«القديس» باسل السوري ما أصعب الحديث عنك يا صديقي

tag icon ع ع ع

أتى يوم 28/05/2013 الذي أخشاه, لقد مضى عام على رحيلك يا صديقي وما زلت غير مصدقة, ما زلت أحدثك, اكتب اليك..

قبل رحيلك بشهر, كتبت تخبرني انك ستموت قريبا وطلبت مني أن أدعو لك بالشهادة..
بكيت طويلًا ليلتها. وقلت لك في دفتري الخاص، لن تموت، وسنعود نغني للأطفال كما كنا نفعل حين تعرفنا على بعضنا البعض قبل ١٠ سنوات….

احتار ماذا اسميك، قديس الثورة؟ كنت قديسًا استطاع حب الجميع: من الصامتين الذي كنت تدافع عنهم انهم يحبون سوريا مثلنا ولكنهم يخافون عليها من التقسيم، وكنت تسألني اذا تقسمت سوريا منسامح حالنا؟ أنا مستعد أدفع الثمن, غيري لا, مافيني أجبره أو اكره…  إلى المسلحين المتشددين… كنت تقول عنهم لم يبقى لهم إلا الآخرة يتعلقون بها، اتركوهم بهمهم… أخبرتني ذات مرة أنك وقعت في غرام مجموعة شباب مسلحين وانت السلمي، سألتك لماذا؟ أجبتني لأنهم بشر.. البشر الكاملين ما بنحبوا…. هؤلاء هم الجميلون شباب ثورتنا الذين يخطئون و يصححون…

أيام كتير بشتقلك, وبشتاق لهي المحبة يلي جواتك, لأنه انا كمان صار الشر يجي يزورني بالليل, متل ما قلتلي انه عما يجي يزورك بحمص وكان يخوفك…الشر صار عما يزور كل السوريين, ويمكن حتى عما يستقر بقلوبنا.. وفوق اسقاط النظام وبناء سوريا, صار عنا هم محاربة الشر يلي عما يجي يسكن قلوبنا بعد كل البشاعة يلي عما نشوفها.. بس كون واثق فينا, لحا ننتصر عليه متل ما لحا ننتصر على آل الأسد, وإلا منكون خسرنا…

باسل قديس الثورة أم باسل السوري، فلقد كنت المثال الذي يفقأ العين بأن ثورتنا وطنية، يضحي جميع أبنائها من أجلها بأثمن ما يملكون.. و يعود ابنها باسل تاركًا منحته في الولايات المتحدة بعد أقل من ٤ أشهر، تلك المنحة التي أمضى عامين لحتصيلها. يعود لدمشق مدينته الأم ليجدها غريبة عنه تعيش برخاء بينما تعاني اخواتها، فيتبرأ منها إلى عاصمة الثورة حمص ليعانق ترابها..

باسل, يوم استشهادك مات بعض مني، أو ذهب إلى مكان أسمى كما أخبرني الأب باولو قبل يومين. قال جميع السوريون أصبحت قطعة منهم في السماء مع أحبابهم…

نعم ما أكثركم فوق، هل تعرفت على الصديق محمد قريطم الذي بخ اسمك في داريا كاتبا لك : «باسل شحادة,  دمك غالي..الدم السوري واحد». محمد لحقك بعد بكم شهر باسل, ودمك ودمه غاليين كتير……

باسل شحادة, محمد قريطم، محمد شحادة, أحمد الأصم, مهند عرابي, محمد دندشي، عماد القصاب.. شهداؤنا..  دمكم مو نسيانينه ومستحيل نخلي يروح كرمال حرب مجنونة، دمكم انسكب مشان ثورة عدل و كرامة لحا تغير وجه الأرض, هدفنا نكمل مشروعكم وما نخذلكم وما نضيع لا بالثأر ولا بغيره, ثأرنا هو بناء سوريا ترقى لدمكم الذي سكب من أجلها …. وشوقنا إليكم سبقنا إليكم…




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة