طائرة جديدة تقصف داريا بستة براميل دفعة واحدة

وردة أمام قبر في داريا - 28 تموز (المجلس المحلي لمدينة داريا)

camera iconوردة أمام قبر في داريا - 28 تموز (المجلس المحلي لمدينة داريا)

tag icon ع ع ع

زين كنعان – داريا

“داريا تتعرض لحملة شرسة وقصف عنيف بالبراميل”، خبر اعتيادي تضج به مواقع التواصل الاجتماعي منذ أربع سنوات، لكن المحاصرين في المدينة يتلقوّن الموت والقصف كل يوم بلونٍ جديد وطريقة مدمرة أكثر من سابقتها.

أهالي المدينة لاحظوا في الفترة الأخيرة مروحية جديدة تلقي ستة براميل متفجرة دفعة واحدةً، معتبرين أن قدوم الطائرة بات غير مهمٍ بقدر تمييز نوعها، لكثرتها في سماء المدينة.

أنس أبو مالك، قيادي عسكري في “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، أفاد بالاستناد لمعلومات استخباراتية، خاصة بالفصيل، أن هذه الطائرة ليست جديدة في سلاح الجو السوري، بل هي طائرة قديمة روسية الصنع تستخدم لنقل الجنود والعتاد أو الجرحى في المعارك، وتستطيع التحليق لارتفاعات عالية وحمل حمولة كبيرة.

ويصل طول الطائرة إلى 14 مترًا وهي بطيئة الحركة، وتشبه الطائرة الفرنسية “تايغر” من ناحية طريقة التصنيع والحجم.

ولفت القيادي إلى أن المروحية تمتاز بحمولتها الكبيرة ولكنها لا تخلو من الأعطال، معتبرًا أن “استخدام النظام لهذه الطائرة في قصف المدن دليل على إفلاسه”، إلا أنه لم يؤكّد اسم الطائرة بسبب اعتماد النظام على الألقاب التي تشير إليها.

بدوره، أفاد أيهم أبو محمد، عضو المكتب الإعلامي التابع للواء “شهداء الاسلام”، أن الطائرة من نوع “ME8″، وقد عادت إلى الخدمة بسبب النقص الكبير في سلاح الجو لدى النظام، نتيجة إسقاط عشرات الطائرات أو بسبب تلف عدد منها في تفجير معامل الدفاع الأخير.

وقد يرجع سبب استخدامها إلى قدرتها على حمل عدد أكبر من البراميل، وبالتالي قدرة تدميرية أكبر في غارة واحدة، وأضاف أيهم أن اللقب الشائع للمقاتلة في المطارات هو “أم كامل” لقدمها.

والطائرة لا تعمل إلا بـ “مقلع” على أرض المطار بعكس المروحي الحديث، وكلفة تشغيلها كبيرة وتحتاج إلى طاقم أرضي يوجهها، بحسب عضو المكتب الإعلامي، الذي أشار إلى أنه بعيد عن أسباب استخدام الطائرة أو نوعها، فإن عددًا أكبر من البراميل تتساقط على الأحياء السكنية ورقعة الدمار تتوسع كل يوم على مساحة لا تتجاوز 2 كيلومتر مربع.

ما تشهده المدينة لاقى تعاطفًا “خجولًا”، من قبل المنظمات الدولية والناشطين والعسكريين خارج المدينة، لكن المحاصرين يقولون إنه “لا شيء ملموس على الأرض”.

البراميل القادمة من السماء تقتل كلّ يومٍ مواطنًا من المتبقين في داريا، وبات من المعتاد رؤية عائلات تبحث عن مكان جديدٍ للسكن بعد قصف منزلها، يعبر الناس عن ارتياحهم عندما يأتي “يومٌ لا يسقط فيه شهداء وجرحى”.

وبحسب محمد أبو عمر، عضو قسم التوثيق في المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي، فإن “203 براميل و52 صاروخ أرض- أرض، من نوع فيل استهدفوا داريا الأسبوع الماضي. إضافة إلى غارات من الطيران الحربي وأربع محاولات اقتحام من قبل قوات الأسد على الجبهتين الجنوبية والغربية، أسفرت عن مقتل عشرة شهداء وعدد من الإصابات بينهم مدنيون”.

كما تمكن النظام، مستفيدًا من كثافة القصف، من التقدم مجددًا على الجبهة الغربية، متبعًا سياسة إحراق المنطقة وتسويتها بالأرض قبل التقدم البري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة