مر عام على رحيل الفنانة الفلسطينية ريم بنا بعد صراع مرير مع مرض السرطان، إذ توفيت في مثل هذا اليوم 24 من آذار 2018.
وتعتبر ريم بنا رمزًا للنضال الفلسطيني واشتهرت بأغانيها المناهضة لإسرائيل وجولاتها الغنائية في أوروبا للترويج والدفاع عن القضية الفلسطينية ومواقفها الإنسانية من قضايا العالم.
ولدت ريم في 12 من حزيران 1966 في مدينة الناصرة الفلسطينية، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية ورائدة الحركة النسوية الفلسطينية زهيرة صباغ.
درست بنا الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى في موسكو وتخرجت فيه عام 1991.
وأطلقت أول ألبوماتها الغنائية بعنوان “جفرا” في عام 1985 تبعه ألبوم “دموعك يا أمي” في العام التالي.
عملت ريم للحفاظ على التراث الغنائي الفلسطيني، فقامت بإحياء أغاني الأطفال الفلسطينية القديمة، عدا عن أغانيها الخاصة بالأطفال، وأنتجت ألبومين غنائيين، الأول بعنوان “قمر أبو ليلى” عام 1995 والثاني “مكاغاة” في عام 1996، وأطلقت في عام 2001 البوم “وحدها بتبقى القدس”.
وتميز أسلوبها الغنائي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.
وأقامت العديد من الحفلات في الدول الأوروبية دعمًا للقضية الفلسطينية، كما غنت لكبار الشعراء الفلسطينيين أمثال محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما.
أصيبت ريم بمرض سرطان الثدي في عام 2009، واشتهرت بمقاومتها للمرض حتى شفائها منه، قبل أن يصيبها مجددًا في عام 2015، ويتبعه شلل في الوتر الصوتي الأيسر.
وقفت ريم إلى جانب ثورات الربيع العربي، وهاجمت النظام السوري مرارًا، وقالت إن “رئيس النظام السوري بشار الأسد سفاح وقاتل أطفال”، وقالت عنه أيضًا “إنه أكثر نظام مجرم ومتخلف في الوطن العربي”.
وفي موقف لانعكاس مواقفها حتى بعد موتها، تمت إقالة مدير البرامج في قناة “سما” السورية، محمد كفرسوساني، إضافةً إلى معد ومقدم برنامج “log in” عبد الله حلاق، بعد نعيه للفنانة الراحلة ضمن الحلقة.
كما حذفت صحيفة “البعث” السورية الحكومية مقالًا تحت عنوان “رحيل ريم بنا..ابنة الناصرة” من موقعها الرسمي لنعي ريم، نتيجة هجمات عنيفة شنها موالون للنظام على الصحيفة.
حازت على جائزة شخصية العام من “وزارة المرأة” التونسية في عام 1997 وجائزة الغناء الفلسطيني سنة 2000، إضافةً لجائزة ابن رشد للتفكير الحر عام 2013.
توفيت ريم في 24 من آذار 2018 في مدينة الناصرة مسقط رأسها ونعتها والدتها على صفحتها الشخصية في فيس بوك بقولها “رحلت غزالتي البيضاء، خلعت عنها ثوب السقام، ورحلت، لكنها تركت لنا ابتسامتها، تضيء وجهها الجميل، تبدد حلكة الفراق”.
كما نعتها وزارة الثقافة الفلسطينية بقولها، ”سيبقى صوتها على رأس الجبل يستنشق هواء البلاد راسمًا مرايا الروح، لتحكي للعالم عن بيت كسروا قنديله“.
ونشرت عائلتها بيانًا قالت فيه إن ريم “توفيت متممةً واجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعبها وكل مظلومي العالم”.
آخر كلمات ريم كان ما كتبته على صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك: لا تخافوا، هذا الجسد كقميص رث، لا يدوم”.
–