قصف وهجمات.. اتفاق إدلب مهدد بالانهيار

  • 2018/11/11
  • 12:33 ص

عناصر من هيئة تحرير الشام على الجبهات الفاصلة مع النظام السوري في محيط إدلب - (تحرير الشام)

عنب بلدي – خاص

بات اتفاق “سوتشي” الخاص بمحافظة إدلب مهددًا بالانهيار، على خلفية القصف والهجمات المستمرة التي تقوم بها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها ضد فصائل المعارضة، كان آخرها الهجوم الذي استهدف موقعًا لفصيل “جيش العزة” في ريف حماة الشمالي، وقتل إثره 23 عنصرًا وجرح آخرون.

الهجوم شكل “ضربة كبيرة” للفصيل على المستوى الخاص وفصائل المعارضة في الشمال بشكل عام، وأعطى صورة كاملة عن رفض النظام السوري للاتفاق الروسي- التركي، ودافعًا إلى ضرورة إعادة الترتيبات العسكرية، بعيدًا عن البنود المتفق عليها، والتي لم تتضح آلية تطبيقها حتى اليوم.

مرت ساعات على حادثة “جيش العزة”، تبعها إعلان من قبل “هيئة تحرير الشام” عن مقتل عناصر من قوات الأسد وقوات روسية بعملية “نوعية” على موقع لهم في محيط مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي، ورافقتها تهديدات من قبل فصائل “الجيش الحر” ودعوات للاستعداد لمعركة مرتقبة في الأيام المقبلة، أبرزها ما أعلن عنه قائد “حركة أحرار الشام الإسلامية”، جابر علي باشا، والذي قال “يتطلب من الجميع الإعداد أيما إعداد لمعركة فاصلة مرتقبة طال وقتها أو قصر”.

إيران تعرقل بعد استبعادها

اللافت في الهجوم الذي استهدف “جيش العزة” أن قوات إيرانية كانت تقف وراءه، بحسب ما قاله الناطق باسم الفصيل، مصطفى معراتي لعنب بلدي.

وأوضح معراتي أن عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني ومن قوات الأسد تسللوا إلى نقطة لـ “جيش العزة” على محور الزلاقيات، وقتلوا 19 عنصرًا باستخدام القناصات الحديثة المزودة بمناظير ليلية، مشيرًا إلى أنه تم التأكد من مقتل ستة عناصر من “الحرس الثوري” وجرح عشرة آخرين، واستعادة النقاط التي تمت السيطرة عليها.

يرى الشرعي العام في فصيل “فيلق الشام”، عمر حذيفة، أن الوضع الهادئ الذي مرت به إدلب في الفترة الماضية، والذي كان بموجب اتفاق “خفض التصعيد” لم يكن النظام ولا إيران راضين عنه، إذ تم استبعادهم من تلك الجلسات التفاوضية، الأمر الذي أزعجهم وأشعرهم أنهم لن يكونوا في دائرة القرار على طاولة المفاوضات في المرحلة المقبلة.

ويقول حذيفة لعنب بلدي إن إيران تشعر بأن دورها قد انتهى في سوريا، لذلك تعمل على زعزعة الأمور وخلق الفوضى وتعمّد الخروقات المتتابعة هنا وهناك لتخلط الأوراق وتعيد المعارك من جديد، “في الوقت الذي ترد فصائل المعارضة عليها، وهو حق لها”.

لكن ورغم ما سبق لا يمكن التأكيد أن الهجوم كان من الجانب الإيراني فقط، وذلك اعتمادًا على الوقائع الموجودة على الأرض، فقد سبق الهجمة تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي فوق المنطقة منزوعة السلاح، وخاصة في أجواء مدينة اللطامنة والمناطق المحيطة بها.

وما يؤكد على ذلك حديث القيادي في “جيش العزة”، مصطفى بكور، أن الهجوم كان بقوات إيرانية ومن النظام السوري برعاية روسية، والتي تنتشر في ريف حماة الشمالي بعدة نقاط أبرزها في مدينة حلفايا وقرب مدينة مورك.

هل ينهار الاتفاق؟

مع استمرار القصف والتوتر بين النظام والمعارضة في إدلب تتجه الأنظار حاليًا إلى الجانب التركي، والذي لم يبدِ أي موقف من الخروقات حتى اليوم، على عكس روسيا التي تحدثت عن خرق فصائل المعارضة فقط للاتفاق، بعيدًا عن النظام السوري.

وفي آخر التصريحات التركية حول اتفاق “سوتشي” قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لم تشهد أي مشكلة في محافظة إدلب، منذ توقيع الاتفاق مع الجانب الروسي، مضيفًا “لم نشهد مشكلة في إدلب منذ التوقيع على اتفاقية سوتشي، حيث تشهد المنطقة استقرارًا وهدوءًا”.

ويوضح شرعي “فيلق الشام” أن الأمور المتعلقة بالمرحلة المقبلة في إدلب يكتنفها الغموض، قائلًا “لا يمكن السكوت على الخروقات أو الحماقات التي يرتكبها الأسد وحلفاؤه، وسيتم الرد عليها بكل ما نستطيع”.

ويضيف أن “الأتراك لن يكونوا مانعين لنا في ذلك بل كانوا واضحين في أكثر من بيان بأننا نملك الحق في الرد على أي خرق يمكن أن يقوم به النظام المجرم، فضلًا عن تكفلهم ووقوفهم معنا في صد أي هجوم”.

ولا يستبعد حذيفة أن تعود الأمور إلى القتال والمعارك “إذا ما استمر النظام في حماقاته وخروقاته المتعمدة”.

ويقول مصدر في “الجيش الحر” لعنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه) إن الهجمات المشتركة بين النظام السوري و”حزب الله” وإيران في إدلب هدفها إرغام المعارضة على الرد بالمثل من أجل القول إن المعارضة تسعى لخرق اتفاق “سوتشي”.

ويضيف المصدر أن اتفاق “سوتشي” ورغم كل سلبياته يمكن القول بالمفهوم العام إنه كان فرصة وفترة للمعارضة من أجل إعادة ترتيب الأوراق العسكرية والسياسية الخاصة بها، لافتًا “فشل الاتفاق سيعطي نتائج إيجابية للمعارضة، والتي استغلت أيام الهدوء الماضية بتشكيل جسم عسكري واحد ومتماسك هو الجبة الوطنية للتحرير”.

وبحسب المصدر فإن انهيار الاتفاق ليس بمصلحة النظام السوري، لأن حدوثه في المرحلة الحالية “سيؤدي إلى نشوب معركة وتراجع النظام، كونه غير قادر على الدفاع عن ريف حماة الشمالي وريف إدلب الغربي”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا