«موسكو2» يتمخض عن «ورقة لتقييم الوضع الراهن» ..  والمشاركون يتلقّون «إهانات» الجعفري

  • 2015/04/12
  • 2:27 م

انتهى الفصل الثاني من اجتماعات موسكو، بين وفدٍ من نظام الأسد يرأسه بشار الجعفري مندوب دمشق لدى الأمم المتحدة وشخصيات من المعارضة التي يصفها الأسد بـ “الوطنية”، دون نتائج تذكر؛ وسط غيابٍ للائتلاف الوطني السوري الذي اعتبر المؤتمر “فاشلًا” بسبب إصرار النظام على الحل العسكري.

ورقة تقييم

وأعلن بشار الجعفري عن “شكلٍ من الاختراق الهام في مشاورات موسكو 2 لم يكن متاحًا سابقًا”، مضيفًا في لقاء صحفي يوم الجمعة 10 نيسان “استطعنا الوصول إلى ورقة موحدة عنوانها تقييم الوضع الراهن في بلادنا”.

وأوضح: «لامسنا في الورقة مشاغل المواطن السوري من خلال تقييم خطر الإرهاب وضرورة توحيد الجميع لمحاربته ومؤازرة الجيش السوري في ذلك”.

ورغم ذلك لفت الجعفري إلى خلافات بين المشاركين، ”المعارضة وافقت على البند الأول بالتصفيق، والمنسق الروسي شاهد على موافقة المعارضة، أما رفض بعض المعارضين للورقة بعد التوافق عليها فهو لعبة إعلامية تخدم مشغليهم”.

القيادة السورية هي الطريق

بدوره وصف قدري جميل، رئيس حزب الإرادة الشعبية، النقاش بأنه كان “عميقًا جديًا وصعبًا”، موضحًا أن ورقة الإجماع تتضمن 10 بنود، أبرزها “تسوية الأزمة بالوسائل السياسية على أساس توافقي، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على كافة الأطراف العربية والإقليمية المساهمة في سفك الدم السوري”.

وطالبت الورقة بـ “رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب السوري ومؤسساته”، إضافةً إلى “دعم المصالحات الوطنية، ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب”.

وتعتمد الورقة أسسًا لأي عملية سياسية، منها الحفاظ على سيادة وطنية، ومؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها، بينما يذهب الأساس الأخير إلى أن “الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري السوري بالقيادة السورية دون أي تدخل خارجي”.

المشاركون يتراجعون

وقال منسق اللقاء الروسي فيتالي نعومكين “تمكن الطرفان، الحكومي والمعارض، ولأول مرة من تبني وثيقة سياسية، وبوسعي أن أسميها منصة موسكو”.

وأضاف نعومكين إلى أن مشاورات موسكو شكّلت قاعدة للقاءات مقبلة أينما ستعقد، مشيرًا أن ما تم التوصل إليه لا يمكن لأحد تجاهله، وأردف قائلًا «توصلنا إلى نتائج جدية رغم أن البعض قد يشعر بالتشاؤم».

وأكد المنسق الروسي على أن بعض الأطراف المشاركة في المشاورات تراجعت عن موافقتها على الورقة بعد انتهاء الاجتماعات رغم موافقتها عليها في اليوم الختامي.

وأشار إلى احتدام الجدل بشأن البند الثاني من الورقة، موضحًا أنه لم يستكمل بحث البند الثالث لضيق الوقت.

إهانةمن الجعفري

وكان سمير عيطة، عضو منبر النداء الوطني المشارك في المؤتمر، قال يوم الخميس، إن الجعفري “أهان آلاف المواطنين السوريين وعائلاتهم عندما رفض استلام قوائم بأسماء 8884 معتقلًا ومفقودًا قدّمت له في لقاء موسكو التشاوري الثاني”.

وأضاف العيطة في منشور عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، أنه وجه للجعفري كلامًا مفاده “هؤلاء جميعهم ليسوا فقط أسماء وإنّما مواطنون سوريّون وبشر لهم الحقّ بالحريّة وبالكرامة، ومعرفة مصيرهم وإطلاق سراحهم ليسا منّة، ولا إجراء لبناء الثقة؛ إنّه الدلالة على مدى حرص الحكومة السوريّة على مواطنيها وبلدها، ومدى جديّتها في الخروج من الأزمة”.

ولاقت تصريحات عيطة انتقادات من معارضين سوريين، حول القبول بالجلوس مع “من يهين الشعب السوري ليل نهار”، بينما لفت آخرون إلى أن عدد المعتقلين السوريين في سجون الأسد زاد عن 200 ألف، وليسوا فقط 9 آلاف قدموا في “ورقة عيطة”.

تعنّت النظام سببٌ في فشل محاولات الحوار

بدوره اعتبر الائتلاف الوطني المعارض أن تعنّت نظام الأسد واستمراره في الحل العسكري هو السبب الرئيسي في إفشال عمليات الحوار السابقة بناء على سياسة واضحة يتبعها، وذلك على لسان نائب رئيس الائتلاف هشام مروة.

وتأتي تصريحات مروة ردًا على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اعتبر أن «المحاولات السابقة للحوار لم تنجح، بسبب سعي الغرب وبعض دول المنطقة، إلى تنصيب شخصيات من مجموعة واحدة فقط، وهي المعارضة الخارجية، ممثلًا وحيدًا للشعب السوري بأكمله”، وفق ما نقله الموقع الرسمي للائتلاف.

وأكد مروة أن الحوار الذى استضافته موسكو لأطراف المعارضة فاشلٌ ويؤكد أن نظام الأسد لا يحترم قرارات المجتمع الدولي، ومشددًا على أن «الائتلاف ينظر بإيجابية إلى أي رغبة جدية لايجاد حل سياسي”.

وكانت مجموعة من “المعارضة الوطنية” كما يسميها نظام الأسد بدأت اجتماعًا يوم الاثنين الماضي للحوار مع وفد الأسد في موسكو، وعرف من الأسماء الموجودة كل من عارف دليلة وسمير العيطة وصالح المسلم ولمى أتاسي ورندة قسيس وآخرون، وسط غياب للأطراف المؤثرة في الساحة السورية كالائتلاف الوطني السوري وممثلين عن فصائل المعارضة المقاتلة.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة