عنب بلدي – العدد 102 – الأحد 2/2/2014
يتحدث الكاتب عن نشأة النظام ومكر حافظ الأسد في تأسيسه مؤكدًا على الدوافع الطائفية العميقة لدى الأسد، وعن الحقد الدفين الذي تملكه الطائفة العلوية تجاه باقي الطوائف لعوامل عدة تاريخية ودينية وطبقية وغيرها.
يقول الكاتب إن مجموعة من وجهاء الطائفة العلوية منهم جد حافظ الأسد (سليمان الأسد) أرسلوا برسالة للاحتلال الفرنسي يرجونه ألا يخرج من البلاد وألا يضمهم للوطن الأم سوريا، قائلين في رسالتهم إن العرب والمسلمين ينتظرون اللحظة التي تخرج فيها فرنسا من سوريا وبريطانيا من فلسطين حتى ينقضوا على اليهود والعلويين في هذين البلدين، (من كان يتخيل أن أحفاد سليمان الأسد سيملكون سوريا كلها وهو كان يسعى أن يخرج منها).
يرى الكاتب أن ما يحدث هو فشل في الدولة ما بعد الاستقلال، النخب السنية في المدن الرئيسة (دمشق، حلب، حمص، حماه) لجأت إلى القومية العربية بغية التوفيق بين سيادتها وبين مشاركة الأقليات، ولكنها صدمت عندما رأت أن القومية العربية أصبحت أداة للتوفيق بين سيادة الأقليات ومشاركة السنة.
يعتقد الكاتب أن العلويين لم يستفيدوا على الإطلاق من وجودهم في السلطة لمدة أربعين سنة في تطوير مهاراتهم، بل استنزفوا قواتهم وكوادرهم في المخابرات وهو ما أصابهم بالجمود، من أجل هذا السبب، مع أسباب أخرى، يرى الكاتب أن الحديث عن تقسيم ودولة علوية هو كلام غير منطقي وهي دولة لن تكون قابلة للحياة على الإطلاق.
لا تخرج روح الكتاب عن النظرة الاستشراقية للمنطقة العربية في الشرق الأوسط، حيث لا يرى في المنطقة إلا مجموعة من الطوائف، معتقدًا أن الموارنة هم الأكثر تحضرًا، ومعتبرًا أنهم كانوا يسعون عبر بشير الجميل لبناء علاقات جميلة وودية مع إسرائيل من خلال تطهير لبنان من المخربين، والمقصود هنا الفصائل الفلسطينية.