قتل المدنيين وتشريدهم.. طرق تنتهجها القوات السورية والروسية شمال سوريا

الدمار في ريف حلب الغربي جراء الغارات الروسية- 1 آب (عنب بلدي)

camera iconالدمار في ريف حلب الغربي جراء الغارات الروسية- 1 آب (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

طارق أبو زياد – إدلب

يشهد الشمال السوري هجومًا مركزًا يستهدف القرى والبلدات المحررةفيه، من قبل طيران النظام السوري والروسي على حد سواء، بدأ مع مطلع تموز من العام الجاري، وخلف مئات الضحايا والجرحى بين المدنيين. ولهذا الهجوم سياسة متعبة، تختلف من منطقة لأخرى، ويكون له أهداف بعيدة، ومهما اختلفت تصب أخيرًا في خانة قتل المدنيين دون غيرهم.

تعتمد الطريقة الأولى على استهداف المنطقة الأكثر حيوية في البلدة المستهدفة، وتأتي بشكل مفاجئ يسبقها فترة من الهدوء، تبدأ من أسبوع وتمتد إلى أشهر.

علاء الدين النجار، نازح من مدينة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي إلى مدينة أريحا في ريف إدلب الغربي، روى لعنب بلدي أحداث المجزرة الأخيرة التي استهدفت سوق أريحا الرئيسي في العاشر من آب الجاري، والتي راح ضحيتها ستة مدنيين وعشرات الجرحى “كان الوضع في مدينة أريحا هادئ جدًا، وكانت قد ارتاحت من القصف لمدة أسبوع تقريبًا، ويشهد سوقها حركة طبيعية دون أي معوقات”.

فجأة ودون سابق إنذار، تغير طائرة حربية على منطقة الدوار منتصف سوق الخضار، مخلفة دمارًا كبيرًا في السوق وموقعة قتلى وجرحى خلال لحظات، وتابع “كانت الغارة الثانية في الطرف المقابل للسوق، في منطقة سكنية، وبعدها لم يغادر الطيران الأجواء مباشرة، الأمر الذي جعل الناس في حيرة كبيرة، فهم يريدون أن يسعفوا الجرحى في أسرع وقت ممكن، في الوقت ذاته يتخوفون من غارة أخرى بعد تجمع الناس لإجلاء الجرحى”.

تشريد المنطقة ومعاناة النزوح

الطريقة الثانية التي يتبعها الطيران في قصفه المناطق المأهولة تكون بتركيز القصف على مدينة معينة، بضربات قد تصل إلى 30 غارة في اليوم الواحد، مستهدفة كافة المناطق في البلدة من سوقها إلى أحيائها وحتى مقابر موتاها.

مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، والتي شكّلت مركزًا تجاريًا وحيويًا هامًا في السابق، أعلنها مجلسها المحلي مدينة منكوبة قبل نحو أسبوع، باعتبارها عاشت حالة قصف غير معهودة، وتناوب عليها طيران الأسد وروسيا بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الفائتين، وأصبحت اليوم كالجثة الهامدة دون حياة.

وتحدث مازن السيد، وهو شاب من المدينة، عن الوضع الحالي في سراقب عقب تتالي القصف، “في الغارة الأولى خلنا الأمر طبيعيًا، مجزرة وينقشع الغبار وندفن موتانا، إلا أن تتالي القصف على مدار أسبوع تقريبًا، جعلنا ننزح عنها طلبًا للحياة، لندور في فلك البلدات المهددة بالقصف أيضًا”.

ولسراقب توائم مماثلة في الشمال السوري، بفعل نيران النظام وحلفائه، من الصعب ذكرها وتفصيل أوضاعها الأمنية والمعيشية هنا، إلا أننا نذكر منها كأمثلة أكثر وضوحًا: مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، وبلدتي الدانا وسرمدا الحدوديتين مع تركيا. وعرفت هذه المناطق أيضًا بكونها مراكز تجارية وحيوية لقربها من الحدود، فتبدو الإرادة واضحة من قبل الحليف الروسي لمعاقبة سكانها وتهجيرهم وضرب أي حركة اقتصادية ومعيشية ظاهرة.

يرى ناشطو الشمال السوري أن الإجراءات التصعيدية من قبل روسيا والنظام السوري ما هي إلا ردود أفعال انتقامية على الخسائر المتلاحقة جنوب حلب، وعقابًا “إجراميًا” ردًا على إسقاط المروحية الروسية ومقتل طاقمها بالكامل مطلع آب، وفق سياسة “الأرض المحروقة” الهادفة إلى ضرب البيئة الحاضنة لفصائل المعارضة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة