قرآن من أجل الثّورة 122

  • 2014/06/22
  • 10:30 ص

عماد العبار  –  الحراك السّلمي السّوري

  • ضرورة السؤال

{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (سورة الأنبياء، 7). الآية تدفعك إلى السؤال بهدف الوصول بك إلى المستوى الذي تكون فيه من أهل الذكر، بينما سيستعملها البعض لإقناعك بأنّك لا تعلم وكأن هذا هو قَدَرك المحتوم، وما عليك سوى أن تدور في فلك أشخاص محددين. السؤال بحسب الآية هو مجرّد مرحلة في رحلة تبدأ بالقراءة والبحث والتفقّه الذي يطلبه منك النص القرآني كي تصل في النهاية لمرحلة أهل الذكر، فتكون مؤهلًا لأداء دورك على الشكل الأمثل. أن تسأل إن كنت لا تعلم فهذا لا يعني أن يكون عدم معرفتك بالمسائل الضرورية حالة طبيعية، فالطبيعي أن تعلم، أو أن تتعلم لكي تعلم، لا أن تصبح الآية وسيلة لتكريس جهلك وتمحورك حول أشخاص آخرين. عجيب كيف يستطيع العقل أن يجعل النص، الذي جاء لتفعيل دور العقل، وسيلة لتعطيله.

  • الهجرة

تمثّل الهجرة تلك اللحظة التي ترمي فيها الماضي بعد أن تقوم بكل ما يتوجّب عليك القيام به. عند لحظة الرحيل تلك ستظن بأنك أقرب ما يمكن إلى الهزيمة أمام النتائج الواقعية المحكومة بقوانين التاريخ، ولكنك في تلك اللحظة بالذات من تقبّل الهزيمة تكون قد حققت نصرًا عظيمًا على المستوى الداخلي. الهجرة هي أن تقوم بما يجب القيام به، أن تتوقّع الهزيمة، أن تكون مستعدًا للرحيل تاركًا الماضي بكل حمولته وراءك، متصالحًا مع واقع الهزيمة وحدّة قوانين التاريخ، ثم أن تملك العزيمة للمضي وحيدًا في طريق جديد، شاق وطويل، وحين تتعب تتذكّر قوله وهو يهمس لصاحبه: ما ظنك باثنين الله ثالثهما.{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا * فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ * وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} (سورة التوبة، 40).

مقالات متعلقة

  1. قرآن من أجل الثّورة 91
  2. عن الإصلاح الإسلامي... إلى شيخنا الغنوشي
  3. عبارات يجب أن تقولها لطفلك كلّ يوم
  4. عشرة أساليب تنقل جو التعليم المدرسي إلى المنازل

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب