متلازمة الرياضة والسياسة في سوريا.. هل يمكن الفصل؟

  • 2017/09/10
  • 12:41 ص
مدرب المنتخب السوري السابق فجر إبراهيم واللاعب أسامة أومري والإداري محمد بشار يحملون صور الأسد على قمصانهم في مؤتمر في سنغافورة عام 2015 (مؤتمر صحفي)

مدرب المنتخب السوري السابق فجر إبراهيم واللاعب أسامة أومري والإداري محمد بشار يحملون صور الأسد على قمصانهم في مؤتمر في سنغافورة عام 2015 (مؤتمر صحفي)

فريق التحقيقات في عنب بلدي

اجتاحت دعوات “فصل الرياضة عن السياسة” الشارع السوري بمختلف أطيافه، من المؤيدين والمعارضين للنظام، بعد تأهل المنتخب السوري لكرة القدم، الذي يصفه معارضو النظام بـ “منتخب البراميل” أو “منتخب الأسد”، إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم في روسيا، لأول مرة في تاريخه.

الدعوات لفصل الرياضة عن السياسة أثارت نقاشات وتحليلات كثيرة، وخاصة في المنطقة الآسيوية، خلال العقود الماضية، دون التوصل إلى حسم واضح للقضية، رغم مطالبة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بضرورة احترام المادة رقم 3.2 من قانونه، التي تقول “الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حيادي في كافة الشؤون السياسية والدينية”.

ويرى البعض أن الرياضة وممارستها حق للشعوب كافة، ولا يجب تدخل أي طرف فيها، إن كان سياسيًا أو دينيًا، في حين يرى آخرون أنها لم تنج من تحكم السياسين بها وتدخلهم، واستخدامهم لها للتعبير عن موقف أو إثارة قضية سياسية أو تحسين العلاقات مع دول أخرى، فالمؤسسة السياسية في أي دولة تولي اهتمامًا للرياضة، وتقدم دعمًا ماليًا وأكاديميًا لا توفره لقطاعات أخرى، من أجل استغلالها في مواقف مختلفة، لذلك فإن العلاقة بين الرياضة والسياسة معقدة ولا يمكن التسليم بالفصل بينهما.

هذه العلاقة كانت في سوريا أكثر تعقيدًا، في ظل استثمارها من قبل حزب البعث الحاكم، قبل الثورة، وازداد الشرخ والتعقيد بعدها، ليبلغ الخلاف أوجه مع عودة لاعبين معارضين للنظام السوري إلى المنتخب، وزيارتهم دمشق وشكرهم “القيادة السياسية”.

مفاتيح الرياضة بيد القيادة القطرية

بعد سنوات من اندلاع الثورة السورية 2011، ومع خوض منتخب كرة القدم منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ووصوله إلى الملحق الآسيوي، انقسم السوريون بين مؤيد ومعارض حول تشجيع المنتخب، فالبعض رأى أنه لا علاقة للسياسة بكرة القدم في سوريا، وأن المنتخب يعبر عن كافة السوريين بمختلف انتماءاتهم السياسية.

لكن آخرين اعتبروا أن النظام السوري استخدم نجاحات المنتخب واللاعبين لتنفيذ مآرب سياسية وإعلامية، كونه إنجازًا يضاف إلى ما تحققه قواته في “الحرب ضد الإرهاب”، بحسب الرواية الرسمية، الأمر الذي أكده رئيس النظام، بشار الأسد، بالقول عبر صفحة رئاسة الجمهورية السورية في “فيس بوك” عقب تأهل المنتخب، إن “ما حقّقه الرياضيون من إنجازات رُفع خلالها العلم السوري في المحافل الدولية، على الرغم من ظروف الأزمة التي نمر بها منذ سنوات، كان بحد ذاته نوعًا من أنواع الدفاع عن سوريا في مواجهة ما تتعرض له”.

وإلى جانب الأسد أهدى الإداريون واللاعبون في المنتخب الفوز إلى الأسد “سيد الوطن”، وووصفوه بأنه راعي الرياضة والرياضيين، ما أعاد إلى الأذهان ما حصل في المؤتمر الصحفي لمدرب المنتخب السابق فجر إبراهيم في 2015، قبل مواجهة مضيفه السنغافوري ضمن التصفيات، عندما ارتدى إبراهيم قميصًا عليه صورة الأسد، وعند سؤاله عن سبب ذلك قال إن “رئيسنا يتابع كل خطواتنا ويدعمنا، فنحن نلعب من أجل بلدنا ومن أجله أيضًا”.

