ما دلالات انعقاد مؤتمر “عودة اللاجئين” في دمشق؟

  • 2020/11/13
  • 1:14 م

مؤتمر اللاجئين في قصر الأمويين للمؤتمرات، 11 من تشرين الثاني 2020 (الوكالة الوطنية للإعلام)

عنب بلدي – روزنة

مع انطلاق المؤتمر الدولي حول “عودة اللاجئين” في دمشق، وصف معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، المؤتمر المنعقد برعاية روسية في قصر “المؤتمرات” بدمشق بأنه “محاولة في سياق الجهود الحكومية المبذولة لوضع حد لمعاناة السوريين في الخارج الذين هجروا بفعل (الإرهاب)”، مؤكدًا أن “سوريا لم تتوقف عن دعوة أبنائها إلى العودة، وخاصة بعد عودة الأمن والاستقرار إلى بلدهم”.

ومع موجة الغموض التي رافقت المؤتمر الذي دعت إليه وزارة الدفاع الروسية، والدعوات التي أُرسلت إلى دول عدة للمشاركة في المؤتمر، ظهر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للحديث عن ضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد الجهود المشتركة للقضاء على “الإرهاب”.

برنامج “صدى الشارع” المُذاع عبر راديو “روزنة” طرح تساؤلات عدة، تركزت حول واقعية المؤتمر المنعقد في سوريا، ودلالاته وارتباطه مع ملف إعادة الإعمار ومسار اللجنة الدستورية السورية.

كما وجه البرنامج استطلاعًا للسوريين المقيمين في لبنان وتركيا والشمال السوري حول رأيهم بالمؤتمر، وبينما اعتبر بعضهم أن المؤتمر هو إعادة تعويم للنظام، رفض آخرون أن تكون روسيا وسيطًا لعودة اللاجئين نتيجة فقدان ثقتهم بها.

في أي بيئة يدعو النظام اللاجئين إلى العودة

قال رئيس “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية”، الحقوقي أنور البني، إن المؤتمر عبارة عن “خدعة” للنظام، مبينًا أن العالم لن ينخدع به، وأن النظام السوري “يحاول الالتفاف على العملية السياسية بالمؤتمر”.

وأضاف البني أن العديد من الدول امتنعت عن حضور المؤتمر، منها مصر والأردن وكندا والاتحاد الأوروبي.

ويرى أن المؤتمر محاولة لاستجداء “عطف” المجتمع الدولي ممن يتحملون عبء اللاجئين في لبنان والأردن والعراق، مشيرًا إلى أن الأهم من إعادة اللاجئين هو الإفراج عن السوريين المعتقلين في سجون النظام السوري.

ويعتقد البني أن المؤتمر يهدف إلى “إعادة اللاجئين ليصبحوا معتقلين داخل سوريا”، لا سيما أن النظام “يرفض عودة اللاجئين، ووضع سابقًا شروطًا لعودتهم”.

وأشار الحقوقي السوري إلى أن الدول الحاضرة في المؤتمر ليست لها علاقة باللاجئين، أما حضور لبنان في المؤتمر فهو نيابة عن “حزب الله” والرئيس اللبناني، ميشال عون، وليس عن الدولة اللبنانية، وهو “تمثيل لإيران أكثر من لبنان”.

الدول الغربية هي التي تمنع العودة؟

يرى رئيس المركز الثقافي السوري- الروسي، الدكتور مسلم عشيتو، أن غياب الولايات المتحدة عن المؤتمر ليس أمرًا مفاجئًا، بل “عامل إيجابي”، “فهي المسؤولة عن تدمير سوريا بمساعدة الدول الأوروبية عبر التحالف الأوروبي”.

ويعتقد عشيتو أن وجود أمريكا لا يسهل عودة اللاجئين، لأنها تسعى لمنع الحكومة اللبنانية والأردنية من مساعدة اللاجئين للعودة “عبر تقديم إغراءات وتهديدات”.

واعتبر أن “تركيا تبتز أوروبا باللاجئين”، لافتًا إلى حرصها على إبقاء أعداد كبيرة منهم “لاستخدامهم في اللحظة المناسبة” فهي “دولة معيقة لعودة اللاجئين”، بينما يرى أن الدول المعنية بعودة اللاجئين فعليًا، هي لبنان والأردن والعراق.

ومن وجهة نظر عشيتو فإن روسيا “جادة” في عودة اللاجئين، وإنها ستقدم مساعدات لعودتهم إلى ديارهم، وبالتالي ستكون المسألة السورية مسألة سياسية تناقشها الأطراف السورية المتصارعة فيما بينها.

وأنشأت موسكو “لجنة المصالحات الوطنية، وقدمت المساعدات”، وهي حاليًا عبر المؤتمر “سترسل عشرات آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية لعودة اللاجئين، والوفد الروسي يضم كل الوزارات الروسية المعنية بالحياة اليومية للاجئين السوريين”، على حد وصف عشيتو.

واعتبر أن الدول الغربية تهدد الحكومة اللبنانية في حال سعت بموضوع عودة اللاجئين، أي أن المشكلة سياسية مع أوروبا والولايات المتحدة “التي تستخدم هذه الورقة لاستمرار المعارك والقتل”.

ورقة انتخابية

اعتبرت عضو اللجنة الدستورية السورية عن وفد المجتمع المدني سميرة مبيض، أن المؤتمر يهدف إلى “الإيحاء بأن الأمور تسير كما يريد نظام الأسد، وأن الأمور تحت سيطرته وأنه قادر على إدارة البلاد، بينما يفتقد سوريو الداخل لأبسط مقومات الحياة، من ناحية تدهور الوضع الاقتصادي والحالة الصحية المتردية”.

وبينت مبيض أنه لو عاد اللاجئون السوريون إلى سوريا، فسيعانون كغيرهم من المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام، وأضافت أن حياة السوريين في مناطق سيطرة النظام لا تختلف عن حياة اللاجئين في المخيمات، من حيث عدم توفر الشروط الصحية والغذائية.

وحول تأكيدات النظام بأنه قادر على تأدية مهامه في حال عودة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرته، أشارت مبيض إلى أنها “ادعاءات غير صحيحة يكذبها الواقع على الأراضي السورية”.

وأكدت أن التوجه لعقد المؤتمر في هذه الفترة الزمنية هو لـ”الإيهام بالانتصار” وأن الأمور في سوريا “بخير”، إضافة إلى “التمهيد للمرحلة الانتخابية في العام المقبل”.

وترى مبيض أن النظام يسعى لأن يكون اللاجئون بمناطق سيطرته في المرحلة الانتخابية، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية في سوريا الصيف المقبل، وذلك بهدف “توجيههم للانتخابات لاستمرار بشار الأسد في السلطة”.

في حين قد يتيح بقاء اللاجئين خارج سوريا في دول الجوار “حرية أكبر لهم بالمشاركة بالعملية الانتخابية كما يريدون”، وفق مبيض.

وترى عضو اللجنة الدستورية أن النظام يظهر أنه مهتم بعودة اللاجئين، ولكن تلك العودة لا تعدو كونها ورقة إضافية بيد النظام قبيل الانتخابات الرئاسية.

وحول مشاركة الأمم المتحدة كمراقب في المؤتمر، تعتقد مبيض أنها مشاركة “رمزية” تهدف لإبقاء الأمور تحت بند عدم الانقطاع الكامل عن سوريا.

رسائل روسية

يرى الحقوقي أنور البني، أن “روسيا جزء من المشكلة وليست جزءًا من الحل”، وأنها “قاتل مأجور” تحاول استجرار عطف أوروبا وأمريكا لاستعادة ماء وجه النظام السوري وحمايته من المحاسبة عن “الجرائم” التي ارتكبها في سوريا.

وأكد أنه رغم عمليات المصالحات مع روسيا، جرت عمليات اعتقال لسوريين في الداخل وخرق للمصالحات.

ووجّه البرنامج استطلاعًا للاجئين السوريين في عدة دول، حول ما إذا كانوا يشجعون على العودة إلى سوريا، وأجمع المشاركون على أنه لا ضمانات بعدم التعرض للعائدين، إضافة إلى غياب الأمان في سوريا. واعتبر المشاركون أن العودة ستشكل ضغطًا إضافيًا على المواطنين في الداخل، خصوصًا مع تدهور الخدمات الأساسية في سوريا.


أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين صحيفة عنب بلدي وراديو روزنة.

مقالات متعلقة

  1. محافظة ريف دمشق تسعى لتحويل مركز إيواء حرجلة إلى ضاحية سكنية
  2. محافظ ريف دمشق: يمكن استقبال اللاجئين العائدين في مخيمات
  3. مؤتمر "خلّبي" لإعادة اللاجئين السوريين
  4. النظام السوري يروّج لعودة اللاجئين: وحدات إيواء وتأجيل الخدمة الإلزامية

سوريا

المزيد من سوريا