“فتاة سورية صغيرة لاجئة تظهر فجأة امامك في غرفة ضيقة، تعرفك على عائلتها وتأخذك في رحلة داخل المخيم الذي تعيش فيه، تجلس أمامها في مدرسة المخيم وتنظر لترى الأطفال المشردين”، إنها إحدى المشاريع التي أطلقتها الأمم المتحدة باستخدام أجهزة سامسونج (Gear VR 360) لخلق تعاطف مع موضوع ما.
فيلم “غيوم فوق سيدرا Clouds Over Sidra” سُجّل مع طفلة سورية في الثانية عشر من عمرها تعيش في مخيم الزعتري وهو الفيلم الأول الذي صور بتقنية “الواقع الافتراضي” لصالح الأمم المتحدة، وقد صمم البرنامج لدعم الحملات وتسليط الضوء على الشعوب التي تتعرض للقهر و خاصة اللاجئين.
وأعلن عن المشروع في 13 كانون الثاني هذا العام، ويمكن مشاهدة الفيلم عن طريق أجهزة المحاكاة (Oculus Rift) أو عن طريق تطبيق Vrse app الموجود على منصات عديدة كـ آبل ستور وأندرويد التي تتوافق مع الأجهزة المحمولة.
وفي حديث سابق لأحد منتجي الفليم، سقراط كاكوليدس، قال “الفيلم هو تجربة واقعية من منظور طفلة صغيرة عاشت في المخيم 19 شهرًا مع الآلاف من اللاجئين وتروي القصة من منظورها، لنري العالم كيف ترى الحياة محاولين توليد التعاطف مع قضية اللاجئين وتحفيزهم للتصرف”.
وإكمالًا لفعاليات المشروع أجرى ناشطون يعملون في منظمات خيرية معرضًا تحت عنوان “الحياة في المخيم”، قاموا فيه بمحاكاة واقعية للفيلم، في ولاية واشنطن أواخر آذار المنصرم.
وفي تعليق للناشط عماد الصغير، أحد المشاركين في الحملة عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، قال “انتهيت قبل قليل من مشاهدة مخيم الزعتري افتراضيًا، لقد رأيت صورًا من قبل لكن هذه المرة كانت مختلفة تمامًا”، موضحًا “وجدت عائلة تجمعت للطعام كنت معهم و رغبت لو أجلس على الأرض و أكل معهم، لقد كنت في الصف و أردت رفع يدي مع الطلاب، توقفت عند باب و رأيت الأطفال ينظرون إلي، ككائن فضائي”.
وتحدثت إحدى المشاركات بعد مشاهدتها الفيلم “كانت حقًا تجربة مؤلمة عاطفيًا أكثر مما توقعت، حسب وصف الأشخاص الذين يعملون في المجال الإنساني في سوريا كل يوم”، بينما تضيف صديقتها “إذا رأيت هذا كيف يمكنك أن لا تقوم بشيء لمساعدتهم، كيف لا تساهم حتى في توقيع عريضة على أقل تقدير”.
يذكر أن حالة النزوح السورية هي الحالة الأكبر عالميًا إذ تجاوزت أعداد اللاجئين 4 مليون لاجئ في بلدن مختلفة، وفق تصريح أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة مطلع العام.