عبد القادر عبد الحي، لاعب المنتخب السوري السابق ونادي الاتحاد الحلبي

هذه التصريحات والأحداث دعمت رأي الطرف القائل إن “السياسية والرياضة في سوريا متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما”، وهو ما أكده لاعب المنتخب السوري السابق ونادي الاتحاد الحلبي، عبد القادر عبد الحي، الذي شارك في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال المكسيك عام 1986.

عبد الحي قال لعنب بلدي إن دفة الرياضة في سوريا تُدار سياسيًا وعسكريًا كبقية الملفات، “فالنظام مخابراتي بامتياز في كافة مفاصل المجتمع، ولا يمكن تعيين أي شخص في منصب رياضي أو غيره إلا بموافقة حزب البعث والمخابرات”، معتبرًا أن “عقلية النظام تدير الأمور على أن سوريا للأسد والطائفة العلوية، وخير شاهد ما يحصل من تهجير طائفي حاليًا والحديث يطول”.

وحصل عبد الحي مع نادي الاتحاد على كأس الجمهورية عامي 1982 و1985، واحترف في لبنان لمدة عامين، كما خضع لدورة التدريب الآسيوية C عام 2007.

اللاعب الدولي استغرب من الفئة التي تفصل الرياضة عن السياسة، “فالكل يعلم أن النظام يتدخل في قوت الشعب اليومي وفي كل شاردة وواردة”، معتبرًا أن تصريحات اللاعبين والمدربين والإداريين لاتحاد النظام “تظهرهم وكأنهم يتحدثون خلال اجتماع حزبي وخاصة التصريحات التي تلت مباراة المنتخب مع إيران”.

رأي عبد الحي أجمع عليه عدد من الرياضيين السوريين، الذين التقت بهم عنب بلدي، وأكدوا أن ”الاتحاد السوري لكرة القدم يدار من قبل القيادة القطرية التابعة لحزب البعث“، وأنه قائم على ”الفساد والمصالح الشخصية“.

اللاعب السوري فراس الخطيب إلى جانب محافظ حمص طلال البرازي (مجلس المحافظة)

هكذا كانت تدار اللعبة في أروقة الاتحاد السوري

نادر الأطرش، المكلف بتسيير اتحاد كرة القدم ”الحر“ التابع لـ ”الهيئة السورية للرياضة“

للحديث بشكل مفصل عن إدارة اللعبة داخل أروقة الاتحاد السوري لكرة القدم، تحدثت عنب بلدي مع نادر الأطرش، المكلف بتسيير اتحاد كرة القدم “الحر” التابع لـ “الهيئة السورية للرياضة”، والذي عمل ضمن الاتحاد السوري بين عامي 1999 و2012، وتدرّج من مسؤول تنظيم كشوف وذاتيات اللاعبين في مكتب الديوان ضمن الاتحاد، وصولًا إلى إدارة منتخب سوريا للناشئين عام 2007، ثم إدارة مكتب رئيس الاتحاد (فاروق سرية) بين عامي 2010 و2012.

وقال الأطرش إن الملف الرياضي أدير في وقت سابق من قبل سعيد حمادة وماجد شدود وشهيناز فاكوش ( أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث سابقًا)، وجميعهم غير ملمين بالرياضة.

وفي عام 2009 حُلّ اتحاد كرة القدم أول مرة، قبل أن يحل مرة ثانية في 2012، وكان رئيسه آنذاك الدكتور أحمد الجبان، بسبب قضايا بيع مباريات وفساد في الدوري، بحسب الأطرش، الذي أكد أن طريقة حله لم تكن مؤسساتية، إذ طلبت شهيناز فاكوش من أعضاء الاتحاد الاستقالة، “حرصًا على سمعة البلد والأمن الوطني”، مشيرًا إلى أن البعض رفضوا الاستقالة ثم استقالوا مجبرين في مبنى القيادة، ومنهم الجبان ووليد مهيدي وبهاء العمري وتركي الياسين وأحمد مسعود.

وأوضح أنه عقب حلّ الاتحاد عُيّن فاروق بوظو، عضو اللجنة المالية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وعضو لجنة الحكام الدوليين، بشكل مؤقت “بهدف تسهيل حل الاتحاد وإيقاف الشكوى للفيفا وإغلاق الملف”.

وخلال العام 2012 حُلّ الاتحاد، الذي كان يرأسه فاروق سرية مرة أخرى، بسبب مشاكل حول اللاعب السوري المحترف في أوروبا جورج مراد، وأوضح الأطرش أن اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد حاليًا، وكان أمين سره حينها، “هو المسؤول عن إخفاء مراسلات الاتحادين السوري والسويدي”.

وأقصي المنتخب السوري من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2014 في البرازيل، بقرار من “فيفا” بسبب مشاركة جورج مراد مع المنتخب السوري، والذي لعب في صفوف المنتخب السويدي رسميًا عام 2003.

وعقب حل الاتحاد، شكلت لجنة مؤقتة برئاسة عضو المكتب التنفيذي، إبراهيم أبازيد، المختص بألعاب القوى، وضمت التيار الذي يعمل ضد سرية، وأبرزهم: الحكم الدولي محمد كوسا وكمال قدسي من اللاذقية وعمار إزمرلي من حلب، إلى جانب أمين سر الاتحاد المنحل سامر ضيا.

وتحدث الأطرش عن تهديدات صدرت عن موفق جمعة، بحق أعضاء من الاتحاد قبل حله، أبرزهم الحكم الدولي حمدي القادري، الذي هُدد حينها بنقله إلى منشآت بابا عمرو الرياضية في حال رفضه الاستقالة، والتي كانت حينها محاصرة آنذاك من قبل قوات الأسد.

لا تقدم في الرياضة السورية

ومن الرياضيين السابقين الذين قابلتهم عنب بلدي كان لاعب المنتخب الأول لكرة القدم جهاد أشرفي، الذي أكد أن الرياضة في كل دول العالم بعيدة عن السياسة ولا علاقة بينهما، ”لكن السياسيين في سوريا تدخلوا في كل شيء“.

واعتبر أشرفي أن سوريا ”لن ترتقي إلى الرياضة العالمية وستبقى في مستواها بسبب إقحام السياسية بالرياضة، وتسليم زمام أمورها لأشخاص ليسوا مختصين ولا علاقة لهم بالرياضة، ومدعومون من أصحاب المصالح“.

وأيد اللاعب تشجيع المنتخب السوري في التصفيات ”كونه يعبر عن سوريا وليس عن بشار الأسد أو الحكومة أو المعارضة“، فهو يضم لاعبين من كافة المحافظات السورية، و“يمثل شعبًا كاملًا“.

وليد بيطار، لاعب سابق في المنتخب وفي ناديي الحرية والشرطة

وبالرغم من تمني أشرفي عدم إدخال السياسة بالرياضة، إلا أنه أكد أن الأمور في سوريا دائمًا متداخلة، مستغربًا من إهداء اللاعبين التعادل مع إيران إلى الأسد، “إهداء اللاعبين الفوز إلى الأسد خطأ، إهداء الفوز يجب أن يكون إلى الشعب السوري، الذي سافر إلى إيران والذي تجمع في الساحات داخل سوريا، وخارجها من اللاجئين، وكأنهم قلب واحد”.

في اتصال مع الكابتن وليد بيطار، اللاعب السابق في المنتخب وفي ناديي الحرية والشرطة، والموجود في فنلندا حاليًا، امتنع عن التصريح لعنب بلدي، متحفظًا على استخدام لفظ ”الثورة السورية“ في السؤال الموجه له، قائلًا “نحن مع سوريا ومع الجيش السوري ومع بلدنا … واعتذر عن التصريح”، مضيفًا ”هذه ليست ثورة، هذه خراب وتعاون مع الأجانب والتركمان… ولا تمت للإسلام والبلد بصلة“.

ليعيدنا الكابتن بيطار إلى نقطة البداية، بالتأكيد على تدخلات السياسة في مواقف الرياضيين السوريين.

عودة الخطيب والسومة.. لماذا؟

وفي إطار العلاقة بين السياسة والرياضة، انقسم السوريون حول عودة اللاعبين المحترفين في الخارج إلى المنتخب الرسمي، والذين كان لهم موقف مؤيد للثورة في بدايتها قبل أن ينضموا إلى المنتخب، وهنا نتحدث بالتحديد عن فراس الخطيب المحترف في الكويت وعمر السومة المحترف في السعودية.

الخطيب أعلن في 2012 خلال مهرجان نظمه معارضون سوريون في الكويت، أنه لن يلعب في صفوف المنتخب طالما هناك مدفع يقصف أي مكان في سوريا، في حين رفع السومة علم الثورة السورية بعد فوز المنتخب في نهائيات بطولة غرب آسيا السابعة، التي أقيمت في الكويت في 2012، وعقب الفوز تقدم السومة إلى مشجعي المنتخب الذين حملوا علم الثورة، وأهدى الانتصار لهم، ليُمنع بعدها المشاركة مع المنتخب ويتهم من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم بـ “الخيانة الوطنية”، بحسب ما قال السومة عبر صفحته في “فيس بوك” في 2015.

لكن بعد تحقيق المنتخب نتائج إيجابية خلال تصفيات كأس العالم واقترابه من التأهل، انضم الخطيب ومعه السومة إلى صفوف المنتخب، بعد مفاوضات مع الاتحاد السوري باعتبار أن “العودة إلى صفوف المنتخب إجراء رياضي بحت، لا يتعلق بأي شيء آخر، ولا يدخل بأي أمور لا تخص الرياضة”، بحسب الخطيب في لقاء مع قناة “الرياضية” السعودية، في نيسان الماضي.

لكن اللاعب السابق جهاد أشرفي، أرجع عودة الخطيب إلى ”الحفاظ على مصالحه داخل البلد“، فهو يمتلك أموالًا وعقارات، في حين وجد عبد القادر عبد الحي أنه “لا مبرر لهم في التخلي عن الثورة لمجرد وعود بكسب الشهرة والمال”، مؤكدًا أن النظام “يحاول الوقوف على أكتافهم وتلميع صورته من خلال الرياضة”.

أما نادر الأطرش فرأى أن غايات الخطيب “شخصية ومادية”، بينما فشل السومة في الحصول على جنسية غير السورية دعاه إلى العودة، ”ليسجل في أرشيفه أنه لاعب دولي”.

عودة السومة والخطيب إلى المنتخب اعتبرها البعض خيانة لدماء زملائهم الذين اعتقلهم النظام وقتلهم تعذيبًا، أو الذين مايزالون مغيبين قسرًا حتى الآن، خاصة بعد تصريحاتهما الأخيرة وإهدائهما الفوز إلى الأسد وشكره على رعايته للرياضة.

عمر السومة، لاعب المنتخب السوري ونادي الأهلي السعودي

لاعبون قُتلوا وغُيبوا قسرًا

في آخر إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، وصل عدد الضحايا من الرياضيين في سوريا أكثر من 400 رياضي، منذ انطلاقة الثورة في 2011، في حين لا يمكن إحصاء عدد المعتقلين الرياضيين، فبعضهم اعتقل وخرج، على اختلاف مدة احتجازه، لكن أكثر من 100 معتقل رياضي مازالوا قيد الاحتجاز. ومن أبرز الرياضيين الذين تمت تصفيتهم:

إياد قويدر

لاعب نادي الوحدة الدمشقي، مواليد دمشق 1991، اعتقل في 2013، ووصل خبر مقتله لذويه بعد ستة أشهر من الاعتقال، وتم التأكد من جثمانه ضمن الصور التي سربت من الفرع 215 التابع للأمن العسكري.

جهاد قصاب

لاعب نادي الكرامة الحمصي والمنتخب الوطني سابقًا، من مواليد حمص 1975، ولديه ثلاثة أولاد.

قتل تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري بعد عامين من اعتقاله في حي بابا عمرو عام 2014، من قبل فرع الأمن السياسي.

لؤي العمر

أحد نجوم نادي الكرامة في ثمانينيات القرن الماضي، ويعتبر من نجوم سوريا في “عصر الكرة السورية الذهبي“.
اعتقل في 2013 من قبل الأمن العسكري، وتم التعرف على جثته من خلال صور “سيزر” المسربة.

زكريا يوسف

لاعب نادي الاتحاد وأمية، من مواليد مدينة حلب، قتل في 2012 جراء سقوط قذائف مدفعية من قبل قوات الأسد على حي المشهد في حلب.

وإضافة إلى الرياضيين السابقين، قتل في المعتقلات كل من بطل سوريا بسباق الدراجات أحمد لحلح، ولاعب كرة السلة في نادي الوحدة وائل وليد كاني، ولاعب كرة السلة في ناديي الكرامة والجيش رودين عجك، وبطل الجمهورية في المصارعة مالك خليل الحاج حمد، إضافة إلى لاعب كرة القدم عن فئة الشباب في نادي الشعلة محمود الجوابرة، وجمعة الدوري من مؤسسي “رابطة الرياضيين السوريين الأحرار”، والسباح عبد السلام فايز الحمد، ولاعبا نادي الاتحاد سالم حجازي وزكريا اليوسف، ولاعب نادي الشعلة والمنتخب الوطني بكرة الطائرة رزق قطيفان، ولاعب نادي الوثبة بكرة القدم طارق عنتبلي، والحكم السوري بكرة الطاولة سمير سويد، ولاعب منتخب الكاراتيه فارس مصاروة، والإعلامي الرياضي حسام الموس، والمصارع الدولي مصطفى نكدلي، وغيرهم.

أما المعتقلون الذين مايزال مصيرهم مجهولًا، فأبرزهم رانيا العباسي، طبيبة الأسنان وبطلة سوريا والعرب في الشطرنج، التي اعتقلها النظام مع أطفالها الستة وزوجها الطبيب عبد الرحمن الياسين في آذار2013، من حي دمر في العاصمة دمشق، وسامح سرور لاعب كرة السلة ، وعامر حاج هاشم لاعب نادي الشرطة والمنتخب الوطني للشباب، في حين مايزال مصير اللاعبين طارق عبد الحق، ومحمد حاج سليمان، وأحمد العايق مجهولًا حتى اليوم في المعتقلات.

أما أبرز المفرج عنهم المدرب الوطني بكرة القدم هشام خلف، ولاعبا كرة القدم زين الفندي وفراس تيت، ومحمد كنيص، كما أفرج النظام بعد 21 عامًا من الاعتقال التعسفي عن قائد منتخب سوريا بالفروسية عدنان قصار، منتصف عام 2014.

جمهور عنب بلدي:
لا يمكن الفصل والحل بجهة مستقلة

وأجرت عنب بلدي استطلاعًا للرأي عبر موقعها الإلكتروني لرصد رأي السوريين في إمكانية فصل السياسة عن الرياضة في سوريا.

وشارك نحو 550 شخصًا في الإجابة على سؤال: ”هل يمكن فصل السياسة عن الرياضة في الحالة السورية؟”.

غالبية من استُطلعت آراؤهم (69%) رأوا أنه لا يمكن فصل السياسة عن الرياضة في سوريا، واعتبر بعضهم أن ذلك مستحيل، كون الجهة المسؤولة عن المنتخب “مسيسة” وتابعة للنظام السوري.

وعلّق ”طلال صفية“ على الاستطلاع “لا يمكن الفصل، لأن الجهة المسؤولة عن المنتخب هي ليست جهة حيادية مسؤولة عن تطوير الرياضة في البلد، بل مؤسسة سلطوية تابعة للحكم”.

وتابع “لذلك ترى عند الفوز يرفعون صور القائد والهتاف المعتاد“، متسائلًا ”ما دخل مثلًا أن يلبس فجر إبراهيم المدرب السابق للمنتخب كنزة وعليها صورة بشار الأسد في المؤتمرات الصحفية، أليست رسالة سياسية”.

وعلق ”محمود فهد“ متهكمًا ”المهم رأي القيادة، إذا قالت تفصلوا بيفصلوا وإذا قالت ما تفصلوا ما بيفصلوا وبيقولوا مااااع“، مضيفًا ”يوم عرسي رحت أخدت موافقة من السياسية الله وكيلك … يعني حتى الشئسموا بيدخلوا فيها“.

واعتبر آخرون أن النظام يحاول استغلال نجاح المنتخب السوري وعودة اللاعبين المعارضين لصالحه، وليثبت أنه الوحيد “الشرعي” في سوريا.

وبرأي ”شادي بركات“ فإن النظام ”يستغل نصف الإنجاز لينسبه إلى نفسه”، وأضاف ساخرًا “إذا تحقق هذا الإنجاز في المستقبل، لن يذكر التاريخ أن سوريا بفضل القيادة الحكيمة وتضحيات الجيش السوري، استطاعت التأهل للمونديال”.

وبالمقابل، رفض 31% من المشاركين تسييس الرياضة في سوريا، واعتبروا أن المنتخب “يمثل الشعب وليس السلطة”.

وعلّق “الحنظل محمد” على الاستطلاع، “يجب فصل السياسة عن الرياضة، ما علاقة هذه بهذه”، وتابع “بالسياسة كل له رأي، لكن الرياضة لها أهداف مشتركة وجمهور”.

في حين تبنى البعض فكرة تسليم المنتخب لجهة مستقلة لا علاقة لها بالنظام ومعارضيه، وعلّق ”خالد الملا“ بأنه لا يمكن فصل السياسة عن الرياضة، إلا إذا “رعت المنتخب جهة خارجية ليس لها علاقة بالنظام، وترك للاعبين والجهاز الفني الحرية المطلقة ورفع العلم الذي يريدون”.

فرحة لاعبي المنتخب السوري بتحقيق التعادل أمام إيران والتأهل إلى المحلق الآسيوي – 5 أيلول 2017 (AP)

 

لماذا فشلت الثورة بتشكيل منتخب وطني؟

تضم “الهيئة” 12 اتحادًا رياضيًا، وأربع لجانٍ تنفيذية في محافظات درعا وريف دمشق وحلب وإدلب، إضافة إلى أكثر من 140 ناديًا داخل وخارج سوريا.

ونظم أعضاؤها منذ تأسيسها في آذار 2014، بطولات في الداخل السوري ودول الجوار، كما رعت في إدلب أول دوري بكرة القدم، آب الماضي، وذلك بعد أن صنفت لجنتها أندية المحافظة إلى درجات.

الانقسام حول تشجيع المنتخب، الذي يتهمه مؤيدو الثورة بانتمائه للنظام السوري، طرح تساؤلات حول أسباب فشل الثورة السورية في تشكيل جسم رياضي يكون قادرًا على قيادة الملف الرياضي من ناحية المعارضة، بالرغم من نجاح “الهيئة السورية للرياضة” ككيان أسهم في رعاية النشاطات في مناطق خارج سيطرة النظام ودول الجوار، إلا أن الواقع حال دون تشكيل المنتخب “الحر”.

ظلال المعلم، رئيس ”الهيئة السورية للرياضة“

وفشلت سابقًا محاولة تشكيل المنتخب لأسباب مختلفة، شرحها لعنب بلدي، رئيس “الهيئة السورية للرياضة”، ظلال المعلم، قائلًا إن “عوائق كثيرة وقفت في وجه الخطوة، أبرزها تجميع اللاعبين من داخل وخارج سوريا، وضعف الدعم المادي والتأييد الدولي، وصعوبة تحصيل تأشيرات للاعبين، لتنظيم المباريات خارج حدود سوريا وتركيا، التي تضم نخبة من اللاعبين المحترفين”.

وتحدث عن نية لتشكيل فريق في الداخل السوري، “لكنه يمتد من حماة إلى حلب فقط، لأننا لا نستطيع ضم لاعبين من درعا وحمص ودرعا والغوطة بحكم حصار معظمها”، مؤكدًا “حتى اليوم ووفق المعطيات الحالية لا يمكن الاعتراف بمنتخب ليس تابعًا للأسد، فلو أراد المجتمع الدولي الاعتراف بنا، لكان اعترف بالائتلاف والحكومة والثورة السورية”.

وسعيًا لتحصيل الاعتراف من “فيفا”، تواصلت “الهيئة” خلال السنوات الماضية، مع الاتحاد الرياضي الدولي، إلا أنها لم تلق ردًا، وفق المعلم.

وأكد رئيس “الهيئة” أنه ناقش الاعتراف، خلال أيار الماضي، مع أعضاء اللجنة الأولمبية الألمانية في تركيا، بعد حصوله رسميًا على دعوة لحضور بطولة العالم بكرة الطاولة على أراضيها، إلا أن الإجابة كانت: “لا يمكن الاعتراف إلا بلجنة واحدة من سوريا”.

ووفق رئيس اتحاد كرة القدم “الحر”، نادر الأطرش، فإن ”العمل بلا موازنة والخضوع لأهواء المؤسسات والجهات الأخرى التي تقدم الدعم“، كان سببًا رئيسيًا في منع تشكيل المنتخب.

أما موضوع الاعتراف بمنتخب مشكل حديثًا، “فهذا غير ممكن لأن الاتحاد الدولي غير عادل أصلًا، بل بؤرة فساد ومصالح شخصية”، وفق الأطرش، الذي لفت إلى أن “خذلان المجتمع الدولي للثورة أثر بدوره”.

ورفض الاتحاد “الحر” طلب “فيفا” التنسيق مع اتحاد النظام، لتنظيم نشاطات مشتركة في وقت سابق، وفق الأطرش، الذي برر ذلك بالقول “لأننا أحرار في قرارنا وسعى الاتحاد لاعتبارنا كيانًا نشأ في حالة حرب وضمن مناطق نزاع وكوارث”، مؤكدًا وجود خامات رياضية داخل وخارج سوريا، يمكنها تمثيل المنتخب.

ووفق المعلم فإن “الهيئة” تبني مؤسسة رياضية لسببين، الأول لمواجهة ما عند النظام في حال إقرار حل سياسي ، والآخر تجهيز مؤسسة يمكنها العمل بشكل مباشر في حال تقسيم سوريا لتمثيل الواقع الرياضي.

 

الرياضة مسرح للحسابات السياسية عبر التاريخ

أبرز تغيير سياسي عالمي بسبب الرياضة كان عام 1971، حين استغلت الصين بطولة العالم لكرة الطاولة في اليابان، لدعوة المنتخب الأمريكي إلى مباراة ودية، وبذلك كان لاعبو المنتخب هم أول الأمريكيين الذين يزورون الصين منذ 22 عامًا، بعد قطيعة لأكثر من عقدين. ومهد لاعبو المنتخب الطريق للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لزيارة الصين في العام التالي.

أما الساحة الرياضية الأقوى التي تبدو أنها الخيار المفضل للسياسيين لتصفية حساباتهم فهي الألعاب الأولمبية، ففي دورة عام 1920 التي أقيمت في بلجيكا إبان الحرب العالمية الأولى، لم توجه دعوات مشاركة للمعسكر المهزوم على سبيل المعاقبة، مثل ألمانيا والنمسا وبلغاريا وتركيا والمجر.

وفي دورة عام 1980 قاطعت 61 دولة الأولمبياد في موسكو، استجابةً لدعوة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، بعد تدخل روسيا في حرب أفغانستان، ليقاطع حلفاء السوفييت دورة 1984 التي استضافتها لوس أنجلوس.

ولا يتوقف استغلال الرياضة على هذا المستوى العالمي فقط، بل يتعدى ذلك للضغط على الأفراد، ومعاقبتهم على آرائهم السياسية، أو استغلالهم في صناعة دعايات أيديولوجية متطرفة.

ففي عام 1937 صوّر الألمان فوز الملاكم الألماني ماكس شملينخ على نظيره الأمريكي الأسود جوليوس، على أنه برهان على تفوق العرق الآري الذي ينتمي إليه النازيون، والذي يستحق قيادة العالم، حتى إن الرئيس أدولف هتلر استقبل شملينخ ومنحه أوسمة رفيعة، واعتبره بطلًا قوميًا، لكن جوليوس ثأر من شملينخ في الدورة التالية، فقطعت وسائل الإعلام الألماني البث الإذاعي للمباراة، وتبرأ النظام النازي من الملاكم المهزوم.

وفي عام 1964 جردت أمريكا بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي من ألقابه وجوائزه ورخصة مزاولته للملاكمة، بسبب موقفه من الحرب الأمريكية في فيتنام، ورفضه المشاركة بها.

وإذا كانت الأمثلة السابقة حدثت ضمن شروط سياسية وتاريخية لا تتقاطع مع الوطن العربي عمومًا، فإن تجربة ناجحة للغاية خاضتها الجزائر عام 1958 أثناء مقاومتها للاستعمار الفرنسي، لابد من ذكرها، إذ قامت “جبهة التحرير الوطنية الجزائرية” التي قادت الثورة، بتشكيل فريق كرة قدم مهمته التعريف بالقضية الجزائرية عن طريق المبارايات الودية.

وبالرغم من أن فرنسا نجحت بمحاربة الفريق عن طريق الضغط على الاتحاد العالمي لكرة القدم “فيفا” لرفض الاعتراف به، إلا أن الرياضيين الجزائريين تمكنوا من خوض 80 مباراة ودية في أوروبا الشرقية وإفريقيا وآسيا، ومن هذا الفريق تشكل الاتحاد الجزائري لكرة القدم بعد الاستقلال.

لا بد من النظر إلى التجربة الجزائرية في ظل اتهامات سوريين معارضين لمؤسسات المعارضة بالتخاذل والتقصير في توظيف نجوم الرياضة السوريين، حتى تمكن النظام من استمالتهم بعد سبع سنوات من الصراع.

وبعيدًا عن التقديرات والتحليلات وأقرب باتجاه الأرقام والإحصاء، فإن دراسة أعدتها الأكاديمية المتقدمة للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، عام 2010، تشير إلى ارتباط بين فوز منتخب بلد أو منطقة قبل نحو عشرة أيام من موعد انتخابات وبين المشاركة في الاقتراع، إذ إن النسبة ترتفع أكثر فأكثر كلما كانت جماهير الفرق الرياضية أكبر عددًا.

ويبقى أن الرياضة قد تكون فعلًا فسحة المرح الوحيدة للشعوب لا سيما العربية منها، لكن استغلال أبطالها وأحداثها المؤثرة في عاطفة هذه الشعوب من قبل السياسيين، يخرجها حتمًا من شكلها البريء الذي يتمناه العديد من مشجعيها.

منتخب البراميل لا يمكن أن يكون بسمة للسوريين

عروة قنواتي، المتحدث باسم “الهيئة السورية للرياضة والشباب”

عروة قنواتي

بذلت عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية جهودًا جبارة لإظهار كتيبة الأسد الرياضية على أنها منتخب سوريا الذي يمثل كل الشعب السوري.

وصرح مجموعة من اللاعبين والإعلاميين حول إمكانية صنع البسمة على وجوه السوريين داخل وخارج سوريا، من خلال هذا المنتخب في حال تأهله المباشر أو إلى الملحق الآسيوي من تصفيات كأس العالم والتي تقام في روسيا عام 2018.

وباعتبار أن الغزل بدأ على وتر محبة وعشق السوريين لكرة القدم، فقد تجاهلت هذه الوكالات كل ما يحدث داخل سوريا وفي المخيمات وطرق الهجرة.

كما أغفلت نظرها عن أي وثيقة رياضية أو حقوقية تثبت أن من يقتل ويعتقل الرياضيين السوريين منذ بداية الثورة في آذار 2011 وحتى اليوم هو النظام الذي يلعب المنتخب باسمه، ويحمل كوادره صور رئيسه، كما أن علمه طبع على أجنحة الطائرات الحربية والمدرعات التي تدمر سوريا يوميًا.

ما أود قوله هنا إن عملية قتل السوريين المطالبين بالحرية والكرامة والتغيير في سوريا، تتم بعدة طرق، منها الترويج لهذا المنتخب على أنه بسمة السوريين، فيما يوجد الملايين من السوريين الذين يؤمنون بأنه وسيلة سياسية جديدة من قبل النظام السوري وبعض حلفائه لإقناع العالم بأن الأسد قد انتصر.. وهذه اللعبة مكشوفة سلفًا.

تحرك الرياضيون السوريون الأحرار عبر بعض الصحف والمواقع الإعلامية والشاشات، ليعلنوا موقفهم الرافض لاعتبار المنتخب يمثل أحلام السوريين وراهنوا على تحكم عصابة الأسد بكل مفاصل الحياة في سوريا، وبأن أي شيء لم يتغير في سياسة القمع وكم الأفواه قبل لقاءي قطر وإيران.

وهذا ما تُرجم في تصريحات اللاعبين على قناة “سما” عندما بادروا إلى توجيه التحيات الخالصة لبشار الأسد راعي الرياضة والرياضيين والجيش الذي يقتحم المدن والبلدات في كل ساعة داخل سوريا، ولم يكن ينقصهم إلا أن يشكروا الميليشيات الطائفية والجيوش المعادية الحليفة للنظام.

في سوريا ومنذ أن وصل حافظ الأسد إلى السلطة، تحول كل شيء وكل محطة مدنية إلى ملاك “القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي”، فلا يوجد أي قطاع مدني ومنها الرياضة يمكن أن يدور في فلك آخر.

والواضح في هيكلية العملية الرياضية داخل منظومة الأسد أنها تبدأ من “مكتب الشبيبة والرياضة” في القيادة القطرية إلى الاتحاد الرياضي العام الذي تعاقب على قيادته مجموعة من الشخصيات البعثية والعسكرية، كان آخرهم اللواء موفق جمعة، وصولًا إلى الاتحادات الرياضية التي تدار بالعقلية الأمنية وبحسب الولاء للحزب والقائد.

وهذا الأمر كان واضحًا في آخر 15 عامًا بعضوية اللواء محمد خير سليمان والعقيد أحمد زينو والعميد حسن سويدان والعميد حاتم الغايب في اتحاد كرة القدم.

ناهيك عن التدخلات الفاضحة لهيئة الإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة، بالعملية الرياضية باسم ناديي “الجيش” أو “الشرطة”، وهذا ما يطلق عليه في سوريا “أندية الهيئات”.

لن نغوص أكثر في المنظومة الرياضية الأمنية والعسكرية الفاسدة داخل سوريا، والتي تفرز كل عام أو كل بطولة هذا المنتخب أو عدة منتخبات يتم اختيار أسماء اللاعبين والإداريين فيها بحسب الولاء الشديد وليس بحسب الحاجة إلى اللاعب أو ذاك المدرب وأهميته.

وأمام هذا المشهد الذي بدأ منذ 20 يومًا واقترب من الانتهاء بتصريحات الشكر للقيادة الحكيمة، أعتقد بأن جملة منتخب السوريين ستكون موجودة لو أفرغت المعتقلات من الرياضيين المعذبين، ولو أن عائلة الدكتورة رانيا العباسي، البطلة السورية على مستوى العالم العربي في لعبة الشطرنج، خرجت من السجن بعد أعوام من الاعتقال.

ولو استطاع أهالي الشهداء الرياضيين أن يقولوا لكل من يسألهم، ما سبب استشهاد أبنائهم، وهو أنهم طالبوا بالحرية ولم يقتلوا على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة.

أحدث المنتخب انقسامًا في سوريا.. نعم.. وهذا أكيد.. لأن سوريا لم تكن لشعبها يومًا بل كانت ومازالت مزرعة خاصة للمجرمين والفاسدين والقتلة وعلى رأسهم بشار الأسد.

يريدون أن يصنعوا الفرحة كل مرة لهذا الشعب بالحذاء العسكري، بينما تستمر نضالات رجالات سوريا وشبابها بكل المجالات ومنها الرياضة على مذبح الحرية.. وفي النهاية منتخب البراميل لا يمكن أن يكون بسمة للسوريين.

 

اقرأ أيضًا: رياضة سوريا الحرة خارج المستطيل الأخضر

مقالات متعلقة

  1. الأردن يفتتح مشواره الآسيوي بفوز ثمين على أستراليا
  2. اتحاد الكرة يفاوض نزار محروس لتدريب المنتخب
  3. "الأولمبي الآسيوي" يرحب بمشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس
  4. حملة لمقاطعة المنتخب السوري في نهائيات أمم آسيا

في العمق

المزيد من في العمق