أعلن القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام” وقائد “تنسيقية الجهاد”، عبد المعين محمد كحال، المعروف بـ”أبو العبد أشداء”، تخريج دفعة مقاتلين جديدة.
ونشر “أبو العبد” عبر قناته في “تلجرام” اليوم، الاثنين 29 من حزيران، تسجيلًا يظهر تدريب مجموعة من المقاتلين على السلاح الخفيف واللياقة البدنية في ريف إدلب.
ويعتبر ذلك تحديًا واضحًا لـ”هيئة تحرير الشام”، التي بدأت تضيّق الخناق على الفصائل المنضوية ضمن غرفة “فاثبتوا” في ريف إدلب، خلال الأيام الماضية، و”تنسيقية الجهاد” واحدة منها.
وكان “أبو العبد” أعلن عن تشكيل فصيله الجديد، في شباط الماضي، تحت اسم “تنسيقية الجهاد”، وقال في مقابلة مع الصحفي بلال عبد الكريم، في أيار الماضي، إن “فصيل تنسيقية الجهاد كيان جديد، يضم الكوادر وبعض الإخوة الذين قعدوا عن الجهاد لعدة أسباب من عسكريين وشرعيين”.
وأضاف أن “الفصيل تمكن خلال ثلاثة أشهر من الوصول إلى مرحلة تسلّم نقاط رباط، وحفر الأنفاق والتحصين والتدشيم، وهناك خطط لأعمال عسكرية”.
وانضمت “التنسيقية”، قبل أسبوعين، إلى غرفة “فاثبتوا” إلى جانب كل من تنظيم “حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين”، و”جبهة أنصار الإسلام”، و”لواء المقاتلين الأنصار” بقيادة القيادي السابق في “الهيئة”، “أبو مالك التلي”.
ويأتي ذلك في ظل توتر بين “هيئة تحرير الشام” وفصائل “فاثبتوا”، إذ دارت اشتباكات بين الطرفين في ريف إدلب الغربي، خلال الأيام الماضية.
وتبادل الطرفان خلال الاشتباكات الاتهامات بالمسؤولية عن افتعال التوتر، وسط دعوات من قبل علماء ودعاة وتنظيمات “جهادية” إلى الصلح وإيقاف القتال، قبل عقد اتفاقيات ثلاث نصت على وقف إطلاق النار، ومنع “حراس الدين” من نشر الحواجز وإخلاء مقراته.
وأصدرت “الهيئة”، في 24 من حزيران الحالي، بيانًا منعت بموجبه القادة والعناصر من “مفارقة الجماعة قبل مراجعة لجنة المتابعة والإشراف العليا حصرًا عبر ديوانها الخاص، وقبل إبراء الذمة من الجهة المسؤولة عن الأخ (العنصر الذي يريد الانشقاق)”.
كما حظرت على القادة والعناصر التاركين لـ”الهيئة” تشكيل أي تجمع أو فصيل مهما كانت الأسباب، كما يحظر عليهم الانتماء لأي تشكيل أو فصيل، قبل مراجعة لجنة المتابعة وأخذ الموافقة منها.
وكان “أبو العبد” من القياديين البارزين في “الهيئة”، قبل نشره تسجيلًا مصورًا، في أيلول الماضي، عنونه بـ “كي لا تغرق السفينة”، وتحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام”، والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، بحسب تعبيره.
واعتقلته “الهيئة” عقب ذلك، لتطلق سراحه بعد أربعة أشهر عقب طلب قيادات في حلب وبعض وجهاء وأعيان المدينة من القيادة العامة “الشفاعة له، رصًا للصفوف وإصلاحًا لذات البين”، بحسب تعبيرهم.
–