هل يتحمل الجيش الحر في داريا مسؤولية ما حدث في المدينة

tag icon ع ع ع

آركان الديراني
رغم مرور أكثر من ستة أشهر على بدء حملة النظام على داريا، لا يزال النقاش يدور بين أهلها في الشتات حول جدوى إطالة هذه المعركة، ولماذا قامت بالأساس.
سمعت بأذني كثيرًا من الانتقادات لتصرفات الجيش الحر في المدينة، وهناك من يتهمه بأنه هو من استجلب النظام إلى المدينة، وكان على الحر ترك حواجز النظام وعدم التعرض لهم بسوء، باعتبار ذلك كان سبب المعركة الأساسي .
وهنا لا بد من طرح سؤال بديهي:
لو لم يتدخل الجيش الحر في ليلة 13 تشرين الأول الماضي، هل كنا سنتوقع أن حواجز النظام كانت ستعامل المدنيين بلطف وحنان طيلة الأشهر الماضية، لو افترضنا أنه لم تقم هناك معركة في المدينة؟
بقليل من المنطق  نستنتج أنه لو لم تندلع شرارة المعركة في يوم 13/11/2012 لكانت اندلعت بالتأكيد بعدها بأيام أو بأسابيع، لا يمكن تخيل ان أهالي داريا سيتعايشون مع حواجز للنظام داخل المدينة بأي شكل.
لم يكن يوجد في داريا من يقبل لنفسه أن «يتصبح» بوجوه شبيحة النظام وعناصر حزب الله -الذين تورطوا في سوريا منذ ذلك الوقت- أثناء شراء الخبز من الفرن الآلي حيث وضعوا حاجزهم الأكبر، ولم تكن الحياة لتستمر في المدينة في ظل وجودهم عند دوار أبو صلاح الحيوي والذي يتحكم بمداخل المدينة الشرقية.

وهنا السؤال الأهم .. هل أخطأ ثوار داريا عندما نسفوا الحاجزين وتسببوا بكل هذه المعركة؟
الجواب: طبعا لا ..
لا يحتاج نظام الأسد لأي حجة لتدمير أي مدينة، ما حدث في داريا كان يجب أن يحدث، عاجلًا أم آجلًا، إذ لا بد أن نتذكر كيف كانت قوات النظام تتقدم تدريجيًا –بسبب عدم المقاومة بادئ الأمر- من المنطقة الشرقية باتجاه داخل المدينة، وكيف كان جنودها يعيثون فسادًا في كل الأمكنة التي كانوا يصلون إليها.. سرقت عشرات البيوت، وأحرقت مستودعات ضخمة، كما صودرت سيارات المارة وآلياتهم، كل ذلك إضافة لعمليات القنص التي وصل حد جرأتها إلى قنص النساء والرجال داخل منازلهم من باب التسلية والشعور المفرط بالقوة والسيطرة لدى أولئك الجنود… إذن كان لا بد من المقاومة، والوقوف في وجه هذا الفجور الذي وصل إليه جنود الأسد والذي كان سينتج بطبيعة الحال ما وصلت إليه المدينة اليوم من خراب ودمار وقتل.
كل شيء يمكن بناؤه من جديد، لا شيء مأسوف عليه غير الأرواح التي زهقت، حتى هؤلاء فإننا نحسبهم عند الله شهداء، ينعمون الآن في جنانه ويشفعون لنا عنده بإذن الله.
وأخيراً لا ينبغي إثارة هذا النقاش من أساسه، لدينا معركة يجب أن نكملها وأن ننتصر فيها، وبعد ذلك لدينا الكثير من العمل.  تركيزنا الأهم سينصب في إعادة إعمار المدينة لتكون مضرب المثل في الحضارة والمدنية كما كانت مضرب المثل في صمودها وكبريائها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة