أطفال باحتياجات خاصة يطورون قدراتهم في المعرّة

معهد المميزون في معرة النعمان بريف إدلب - الأربعاء 17 آب (عنب بلدي)

camera iconمعهد المميزون في معرة النعمان بريف إدلب - الأربعاء 17 آب (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

داخل مساحة، ربما تكون أصغر من أمنياتهم، تجلس كلٌ من سارة وماريا وأحمد ويحيى، وآخرين من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مشغولين باللعب، تحت رعاية كادر معهد “المميزون” في معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

تعاني سارة من ضمور في الدماغ، وماريا ويحيى من التوحد، أما أحمد فيعاني من شلل دماغي، إلى جانب أقرانهم الذين تتنوع أمراضهم بين الإعاقة العقلية البسيطة، متلازمة داون، نقص الأكسجة، اضطرابات النطق واللغة، الاضطرابات السلوكية، وبطء وصعوبة تعلم،  وتشرف عليهم كوادر مختصة.

ورغم وصفهم بـ”الفئة المهمشة”، تعمل منظمات وهيئات عدة، على تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد افتتح المعهد السوري الإنساني للتمكين الوطني (SHINE)، فرعًا لتأهيلهم وتدريبهم في المعرة تحت مسمى معهد “المميزون”، آملًا أن ينجح في مسؤولية “صعبة” وضعت على عاتق كادره، وفق القائمين عليه.

ستائر زرقاء غطت نوافذَ أعيد تركيبها بعد أن تكسّرت، ومجموعة من الكراسي الصغيرة والألعاب، أول ما تراه عند دخولك المعهد، في الطابق العلوي لبناء تعرض للقصف مرات عديدة كان آخرها قبل أيام، ما استدعى القائمين على المعهد إخلاء الأطفال إلى الطوابق الأرضية.

على مدار يومين نظم القائمون على معهد الأطفال لقاءات أسرية لشرح آلية عمل المعهد والخدمات التي يقدمها للأطفال، على أن يبدأ بتقديم خدماته للأطفال من عمر ثلاثة إلى 15 عامًا، وفق رانيا قيصر، مديرة معهد “SHINE”، وقالت لعنب بلدي إن عدد الأطفال المستفيدين من نشاطاته بلغ 25 طفلًا.

“نقابل الطفل والأهل وندرس حالة الطفل بشكل كامل، حتى يكون جاهزًا لتطبيق الاختبارات عليه، ثم تحديد مستوى أدائه الحالي”، تقول رغدة مظلوم، الاختصاصية المعنية بالتعامل مع الأطفال في المعهد لعنب بلدي، وتؤكد أن كل طفل سيخضع لبرنامج تربوي فردي خاص “لتُطبّق عليه الخطة التي وضعها الكادر المختص”.

وترى مظلوم أن لكل طفل قصة فريدة لها تأثير على النفس، إلا أنها لا تنكر صعوبة العمل “وخاصة عندما يعلق الأهل أملهم عليك لتحسين وتأهيل وضع طفلهم وهذه مسؤولية صعبة”.

نشاطات متنوعة يديرها كادر المعهد، وتتضمن برامج تعليم اختصاصية لتأهيل الطفل المميز، على أن تمكنه من تطوير قدراته العقلية، إضافة إلى ورشات تعليم فردية وجماعية ونشاطات ترفيهية ترى قيصر أنها مهمة، إلا  أن الأهم توعية الأهالي قبل الأطفال، حول كيفية التعامل مع حالات التميُّز أكثر من حاجة الطفل للتعلم، على حد وصفها.

وتعتبر قيصر أن فترة ثلاثة أشهر ستكون كافية للاطلاع على الثغرات والعقبات التي ستواجه العمل، وبالتالي تفاديها واستقبال أعداد أكبر من الأطفال في الفترة المقبلة.

شيء واحد لا يختلف عند دخولك إلى المعهد وخروجك منه، يتلخص بابتسامات جميلة رسمت على وجوه الأطفال، وأيًا كان سبب تلك الابتسامة، إلا أن الأهالي يرونها تحديًا لواقع متردٍ يعيشه أطفالهم، آملين بتطورٍ يفتح الباب أمام تميّز يغيّب “الإعاقة”، متمنين أن يكون لـ”SHINE” من اسمه نصيب في تنوير عقول أطفالهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة