حلب تحت الحصار..

رئيس المجلس المحلي لحلب: بدأنا خطة “الطوارئ” ونحتاج دعم “العسكر”

tag icon ع ع ع

ليان الحلبي – عنب بلدي

مع دخول الحصار الذي تتعرض له الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في حلب، أسبوعه الثالث، تلوح في الأفق كارثة إنسانية، تهدد حياة أكثر من 350 ألف مدنيّ يقطنون فيها.

وأدت سيطرة قوات الأسد وحلفائها على مزارع الملاح الجنوبية، في السابع من تموز الجاري، ثم تقدمها مجددًا على طريق الكاستيلو إلى قطع الطريق كليًا، وفرض حصار كامل على المدينة.

وشهدت الأيام الأولى ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، تلاها انقطاع تدريجي، ولاحقًا شبه كامل، للخضار والفاكهة وغيرها من المواد الغذائية.

وبدأ الناشطون والمجالس المحلية بإطلاق المبادرات، وإيجاد البدائل والحلول “الإسعافية”، سعيًا لتأمين متطلبات المحاصرين، في الحدود الدنيا على أقل تقدير.

عنب بلدي التقت بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، للاطلاع على أوضاع المدنيين في الأحياء المحاصرة، والسبل المتبعة في مواجهة الحصار.

تأمين المخزون الاحتياطي

حاول المجلس المحلي تأمين مخزون احتياطي لمدينة حلب، منذ أن بدأ شبح الحصار يخيم على المدينة، في شباط الماضي، مؤسسًا “غرفة طوارئ” بالتنسيق مع المديريات العاملة على الأرض، وفقًا لحاجي حسن، كما أسس مكاتب زراعية، وأخرى للرقابة التموينية، وغيرها.

وأشار حاجي حسن إلى عدم تجاوب المنظمات والجمعيات الداعمة في هذا الصدد، وأضاف “المجلس في النهاية يخضع للمانح، ولا يملك نظام جباية ولا مقومات العمل الذاتي، ومع ذلك نجحنا في تجميع مخزون احتياطي لا بأس به للمدينة يكفي لفترة معينة”.

خطة طوارئوخلايا أزمة.. هل تنجح؟

وبدأ الاستهلاك من مخزون المحروقات والمواد الغذائية، في الأيام الـ 45 الأخيرة، تلاه تطبيق “خطة الطوارئ” منذ بداية تموز، بحسب الحاجي حسن.

الخطة تقتضي ترشيد استهلاك الطاقة، وتخفيض العمل على آليات المجلس بنسبة 50%، بالاعتماد على الطاقة البشرية.

وتم استحداث “خلايا أزمة”، يُعنى كلّ منها بشأن محدد، وأضاف حاجي حسن “أنشأنا على سبيل المثال لجنة إغاثية عليا معنية بالشؤون الإغاثية، أما بخصوص الرقابة التموينية واحتكار الأسعار، فتم تأسيس مكتب الرقابة، بالتعاون مع الشرطة الحرة وفصائل الجيش الحر التي تدعم المجلس”.

وأكد توفر مخزون لا بأس به وبالحدود الدنيا من المواد الأساسية، كالأدوية والمحروقات والمواد غذائية، إلا أن ذلك يتطلب وعي وتفهم الناس للمرحلة الحالية، وتنسيقًا على مستوى عالٍ مع جميع المنظمات والجمعيات العاملة في المدينة.

المجلس يتولى نشاط الأفران.. والوضع جيد في الحدود الدنيا

حصر نشاط الأفران بالمجلس المحلي خلال الفترة الأخيرة، الذي يوصل المخصصات المطلوبة للناس، لكن بحدودها الدنيا، “إننا نتحدث عن مدينة يقطنها حوالي 400 ألف شخص، ولا نملك مقومات دولة لنؤمن متطلبات الناس بالحالة المثالية، لكن الوضع جيد في الحدود الدنيا”، أوضح رئيس المجلس.

ويتطلب تشغيل الأفران حوالي 7000 ليتر من المحروقات يوميًا، وفقًا لحاجي حسن، “قد يصبح الوضع كارثيًا لاحقًا ولا نتمكن من تشغيل الأفران، لقد خفضنا استهلاك المحروقات المخصصة للمجلس بنسبة 50% لتوفيرها، وتم التعميم على المولدات بتخفيض عدد ساعات تشغيلها من عشر ساعات يومية إلى خمس، وقد نحتاج لجعلها ساعتين فقط في المستقبل”.

وسعيًا لتنشيط الجانب الزراعي وتأمين الحاجة الدنيا من الخضراوات الأساسية، أطلق المجلس مشروعًا زراعيًا، وبدأ بزرع بذار الخضراوات بالتعاون مع مجالس الأحياء، ورغم أن هذا المشروع يعد طويل الأمد، إلا أن حاجي حسن اعتبره “ضروريًا وملحًّا” في الظروف الحالية.

المشروع بدأ في وقت سابق، ولكن “لم تكن لدينا الكفاءات اللازمة والفلاحين والمعدات، أما الآن فنحن نمتلك الآليات المخصصة، وسنعمل بتكنيك أعلى وعلى مساحات جغرافية كبيرة”.

وأما عن حليب الأطفال، فأوضح حاجي حسن أن الحاجة كبيرة جدًا، وقد تتسبب بكارثة إنسانية على المدى القريب، “لا نعرف حاليًا الكميات المتوفرة، فالجمعيات والمنظمات المسؤولة، لم تعط بياناتها بشكل جيد، وحاولنا التواصل معها لكن لم نتلق أي رد”.

مكاتب ارتباط في الريف وحملات توعية

وأسس المجلس مستودعات ومكاتب ارتباط في الريف الغربي القريب لمدينة حلب، وهو في طور تعبئتها بالمواد الأساسية والمحروقات، بغية دعم المدينة المحاصرة.

ولجأ المجلس إلى الخطة الإسعافية “الثانية”، والتي تقتضي “إدخال المواد الأساسية من المستودعات إلى المدينة، عبر طريق الكاستيلو، وذلك عند فتح الطريق في بعض الأحيان، إلا أن نسبة الخطورة والمجازفة بحياة الأشخاص الذين يقومون بنقلها تبلغ 95%”، وفقًا لرئيس المجلس.

حملة توعية لأهالي المدينة المحاصرة بدأها المجلس المحلي، بهدف التعايش مع الواقع الجديد، “هناك انقطاع كامل للخضار والفاكهة، ولا تدخل سوى كميات بسيطة جدًا في بعض الأحيان، عن طريق أشخاص يخاطرون بحياتهم لإدخالها، ويجب على الأهالي التعايش مع هذه الظروف، والاستغناء عن الكثير من المواد الغذائية”.

وأوضح حاجي حسن أنه لا يمكن تخزين الخضار والفاكهة، فالتخزين يحتاج إلى إمكانات مادية وبرادات ومواصفات خاصة، وجميعها غير متوفرة.

مبادرة درب حلب

من جهة أخرى، أطلق ناشطون ومجالس محلية عاملة على الأرض، مبادرة “درب حلب” بهدف دعم المحاصرين في المدينة، وشارك كل من المجلس المحلي ومجلس المحافظة في المبادرة، ووصفها حاجي حسن بـ “الجيدة جدًا لكن متأخرة”، معربًا عن أمله في أن تؤدي المبادرة أهدافها.

وأوضح أن الباب مفتوح للتبرعات بجميع أشكالها، سواء العينية، أو المالية، أو الجهد الشخصي، وعند سؤاله عن جدوى الدعم المادي في ظل صعوبة إيصال المواد إلى المدينة، أوضح “أن المال النقدي سيجعل التحرك أفضل بكثير، خاصة في تهريب المواد الأساسية من مناطق النظام أو حي الشيخ مقصود، وكذلك تأمين المخزون الاحتياطي في مستودعات الريف، عدا عن أن التجار الذين يخاطرون أحيانًا بنقل المواد عبر الكاستيلو، يرفعون أسعار بضاعتهم مقابل تعريض حياتهم للموت”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة