شن عناصر تابعون للأمن العسكري حملة مداهمات على منطقة كوكب في الغوطة الغربية يوم الجمعة 3 آذار مقتادين عشرات الشباب إلى الأفرع الأمنية، بينما قتلت طفلة نازحة من أهالي داريا في بلدة خان الشيح جرء قصف البراميل وسط حالة من النزوح.
وطالت حملة الاعتقالات المنطقة الواقعة بين بلدة كوكب ومزارع مرانة، وأفاد شهود عيان عن قيام فرع الأمن العسكري مدعومًا بعناصر من الشبيحة بمداهمة المنازل والمزارع التي يسكن معظمها مهجرون وضيوف من مختلف المناطق والبلدات السورية، بالتزامن مع إطلاق نار من عربة الشيلكا المتمركزة على تلة اللواء 75 في مقيليبة، واقتياد العشرات من الشبان المدنيين إلى المفرزة ليتم اعتقالهم دون توجيه أي اتهامات.
وأضاف شهود العيان أن شخصًا قتل أثناء عملية المداهمة لم يتم التعرف عليه بعد، كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقال مماثلة في الأيام السابقة على منطقة شواقة المتاخمة لمدينة صحنايا واقتادت العشرات من السكان إلى الأفرع الأمنية.
إلى ذلك استشهدت طفلة من مدينة داريا صباح يوم الجمعة متأثرةً بجراحها في بلدة خان الشيح جراء سقوط برميلين متفجرين مساء الخميس، استهدفا الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية العباسة.
وتقع بلدة خان الشيح على الطريق الدولي الواصل بين دمشق والقنيطرة، وهي منطقة مأهولة بالسكان ويقدر عددهم بـ 50 ألف نسمة معظمهم فلسطينيون سوريون، لكن نظام الأسد يستهدفها بالبراميل المتفجرة والقذائف بشكل يومي، ويمنع إدخال الوقود والطحين والمساعدات الإنسانية إليها.
كما تتزامن هذه الأحداث مع حركة نزوحٍ لأهالي بلدة الديرخبية بعد إطلاق بعض فصائل المعارضة في المنطقة بيانًا بتحويلها إلى «منطقة عسكرية»، بسبب ما يمارسه النظام من عمليات قنص مستمرة على الأراضي الزراعية من الخزان المتمركز وسط البلدة، بالإضافة إلى المضايقات والتحرش بالأهالي وتحويل معظم شبابها إلى «لجان تشبيحية».
يذكر أن نظام الأسد منذ انطلاق الثورة يقوم عبر حواجزه المنتشرة بين مدن وبلدات الريف الغربي، باعتقال العشرات من المارة لمجرد انتمائهم إلى مناطق ثارت ضده دون توجيه أي تهم، وقد زادت هذه الاعتقالات لتصبح ممنهجة وخصوصًا في الأشهر القليلة الفائتة، ما دفع الكثير من النازحين إلى البقاء في المنازل وترك أعمالهم أو التفكير جديًّا بمغادرة البلاد.