“هي النباتات روح مثلنا وعلينا المحافظة عليها”

المجلس المحلي في دوما يطلق مشاريع العناية بالحدائق

تأهيل الحدائق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية - الثلاثاء 16 آب (عنب بلدي)

camera iconتأهيل الحدائق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية - الثلاثاء 16 آب (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

تخطف الصواريخ وقذائف الهاون أرواحًا من أجساد أهالي الغوطة الشرقية بشكل يومي، إلا أن أرواحًا أخرى تحملها أزهار ونباتات شاحبة مغبرّة داخل حدائق مدن وبلدات الغوطة، مازالت تنتظر من يبعث الأمل فيها، ويعيد الحياة إلى حدائق لطالما كانت المتنفس الأفضل والأكثر ازدحامًا بالسكان.

عشرات الحدائق مازالت شاهدة على قصف مكثف طال مرافقها وهدّم الجزء الأكبر أسوارها، يحاول المجلس المحلي لمدينة دوما إعادة رونقها من خلال مشروع بدأه قبل أقل من شهر، وضع خلاله على عاتقه تأهيل أكثر من 40 حديقة داخل دوما لوحدها.

“هي النباتات روح مثلنا وعلينا المحافظة على تلك الأرواح الجميلة”، يقول محمد الشامي، الذي يعمل ضمن المشروع، متحدثًا إلى عنب بلدي وهو ينظف حديقةً مهدمة الأسوار، محاولًا إعادة الحياة التي سرقها القصف من الأزهار والأشجار كما من الأهالي.

الشامي، وهو في الخمسين من عمره، يتمنى أن تعود الحدائق كما كانت عليه، قبل أن تغدو المدينة مسرحًا للقصف، ويوافقه سالم جرادة، أحد أهالي دوما ويقطن قرب حديقة مهدمة جزئيًا، لم يبق داخلها سوى شجرتي صنوبر، بعد أن كانت مليئة بأشجار المشمش والرمان، على حد وصفه.

ويعتبر جرادة أن الحديقة ثروة ومتنفس يبعث الأمل في نفوس من ينظر إليها، متحدثًا وهو يُحدّق بوردة حمراء نبتت بين شجرتي الصنوبر المتبقيتين، جعلت من المشهد لوحة فنية.

نشاطاتٌ بدأها المجلس المحلي في المدينة منذ نشوئه، لم تكن كافية لإعادة الحياة لحدائق قُطعت أشجارها في سبيل توفير الدفء للأهالي، وتزورها يوميًا عشرات قذائف الهاون. وبينما أسعد سقوطها داخل الحديقة مراتٍ عديدة عائلات نجت منها، إلا أنها كانت تقتل أرواح ورود وأشجار لطالما سرّت خاطر الناظر إليها.

يرى حسان عبد المنعم، رئيس المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة دوما، أن مشروع العناية بالحدائق الذي يشمل تنظيفها وريّها وصيانة بعض المرافق فيها، هو محاولة لتحسينها وإعادتها كما كانت عليه قبل الثورة، ولا يخفي المهندس الزراعي صعوبة العمل في ظل معوقات عدة أبرزها: نقص اليد العاملة والتجهيزات.

اثنتا عشرة حديقةً أنجزت حتى اليوم، إلا أنها تنتظر صيانة لسياجها وما تضمه من مرافق، “لأن من حق الأهالي مشاهدة منظر جميل بعيدًا عن القصف والدمار”، كما يقول عبد المنعم، إلا أنه أقر بصعوبة تفريغ كادرٍ لحراسة تلك الحدائق والعناية اليومية بها، “فلا يمكن تفريغ عمال على مدار الساعة، كما أنه من غير المنطقي بقاء شخص على مدار اليوم داخل الحديقة في ظل القصف المستمر”.

حدائق احتضنت مئات الأجساد التي قتلتها شظايا القذائف ورصاص قوات الأسد في أكثر من محافظة سورية منذ اندلاع الثورة، يراها جرادة “حلبات مصارعة” في دوما تحتاج اهتمامًا أكبر، ورغم أنه وصف المشروع بـ”الهمة المباركة”، إلا أنه دعا إلى توعية الأهالي حول قيمة الشجرة قبل زراعتها، مطالبًا المجلس بحماية الحدائق من السرقات، والاهتمام المستمر بها عقب انتهاء المشروع.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة