“رئيس نقابة الطفرانين”.. سلامة الأغواني الذي انتقد واقعه بـ”المونولوج”

  • 2020/08/06
  • 3:08 م
سلامة الأغواني - (تعديل عنب بلدي)

سلامة الأغواني - (تعديل عنب بلدي)

امتدت سخرية المونولوجست السوري سلامة الأغواني بين أربعينيات وسبعينيات القرن الماضي، لينتقد عبر فن “المونولوج” القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت تعيشها سوريا في تلك الفترة، ليعتبر بعد ذلك “رائد المونولوج الناقد” في سوريا.

ونشأ سلامة أحمد المصري والمعروف بسلامة الأغواني في حي القيمرية بدمشق المولود فيها عام 1909، حيث عمل سائقًا في أيام شبابه الأولى، قبل أن تظهر ميوله الفنية في أواخر العشرينيات من خلال كتابة الزجل (فن من فنون الأدب الشعبي)، وتطور أداؤه الغنائي بعد أن التقى بالملحن السوري صبحي سعيد عام 1927.

و”المونولوج” (النجوى) هو حوار يوجد في الروايات والفنون المسرحية والسينمائية، ويكون قائمًا بين الشخصية وذاتها أي ضميرها، وهو مصطلح يوناني بمعنى “خطاب أحادي”، ويطلق على نوع من المسرح، من خلال شخص وحيد يقف على خشبة المسرح ويقدم فقرة قصيرة.

وبحسب كتاب “سلامة الأغواني: رائد المونولوج الناقد” للباحث الموسيقي السوري أحمد بوبس، فإن سعيد أسهم بمساعدة الأغواني على صقل موهبته، من خلال تلحينه “المونولوجات” قبل أن يغنيها الأغواني عبر الأسطوانات، وأول ما قدمه “مونولوجان” في عام 1927 حملا اسم “نحنا الشوفيرية نحنا يا جدعان” و”اسمعوا يا أهلية”، وصدرا عن “الشركة السورية الوطنية” في أسطوانة خاصة.

“لعند هون وبس”

ذكر بوبس في كتابه أن “مونولوج” الأغواني “لعند هون وبس” أزعج المفوض السامي الفرنسي لسوريا حينها، دي مارتيل، الذي أصدر عام 1934 قراره القاضي بمنع الأسطوانة التي تحوي هذا “المونولوج”.

وفي تلك الأسطوانة رد الأغواني على مقولة شاعت بين الناس في تلك الأيام، لخصها الباحث الموسيقي أحمد بوبس بأن “الاستعمار الإنجليزي أرحم بنا من المستعمر الفرنسي”، فرد عليهم الأغواني متهكمًا بغنائه هذا المقطع من “المونولوج”، “جبنا دكتور إنجليزي وجبنا طبيب فرنساوي.. تنين قصوا بفرد مقص”.

وحُكم على الأغواني بالنفي من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، فتغرب في مصر وفلسطين والعراق وقبرص وتركيا واليونان، كما حُكم عليه بالإعدام قبل أن يعود إلى دمشق بعدما أصدر الفرنسيون عفوًا عامًا، فتابع مسيرته وغنى “مونولوج” “يا جراد” ثم “الجلاء” بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي عام 1946، ومُنح الأغواني وسامًا رفيعًا في زمن الوحدة مع مصر.

“رئيس نقابة الطفرانين”

أبرز الأغواني في أغانيه سوء الأوضاع الاجتماعية في سوريا، وتدني المستوى المعيشي فيها بسبب التوترات السياسية التي عاشها السوريون في الحياة السياسية بعد الاستقلال، فغنى “مونولوج” “شو سبب غلا هالأسعار؟” و”كيف ما مشيت” و”المال” و”كذابين” التي انتقد فيها رجال السياسة وأصحاب الأموال في فترة الخمسينيات، كما غنى للعمال بعيدهم في 1 من أيار “مونولوجه” الذي حمل اسم “ذكرى أيار”.

وفي أحد “المونولوجات” بدأ الأغواني بالتعريف عن نفسه بـ”سادتي المحترمين أظن عرفوتني مين، أنا رئيس نقابة الطفرانين، وأمين سر الكادحين”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي كان يعاني منها الشعب السوري في فترة الانقلابات العسكرية للوصول إلى الحكم.

https://www.youtube.com/watch?v=9XMbzn3wXPw

وتوفي سلامة الأغواني في 6 من آب عام 1982، عن عمر ناهز 71 عامًا، بأعمال فنية اقتربت من 200 “مونولوج”.

مقالات متعلقة

  1. عندما عطّل الربيع العربي مشاريع محمد خير الجراح
  2. قصب.. من "سيّد العود" إلى "عوّاد" خلف الست
  3. "سرير طابقي".. مسرحية أبطالها أطفالٌ سوريون لاجئون في لبنان
  4. "أقل من عادي".. ربما في قلب المأساة أمل

ذاكرة سورية

المزيد من ذاكرة سورية