سقط الريال، سقط الأسد

  • 2012/10/09
  • 1:36 ص

 جريدة عنب بلدي – العدد 33 – الاحد – 7-10-2012

بعد أن أغدق نظام أحمدي نجاد المال على نظام حليفه الأسد لمساعدته في قمع ثورة شعبه الطامح للحرية، وجد نظام أحمدي نجاد نفسه بعد عام ونصف من هذا الدعم المتواصل في مأزق كبير لا يكاد يعلم للخروج منه سبيلًا. إنها عشرة مليارات دولار حُرِم منها الشعب الإيراني لتصرف على تسليح الأسد ليستخدمها في ذبح الشعب السوري.

ومما يزيد في الطين بلة أن «حضرة» الخامنئي ممتعض جدًا من سياسة قاسم سليماني، رئيس جهاز المخابرات الإيراني، الذي لم يتمكن بعد عام ونصف من صرف الأموال «بالعملة الصعبة» وتقديم المشورة والمعونة بكافة أشكالها من تحقيق الهدف المنشود بقمع الثورة السورية وتثبيت حكم الأسد في سوريا. وبعد أن كانت إيران قد منحت نظام الأسد الضوء الأخضر لاستخدام كافة الأسلحة والأساليب القمعية لوأد الثورة، حذرته على الملأ وعلى لسان وزير خارجيتها من مغبة استخدام السلاح الكيماوي، السلاح الوحيد الذي لم يجرّبه الأسد بعد، حينما قال بأن استخدام الأسد للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري سيؤدي إلى خسارته مشروعيته بالكامل!! إذًا فهو -الوزير الإيراني-  يعلم تمامًا أن نظام الأسد قد فقد مشروعيته، في حين أن من يوهمه بأنه لازال يملكها إنما هو نظام الخامنئي ليس إلا، نفس النظام الذي بات يلوح للأسد بأنه سيفقدها بالكامل!!

عشرة مليارات دولار كانت كفيلة لإفراغ الخزانة الإيرانية من رصيدها من العملة الصعبة ما أدى إلى انهيار الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي فانفجرت شوارع طهران، التي تستعر نارها في الخفاء منذ ما قبل الانتخابات التي حسمها الخامنئي لصالح أحمدي نجاد، وخرج الإيرانيون في مظاهرات احتجاجية يطالبون بها نجاد بأن «يترك السوريين ويهتم بشؤون الإيرانيين». خرجت المظاهرات على غرار الثورة السورية، من السوق، وضجت الأسواق بالمحتجين ورفعت شعارات مناوئة لنجاد ولخامنئي أيضًا واعتقل على إثرها 180 متظاهرًا، وتلك كانت البداية فقط… وأول الرقص حنجلة -كما يقال- فاحتجاجات طهران امتدت لتصل إلى مشهد والقادم أعظم.

عشرة مليارات دولار والأسد لم يتمكن من ردع الثوار على الأرض، رغم أن الثوار على الأرض لم يُقدّم لهم ولا حتى جزء يسير مما قدمه نظام نجاد للأسد، وإلا لكانت الثورة انتصرت منذ شهورها الأولى. ومما فاقم الوضع، الحصار الاقتصادي المفروض على إيران بسبب برنامجها النووي وما تلاها من عقوبات أشد لمساعدتها ودعمها لنظام الأسد في قمعه لثورة الشعب في سوريا. وكانت فترة عام ونصف كفيلةً بأن تثير جنون وحنق الشعب الإيراني بعد أن انهارت عملتهم وانهار اقتصادهم وانهار كل شيء كرمى لعين أسد سوريا ومطامع إيران الاستعمارية!!

ويالسوء حظ الأسد، فهذه الضربة الموجعة تلقاها في الوقت الذي ثار بركان القرداحة، مسقط رأس الأسد، مجرد صراع بين بعض العوائل فيها، تطور الصراع إلى أنباء عن مقتل «شيخ الجبل» محمد الأسد، شبيح الساحل الأكبر، تلاه نبأ مقتل هلال الأسد وآخرون واشتعلت نار ثأر دفينة.. قديمة بقدم عهد حكم الأسد، بين آل الخير وإسماعيل وعثمان وآل الأسد، واجتاحت القرداحة مظاهرات تندد بآل الأسد، ولو افترضنا أنها مجرد صراعات عائلية، فإنها ستقصم ظهر الأسد لا شك، كيف لا وقد حشد آلياته وآلاف الجنود هناك في محيط مشارف مسقط رأسه، وحاصرها حصارًا شديدًا وقطع عنها  الاتصالات كي لا تمتد شعلة الاحتجاجات إلى المناطق المجاورة، فالخوف قد قطع جوف الأسد. أما يكفيه شقاءً سقوط الريال؟؟!..

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا