تفاقمت قضية الخطف المتبادل بين محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، خلال الأيام الأخيرة الماضية، لتطال ضابطًا من قوات النظام السوري في درعا، بعد أيام على اختطاف طبيب في السويداء.
وتحدثت شبكات إخبارية محلية منها “السويداء 25” أمس، الثلاثاء 26 من تشرين الثاني، أن العقيد في صفوف النظام ظافر طرودي المخول، اختطف في أثناء خروجه من قرية صما الهنيدات غربي السويداء، إلى مكان خدمته في محافظة درعا.
وأضافت الشبكات أن الضابط وهو من مدينة شهبا، كان يستقل سيارة من نوع “سكودا” بيضاء اللون، واختفى على طريق قرية المليحة الشرقية بريف درعا في ظروف غامضة.
وتشهد محافظة السويداء حالة واسعة من الفوضى المتمثلة بالخطف والسطو المسلح من قبل عصابات مسلحة مجهولة، وذلك بهدف المنفعة المالية التي تصل إلى عشرات آلاف الدولارات، في ظل عجر أمني لمواجهة الواقع الأمني المتردي، وفق تقارير تنشرها الشبكات المحلية ومنها “السويداء 24”.
سبق ذلك مقتل الطبيب اسكندر أبو زيدان، بعد دخوله من معبر نصيب بريف درعا، في 25 من تشرين الثاني الحالي، قادمًا من المملكة العربية السعودية، بعد اختطافه من قبل مجهولين ليتم العثور عليه مقتولًا بين قرية خربة غزالة والغارية الشرقية، وسُلّم جثمانه لذوية بقرية العجيلات في السويداء، بحسب الشبكة.
وفي الطرف المقابل، تعرض الطبيب الجراح محمد الحريري، من أبناء درعا، لاختطاف في مكان عمله بمشفى بلدة المغير بمحافظة السويداء، في 20 من تشرين الثاني الحالي، على يد مجهولين، ليبقى مصيره مجهولًا، وسط مناشدات للكشف عن مصيره.
ووجه الشيخ محمد الحريري من أبناء درعا، رسالة إلى مشايخ السويداء يناشدهم من خلالها بالإفراج عن الطبيب الحريري نشرتها الشبكات المحلية، وقال فيها ،”ليس الطبيب الذي يكون رهينة، فهو صاحب رسالة إنسانية، ومرضاه بأمس الحاجة إليه، ونحن لم نكن يومًا إلا إخوة متحابين لا نقدم إلا الخير للجميع، ولو كان طلبكم عندنا آل الحريري فأبشروا وكلنا فدوة لكم ولكننا لم نكن يومًا أهل خطف واختطاف وما تعلمنا إلا الإحسان للناس وكلمة السلام”، بحسب تعبيره.
ووثقت “السويداء 24” 19 شخصًا بينهم ضابط برتبة عميد تعرضوا للخطف من قبل مجهولين بهدف الفدية المالية في السويداء، خلال تشرين الأول الماضي، مع تزايد وتيرة الخطف لتصل إلى محافظة درعا.
وسبق أن سجلت السويداء اختطاف 15 عنصرًا من قوات الشرطة والأمن من قبل “عصابات مجهولة”، أواخر شباط الماضي، بعد أن أوقفت قوات الأمن والد أحد متزعمي العصابات التي تقوم بالخطف على حاجز المسمية شمال السويداء.
وتسيطر قوات النظام السوري على محافظتي السويداء ودرعا جنوبي سوريا، في ظل حالة من الفلتان الأمني والاغتيالات المتكررة، لكن السويداء تخضع لسيطرة الفصائل المحلية التي تتكفل بحماية المنطقة.
–