التركمان.. أقلية مؤثرة في الثقافة السورية

  • 2019/04/07
  • 1:01 م

أشخاص يلوحون بالعلم التركي والسوري قبل رحيل قافلة مساعدات لسوريا - 2016 (رويترز)

عنب بلدي – حباء شحادة

قد يكون الربط بين تركمان سوريا وأصولهم في تركيا غريبًا خلال سنوات ما قبل الحرب، إلا أن شتات السوريين، وخاصة من وصل منهم إلى تركيا، جعلهم يبحثون عن صلاتهم التاريخية لأسباب متعددة.

وعلى مدار الأعوام الثمانية الماضية، قدمت تركيا خيارًا لاستقرار قسم كبير من السوريين، ومن بينهم التركمان، الذين وجدوا فيها ما يتجاوز النمو الحضاري السريع والتطور المستمر، إذ أحسوا في أزقتها وأرواح أهلها ألفة عتيقة، فهي تحمل من سمات القرب ما لا يمكن إنكاره، ومن مظاهر البعد ما يصعب فهمه.

دفعت تلك الألفة المبهمة السوريين للالتفات إلى تاريخهم وجذورهم لإعادة اكتشاف الصلات الغائبة، التي طمستها عقود الشلل الحضاري التي أبلت سوريا في عصرها الحديث، فإذا بهم أمام قراءة جديدة لماضيهم، أعادت صياغة رؤية العديد منهم لواقع عيشهم المشترك مع “المحتل العثماني الغريب”.

من هم التركمان؟

الأتراك، أو “التركمان”، هم أقوام بدوية جاؤوا من أواسط آسيا إلى منطقة الأناضول، كبر شأنهم مع حملهم راية الإسلام وقيادتهم لمعتنقيه، دخلوا سوريا تحت أسماء مختلفة من مماليك وسلاجقة وزنكيين وعثمانيين، وحينما خرجوا منها، بداية القرن العشرين، بقيت منهم عائلات عديدة اتخذت من أرجاء سوريا وطنًا ومستقرًا لها.

اندثرت الثقافة واللغة التركية لدى قسم من تركمان سوريا، وذلك بسبب سياسة الاستيعاب (التعريب) بالتزامن مع الانتداب الفرنسي، فتعرّب التركمان مع الزمن، إلا في المناطق التي يقطنها عدد كبير منهم، حيث حافظوا على صفتهم وهويتهم التركية، وتابعوا استخدام لغتهم.

لم يعتبر النظام السوري “التركمان” أقلية، لذلك لا يمكن معرفة أعدادهم بدقة عند العودة إلى سجلات النفوس، فهم سجّلوا على أساس ديني كونهم مسلمين، كما لا توجد إحصائية رسمية حسب التصنيف العرقي للسكان في سوريا. لكن إجالة النظر في أنساب السوريين ستكشف عظم تأثيرهم في الحياة السورية ومشاركتهم في بناء ثقافتها الغنية.

مقالات متعلقة

  1. الإعلام السوري.. بين صباح قباني وشادي حلوة
  2. وزارة السياحة تطرح منزل أبي خليل القباني للاستثمار السياحي
  3. المؤرخ السوري فاروق مردم بيك يتقلد وسام الشرف الفرنسي
  4. "جوجل" تحتفل بذكرى ميلاد نزار قباني

مجتمع

المزيد من مجتمع