قوات الأسد تستغل

سياسة “القضم” تفقد المعارضة “ميدعا” وشبح الحصار يهدد مدينة حلب

طائرة أمريكية على حاملة طائرات في البحر المتوسط - 6 تموز 2016

camera iconطائرة أمريكية على حاملة طائرات في البحر المتوسط - 6 تموز 2016

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

استمرت أعمال العنف رغمنظام التهدئةالذي أعلن عنه النظام السوري خلال عيد الفطر في عموم البلاد لمدة 72 ساعة، ورغم أنه أتبعها بهدنة أخرى بنفس المدة، إلا أن القصف وحمم القذائف استمرت بالسقوط على أحياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة، واستمرت قواته بالتقدم على محور الغوطة الشرقية وكسبت بلدة ميدعاالاستراتيجية من جيش الإسلام”. كما أعلنت قوات الأسد عن معركة لتأمين محطة الزارة الحرارية في ريف حماة، وذلك بالتقدم للسيطرة على قرية الزارة وقرية حربنفسهاللتين تسيطر عليهما قوات المعارضة.

تحاول قوات النظام السوري، استغلال الهدن التي تعلن من جانب واحد، إذ تستمر أعمال القصف، التي تخلّف عشرات الضحايا في مناطق واسعة تسيطر عليها المعارضة، حتى فقد الناشطون والمجتمع الدولي الثقة بهدن الأسد، واتهموه وقواته بالاحتيال، والتقدم خلسة بمساعدة القوات الروسية والطيران الذي ينطلق من البحر.

ففي بلدة دركوش، في ريف إدلب الغربي، سقط 60 مدنيًا بين قتيل وجريح في قصف وصفه شهود عيان لعنب بلدي بأنه الأول من نوعه، ويرجح استخدام صواريخ موجهة مصدرها بارجات روسية في البحر المتوسط.

النظام لا يلتزم بالهدنة

لم تلتزم قوات النظام السوري بالهدنة، وقامت مدعومة بميليشيات أجنبية، بشن هجوم عنيف على مزارع الملاح في حلب والسيطرة عليها، وإغلاق طريق الكاستيلو الذي يعتبر الشريان الرئيسي للمناطق المحررة في المدينة، ورصده ناريًا ينذر بشبح الحصار على الأحياء الشرقية.

كما ارتكب الطيران الحربي مجازر في محافظة إدلب بعدما شن غارات جوية على مناطق متفرقة منها، الجمعة 8 تموز الماضي، وتركزت على مدن وبلدات ريف إدلب الغربي.

وشهدت مناطق في حلب ودرعا وريف دمشق خلال العيد قصفًا مستمرًا، وذلك بحسب ما نقل مراسلو عنب بلدي في المحافظات السورية.

وكانت فرنسا وأمريكا أبدتا انزعاجهما من استمرار مهاجمة قوات النظام السوري لمناطق مثل حلب وريف دمشق، داعيةً أمريكا وروسيا لـ “الضغط على الحكومة السورية لوقف مثل هذه الهجمات”.

المعارضة تنكفئ في الغوطة الشرقية

ومع إعلان النظام السوري هدنة ثانية عقب هدنة العيد، تمكنت قواته بمساعدة الميليشيات وبغطاء جوي مكثف من السيطرة على بلدة “ميدعا”، التي كان يسيطر عليها “جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها عنب بلدي، إلى أن حشودًا عسكرية للنظام  قدمت من درعا وتتمركز على أوتوستراد دمشق- حمص الدولي، للمشاركة في معارك هدفها التضييق على الغوطة الشرقية.

وقال مصدرٌ مطلعٌ لعنب بلدي إن النظام سيطر على البلدة السبت، 9 تموز، بعد ضربات جوية مكثفة لم تهدأ على مدار الساعة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف أدى إلى تدميرها بالكامل، وبحسب المصدر فإنّ قوات الأسد “أصبحت على تخوم المدن والأبنية في الغوطة”.

ولم يُصدر “جيش الإسلام” وفصائل المعارضة أي بيان حول الانسحاب من ميدعا، فيما أعلنت وسائل إعلام مقربة من النظام السيطرة على البلدة الاستراتيجية، “الممر الأساسي للمؤن والعتاد”، إلى الغوطة بحسب الرواية الرسمية.

وتعدّ ميدعا من أهم بلدات المرج الاستراتيجية في منطقة الغوطة، وتشتهر بالأراضي الزراعية إلى جانب بلدات حوش نصري ومدينة الشيفونية ودوما.

مصادر عسكرية متابعة أكدّت لعنب بلدي أن النظام السوري يتبع سياسة “القضم” عبر الزحف والسيطرة التدريجية على البلدات والمزارع المحيطة بالغوطة الشرقية، من أجل إحكام الحصار على المنطقة بالكامل، وهو السيناريو الذي تعمل عليه قواته لحصار مدينة حلب أيضًا.

وتأتي خسارة فصائل المعارضة لبلدة ميدعا بعدما تقدمت قوات الأسد خلال الفترة الماضية وأصبحت على تخوم بلدة جسرين، وسط تحذيرات من تحقيق النظام لمزيد من المكاسب وإحكام الطوق على آلاف المدنيين في المنطقة.

قتلى في مناطق سيطرة النظام بحلب

التطورات العسكرية على الأرض، والتصعيد “الخطير” من قبل قوات النظام، قابله قصف من قبل “المسلحين” على الأحياء السكنية، وفق رواية وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إذ سقطت قذائف على أحياء الفرقان والميدان والموكامبو، الخاضعة لسيطرة النظام في حلب، ما تسبب بمقتل 40 شخصًا على الأقل.

وأفادت “سانا”، 9 تموز، أنّ “حصيلة القذائف الصاروخية التي أطلقها مسلحون على أحياء سكنية في حلب، مساء أمس، ارتفعت إلى 40 قتيلًا وأكثر من 200 جريح”.

من جهتها قالت شبكة “أخبار حلب الشهباء”، الموالية للنظام في “فيس بوك”، إن “حصيلة استهداف المجموعات الإرهابية للأحياء السكنية ارتفع إلى 43 شهيدًا وأكثر من 300 مصاب بعد تساقط عشرات الصواريخ التي استهدفت محيط اسكوب بحي الفرقان والسكن الجامعي ومحيط الشهبا روز، أمس”.

في المقابل، نفت فصائل الجيش “السوري الحر”، في بيانٍ منفصل، مسؤوليتها عن القصف، وأدانت استهداف التجمعات السكنية في مدنية حلب وريفها من قبل الطيران الحربي وصواريخ أرض- أرض، وقذائف الهاون التي تنطلق من الثكنات العسكرية ونقاط تمركز الميليشيات المساندة للنظام.

صد قوات النظام في حربنفسه

إلى وسط البلاد، فقد استغلت قوات النظام السوري “الهدنة” وشنت السبت، 9 تموز، هجومًا عنيفًا على بلدتي حربنفسة والزارة في ريف حماة الجنوبي الغربي.

وقالت “غرفة عمليات ريف حمص الشمالي”، عبر حسابها في “تويتر”، إن “اشتباكات عنيفة يخوضها المقاتلون لصد حملة روسية جديدة للتقدم باتجاه كل من الزارة وحربنفسة وكيسين”.

وأكدت الغرفة أن الحملة بقيادة روسية إضافة إلى عناصر من الميليشيات الموالية للأسد، وسط قصف مدفعي عنيف وبالطيران الحربي والمروحي.

من جهته قال مركز حماة الإعلامي، عبر صفحته في “فيس بوك” إن “كتائب الثوار قتلت 14 عنصرًا للنظام، على جبهة مداجن قرية الزارة”، في ظلّ شن الطيران عدة غارات جوية على القرية.

وأضاف أن المدفعية الثقيلة قصفت بلدتي حربنفسة والزارة، مشيرًا إلى أن فصائل المعارضة أعطبت دبابة بصاروخ مضاد للدروع على جبهة حربنفسة.

ويأتي الهجوم في ظل إعلان النظام عن تمديد مفعول الهدنة لمدة 72 ساعة، اعتبارًا من الساعة الواحدة يوم 9 تموز حتى الساعة 23:59 يوم 12 تموز الجاري”، في ثاني هدنة يعلن عنها، ويكون هو أول من يخترقها، كما يقول ناشطون وقوات المعارضة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة