موجة نزوح كبيرة من قرى سهل الغاب وسط أوضاع إنسانية صعبة

  • 2019/02/24
  • 12:30 م
نزوح مستمر لاهالي قلعة المضيق بسبب القصف في ريف حماة - 18 من شباط 2019 (عنب بلدي)

نزوح مستمر لاهالي قلعة المضيق بسبب القصف في ريف حماة - 18 من شباط 2019 (عنب بلدي)

ريف حماة – إياد عبد الجواد

هربًا من القصف اليومي الذي زادت وطأته على ريف حماه منذ الثاني عشر من الشهر الحالي، اضطرت الكثير من العائلات لمغادرة منازلها، والنزوح في ظل ظروف إنسانية صعبة.

وبينما توجه قسم منهم إلى الشمال السوري بحثًا عن الأمان، اختارت عشرات العائلات النزوح إلى محيط النقطة التركية في قرية “شير المغار” الواقعة بريف حماه الغربي لأسباب كثيرة.

فهذه العوائل ليست لديها القدرة المادية على استئجار منازل بعيدة عن مناطق القصف، أو حتى النزوح إلى المخيمات، إضافة لتفضيلها البقاء على مقربة من أراضيها وقراها.

عرنة الحسن، نازحة من قرية “الحويز”، وصفت لعنب بلدي تفاصيل نزوحها وعائلتها إلى قرية “شير المغار”، في ظل ظروف البرد وغياب المساعدات الإنسانية.

تقول عرنة إن الخيمة التي يعيشون فيها لا تقيهم البرد الشديد، كما أنهم يفتقرون للأغطية وكل ما يحميهم من برد الشتاء، إلى جانب معاناة الأطفال جراء الجوع وسط عدم توفر الطعام.

وقد أجبرهم القصف الشديد الذي تعرضت له قريتهم على النزوح ليلًا باتجاه قرية “شير المغار”، لعدم قدرتهم على دفع تكلفة السفر إلى مخيمات الشمال، أو النزوح إلى مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي نظرًا لارتفاع تكلفة أجرة المنازل هناك.

حسين الهاشم نازح من قرية “الشريعة”، يروي لعنب بلدي تفاصيل القصف المتواصل الذي تنفذه قوات الأسد على قرى ريف حماه الغربي، وخاصة القسم الجنوبي من سهل الغاب بدءًا من مدينة “قلعة المضيق” التي تلقت القسم الأكبر من القصف المدفعي والصاروخي، إلى قرى “التوينة” و”الشريعة” و”الجماسة” و”الحويز” و”الحرية” و”جسر بيت الراس”.

وقد أجبر هذا القصف المستمر الأهالي على ترك منازلهم بحثًا عن الأمن، ويقول حسين إن أغلب سكان هذه المناطق هم من الطبقة الفقيرة التي لا تستطيع استئجار منازل في مناطق آمنة، فاضطرتهم هذه الظروف إلى افتراش العراء بخيم مهترئة، أو البقاء في سياراتهم وآلياتهم، بينما أقامت عشرات العائلات في المساجد نظرًا لصغر حجم قرية “شير المغار” والقرى المجاورة في جبل شحشبو وعدم قدرتها على استيعاب النازحين.

مناشدة لوقف القصف

عضو مجلس محافظة حماه الحرة سامر سطوف، أشار من جانبه لعنب بلدي إلى أنه ومنذ اتفاق سوتشي الأخير بين روسيا وتركيا وإيران، والمتضمن تحديد مناطق خفض التصعيد، عاد قسم كبير من أهالي ريف حماه إلى قراهم، لكنهم اضطروا مجددًا لمغادرتها بسبب حملة النظام الهمجية التي شنها على مدن وقرى ريف حماه وبالأخص قرى سهل الغاب، والتي بلغ متوسط القصف فيها 50 قذيفة يوميًا.

ولفت سطوف إلى أن القصف المكثف أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب نزوح الأهالي بنسبة تجاوزت الـ 90%.

وأوضح سطوف أن الأماكن التي تم النزوح إليها تركزت في المخيمات والمناطق القريبة التي لا تتعرض للقصف كقرية “شير المغار” في جبل شحشبو والتي توجد فيها القاعدة التركية.

وبيّن سطوف أنهم كمجالس محلية قاموا بتوجيه نداءات للأتراك كونهم ضامنين للتهدئة، طالبين منهم إدانة القصف، ولكن الرد تأخر ولا يزال القصف مستمرًا، وذلك رغم وعودهم السابقة بالتحرك من أجل إيقاف القصف.

ضحايا وجرحى مدنيون

من جانبه أوضح مدير القطاع الغربي في الدفاع المدني أحمد نيروزي، أن حملة القصف العنيف من قبل قوات الأسد على سهل الغاب، والتي بدأت بتاريخ  الثاني عشر من الشهر الحالي ولا تزال مستمرة، أسفرت عن مقتل شاب من “قلعة المضيق”، وطفلتين من قرية “التوينة” وشابين من قرية “الشريعة”، إضافة إلى جرح ثلاثة عشر مدنيًا أغلبهم من الأطفال والنساء.

وأضاف أن نسبة النزوح من قرى ومدن ريف حماة قدرت بنحو:

70%  من قلعة المضيق، و50%  من قرية الشريعة، و80%  من الحرية بالحويز، و50%  من قرية التوينة.

مقالات متعلقة

  1. نازحو حماة يبنون قرى صغيرة تحمل أسماء بلداتهم
  2. أسباب تجبر شباب ريف حماة على العزوف عن الزواج
  3. قوات الأسد تستهدف محيط نقطة تركية غربي حماة
  4. نازحو ريف حماة في العراء.. والمنظمات غائبة

مجتمع

المزيد من مجتمع