أطفال الإطارات… كتيبة الدفاع الجوي في “معركة حلب”

camera iconمجموعة من اطفال حلب بعد حرقهم الإطارات، 31-7-2016 (إنترنت)

tag icon ع ع ع

قمصان ملوّنة، أقدام صغيرة حافية، وابتسامة فخر عريضة، رسمها الدخان الكثيف باللون الأسود على وجوه عناصر “كتيبة الدفاع الجوّي” في مدينة حلب، بعد أن أعلنوا عن انطلاق معركة تحرير الأحياء الشرقية.

سحابة سوداء كثيفة خيمت على سماء حلب، وشكّلت غطاءً جوّيًا لتحركات المعارضة في بداية المعركة يوم 31 تموز، مانعة الطيران الحربي من رصدها، بعد ان أشعل أطفال مدينة حلب مئات الإطارات المطاطية، في مناطق المدينة، والريف الجنوبي.

وفيما تحمل معركة حلب قيمة عسكرية كبرى، وترسم خريطة جديدة لسير العمليات على الأراضي السورية، شكّل التحرك الشعبي قيمًا مضافة عززت من الروح المعنوية لدى المقاتلين والمدنيين على حدّ السواء.

وتداول الناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لمجموعة من الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، اصطفوا أمام إطارات مطاطية بعد أن قاموا بحرقها، الأمر الذي بدا تعزيزًا لصورة الاندفاع الشعبي في المعركة.

وأطلق مستخدمو “فيس بوك”، شعارات متعددة، حول فكرة إشعال الإطارات كغطاء جوّي، كما تداول عدد من المستخدمين هاشتاغ #حلب_تحرق_الأسد في إشارةإلى أثر إحراق الإطارات على دفع المعركة لصالح المعارضة.

المهتمون بالتصميم وصور الكاريكاتير أيضًا نشروا صورًا متنوعة، حول موضوع إحراق الإطارات، أظهرت إحداها صورة طائرة روسية عالقة في إطار محترق، وأخرى ظهر فيها الإطار على شكل حلقة فقاعات صابون بيد طفل، يطلق منها سحابات الدخان على الطائرات.

Untitled-7

النَفَس الشعبي في معركة حلب، لم يقتصر على رائحة الإطارات المحترقة، بل بدا واضحًا في أصوات المظاهرات التي انطلقت داخل المدينة، والتي قادتها مجموعات من النساء والأطفال، وحملت شعارات كبيرة، ودعوات لإكمال القتال حتى فكّ الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

Untitled-9

متابعي مجريات المعركة على مواقع التواصل تفاعلوا مع التحركات الشعبية، ومواقف الأطفال والنساء في مدينة حلب، الأمر الذي أعاد الروح المعنوية لمعارضي النظام السوري، وعبّروا عن دعمهم لمعركة حلب، وتفاؤلهم بإعادة توازن القوى في الشمال السوري.

وبينما يبتعد السوريون عن مراقبة ميادين القتال خلال العام السادس للثورة السورية، تبدو التفاصيل الإنسانية الدافع الحقيقي لتحريك السلاح، في ثورة حملت على عاتقها هموم السوريين وآمالهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة