها عن أعمالها وأشغالها، بانتظار فنيّ الصيانة (أو صديق ما) حتى يقدم، ويصلح الخلل، ناهيك عن حالات فقدان البيانات المهمة والحساسة، والاختراق الأمني، وشراء الجديد دون حاجة حقيقية، وتكلف الكثير من المال على قطع ومستلزمات غير جيدة، إضافةً إلى الخجل الاجتماعي نتيجة ملاحقة هذا وذاك كي ينجزوا بالنيابة عنها مهام بسيطة جدًا (مثل رفع صورة على شبكة الفيسبوك! وهذه حالات واقعيّة)..

هذا الكلام ينطبق على الفتيات أكثر من الشباب، هناك الكثير من الجهل في أساسيات التقنية، إذ لا أحد يطالب الآخرين بأن يكونوا اختصاصيين في غير اختصاصهم، لكن التبعية دومًا للآخرين، والظهور بمظهر الجاهل الأطرش، لا تليق لشباب العصر التقنيّ، لذلك نحاول دومًا أن نسلط الضوء في هذه الصفحة على تعليم أبجديات التعامل مع الحاسب والشبكة.
هذه المرة كلامنا موجه بشكل مباشر إلى الفتيات، ليس لتخصصه، بل للفت النظر، إن تكوين النواة الضرورية من المعارف والمهارات التقنية لا يحتاج إلى جهد عظيم، القليل من الرغبة بالتحرّر من التبعية للآخرين وتكوين شخصية مستقلة، والقليل من الصبر في الأشهر الأولى على مصطلحات وأفكار قد تبدو صعبة، لكن مع بعض المدارسة والممارسة، كل شيء سيكون ممتازًا.

سنبدأ اليوم بالتعرّف على أشهر ثلاث قطع موجودة في أي جهاز حاسب أو هاتف محمول.

• القطعة الأولى
هي القرص الصلب Hard Disk، يمكن تشبيه هذه القطعة بالخزانة، ففيها يتم تخزين كل شيء، نظام التشغيل، البرامج، الملفات، وكل شيء آخر. لذلك فإنّ حجمها مسؤول عن قدرة الجهاز على استيعاب المزيد من الملفات والبرامج.
وحدة القياس التي ستكرّر معنا دومًا في عالم التقنية هي البايت، ويمكن اعتبارها على شكل صندوق صغير جدًا في الخزانة السابقة، هذا الصندوق مكوّن حقيقة من ثمانية صناديق أصغر منه، متلاصقة، تسمى البت.
الكيلوبايت عبارة عن 1024 من صناديق البايت (قد يبدو الرقم كبيرًا، لكنه في الحقيقة غير قادر على تخزين شيء تقريبًا لصغره).
المجيابايت عبارة عن 1024 من صناديق الكيلوبايت.
الجيجابايت عبارة عن 1024 من صناديق الميجابايت.
التيرابايت عبارة عن 1024 من صناديق الجيجابايت.
تقاس أحجام الأقراص الصلبة حاليًا بالجيجابايت، ويعتبر حجم 512 جيجا للقرص الصلب، الأكثر انتشارًا في الوقت الحاليّ، وهو يلبيّ معظم الاحتياجات.
ولتقريب الأمر والابتعاد عن الحديث المجرّد، فعادة ما تكون دقيقة الأغنية في ملف MP3 بحجم 1 ميغا (نختصر ونقول ميغا، بدل من ميغابايت)، وبالتالي فأغنية من خمس دقائق بدقة جيدة، عادة ما يبلغ حجمها 5 ميغابايت تقريبًا.
بينما يبلغ حجم دقيقة ملف الفيديو من صيغة MP4 متوسطة الدقة قرابة 4 ميغا، وبالتالي فإن ملف بطول 10 دقائق، سيكون حجمه 40 ميغا بدقة متوسطة.
أما الصورة ممتازة الدقة فلا يتجاوز حجمها 3 ميغا عادة.

• القطعة الثانية
هي بطاقة الذواكر Memory Card، وهي تشبه طاولة العمل في غرفتكِ، فبعد إخراج الكتب أو المستندات أو الصور من الخزانة، لا بدّ من وضعها على مكانٍ ما للعمل عليها، طاولة العمل هذه ستحدّد عدد الوثائق التي من الممكن إخراجها من الخزانة في نفس الوقت، فكلما كانت مساحة العمل أكبر، كلما تمكنا من العمل على عدّة ملفات في الوقت عينه، أما عندما تمتلئ الطاولة بالملفات فلن يكون بالإمكان الإتيان بشيء إضافي.
فعند فتح أي ملف، أو برنامج، أو حتى عند تشغيل الحاسب، يتم جلب الملفات الخاصة بالشيء المراد فتحه من القرص الصلب، ونسخها إلى بطاقة الذاكرة ليتمّ عرضها أمامكِ وتتعاملين معها، بمعنى آخر، إن القدرة على تشغيل عدة برامج في نفس الوقت بسلاسة، أو القدرة على تشغيل برامج أثقل، أو فتح ملفات أضخم بخفّة، يحتاج إلى بطاقة ذاكرة كبيرة.
إن النُسخ الأحدث من البرامج، غالبًا ما يكون حجمها أكبر، وهذا يعني أنها تتطلب مساحة إضافية في القرص الصلب لتخزينها، ومساحة إضافية من الذواكر لتشغيلها.
غالبًا ما تأتي الأجهزة الحالية ببطاقة من الحجم 4 غيغابايت، وهي كافية لمعظم الأعمال تقريبًا.
وهنا سنسمع بتقنية DDR وهي تعني سرعة النقل من وإلى الذواكر، ولدينا هنا ثلاثة أجيال DDR1, DDR2, DDR3 والأخيرة بالطبع هي الأكثر سرعة وكفاءة في نقل البيانات من الخزانة إلى طاولة العمل.

• القطعة الثالثة
والأهم هي المعالج Processor، وهو الذي يتولى تلبية طلباتنا، وتنفيذها، وهو أشبه بالإنسان الذي يتعامل مع الخزانة والطاولة، إذ يجلب كتاب الرياضيات من الخزانة، ويضعه على طاولة الدراسة، ثم يبدأ بحل المسائل، وتسجيل الحل.
وبالتأكيد هو المحدّد الأهم في تقييم فاعلية الجهاز وأدائه، وهو أيضًا القطعة الأكثر تكلفة بعد شاشة العرض.
لدينا هنا نوعين، معالجات 32 بت، ومعالجات 64 بت، وهذه الأرقام تشير إلى كمية البيانات التي يتعامل معها المعالج من الذواكر في نفس الوقت، بعبارة أخرى، فإن معالج 64 بت يعالج طلبًا ما من طلباتكِ بنصف الوقت الذي يحتاجه معالج 32 بت (لامتلاكه خط نقل أعرض)، وهذا يعني أنّه أعلى أداءً.
الشركتين الأشهر في تصنيع المعالجات هما Intel و AMD.
والأنواع التي تصدرها هذه الشركات أكثر من أن تذكر هنا، لكن الملاحظة الجديرة بالذكر، أن المهام اليومية البسيطة كتصفح الوب والاستماع للموسيقى وكتابة الوثائق لا تحتاج إلى أي ميزات خاصة، بل حتى يمكن للمعالجات القديمة جدًا، مثل معالج سيليرون تلبيتها.

فهم طريقة عمل الحاسب، وأهمية القطع هذه، سيساعدكِ في تحديد ما تحتاجينه عند شراء جهاز جديد، وهذا ما سنتحدّث عنه ان شاء الله في العدد القادم




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة