في ظل ازدياد أعداد الإصابات بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في أوروبا، وسعي الحكومات للإسراع في إجراءات التطعيم، تبنت العديد من الدول قيودًا جديدة لمحاولة السيطرة على الموجة الثالثة من الفيروس، وخاصة بعد اكتشاف السلالة الجديدة التي تعتبر أكثر عدوى.
بريطانيا.. إغلاق وطني ثالث
تواجه بريطانيا إغلاقًا وطنيًا ثالثًا لمواجهة فيروس “كورونا” وسط ارتفاع في أعداد الحالات وظهور السلالة الجديدة الشديدة العدوى، وسيستمر الإغلاق ستة أسابيع على الأقل، بحسب ما أعلنته وكالة “أسوشيتد برس”
وبلغ عدد الوفيات بالفيروس حتى اليوم 75431، إذ تعتبر واحدة من أعلى الوفيات في أوروبا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين 4 من كانون الثاني، إن “المستشفيات تواجه ضغطًا بسبب (كوفيد- 19) أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الجائحة”.
ويدخل قرار الإغلاق حيز التنفيذ بدءًا من يوم غد، الأربعاء، كما أُغلقت المدارس اعتبارًا من اليوم، الثلاثاء، وستستمر إجراءات الحجر الجديدة حتى منتصف شباط المقبل، “إذا سمحت الظروف بذلك”، حسب جونسون.
وسيسمح فقط للأشخاص بمغادرة منازلهم من أجل شراء الحاجات الأساسية أو ممارسة الرياضة أو الخروج لأسباب طبية أو الهروب من العنف المنزلي، أو الذهاب إلى مكان العمل إذا كانوا غير قادرين على العمل من المنازل.
Stay at home. Protect the NHS. Save lives. pic.twitter.com/PUN79POzAw
— Boris Johnson (@BorisJohnson) January 4, 2021
وقال البروفيسور نيل مورتنسون، رئيس الكلية الملكية للجراحين، لراديو “تايمز”، إن “العديد من مستشفيات المملكة المتحدة أُجبرت على إلغاء إجراء العمليات، وقد تؤدي سلالة الوباء قريبًا إلى تأخير العمليات الجراحية لمرضى السرطان، وكذلك الحد من خدمات العناية المركزة للمرضى غير المصابين بفيروس (كورونا)”.
وذكر تقرير في صحيفة “إندبندنت“، في 30 من كانون الأول 2020، أن المرضى يضطرون للانتظار أكثر من 24 ساعة للحصول على سرير في مستشفى “لندن الملكي” في وايت تشابل، وأن الأطباء والممرضين “على وشك الانهيار”.
وقال موظفون في المستشفى، إن سيارات الإسعاف تقف في طوابير لساعات، بينما يأتي بعض المرضى إلى المستشفى بسيارة أجرة بعد ساعات من انتظار سيارة إسعاف، حسب التقرير.
وكانت بريطانيا أول دولة تطرح اللقاح الذي طورته شركتا “فايزر” و”بيونتيك” قبل شهر تقريبًا، إذ تلقى اللقاح أكثر من مليون شخص في بريطانيا حتى الآن منذ بدء حملة التلقيح مطلع كانون الأول 2020.
كما بدأت بريطانيا أمس، الاثنين، باستخدام لقاح المختبر البريطاني “أسترازينيكا” وجامعة “أكسفورد” لتصبح بذلك أول دولة في العالم تقدم على ذلك.
وفي اسكتلندا، أعلنت رئيسة الوزراء، نيكولا ستيرجن، عن فرض إجراءات الحجر العام بدءًا من اليوم، الثلاثاء، وهي الأكثر صرامة منذ الربيع الماضي.
وأشارت إلى أن المواطنين سيكونون ملزمين بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للأغراض الأساسية، وذلك في ظروف مماثلة لإجراءات العزل العام التي فُرضت في بداية انتشار الجائحة في آذار 2020.
وذكرت أن نحو نصف حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في اسكتلندا مصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس، وأنها أكثر قدرة على العدوى بنسبة 70%.
You must work from home wherever possible.
Up to 2 people from 2 separate households can meet outdoors locally for exercise or social interaction.
Find the latest guidance➡️ https://t.co/kZjGNz2EDe pic.twitter.com/83mrs28yUq— Scottish Government (@scotgov) January 4, 2021
ألمانيا.. مناقشة لتمديد الإغلاق
بلغت أعداد الوفيات في ألمانيا اليوم، الثلاثاء، 499 وفاة جديدة ليصل إجمالي الوفيات إلى 35518، بحسب معهد “روبرت كوخ” للأمراض المعدية، وذكرت قناة “DW” أن استطلاعات الرأي التي أجراها معهد أبحاث الرأي “يوجوف” بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية، أظهرت تأييد أغلبية كبيرة من الألمان لتمديد قيود الإغلاق لاحتواء الجائحة.
وبحسب النتائج، فإن أكثر من ثلثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع ذكروا أنه يتعين مواصلة القيود على الأقل بنفس شدتها الحالية لما بعد 10 من كانون الثاني الحالي.
وأيّد 41% من الألمان الإبقاء على القيود بنفس شدتها الحالية، بينما دعا 24% آخرون إلى زيادة تشديدها. وفي المقابل، دعا 17% فقط من الألمان إلى تخفيف الإغلاق، بينما يرغب 11% من الألمان إلغاء القيود بالكامل.
ومن المقرر أن تعقد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مؤتمرًا عبر الفيديو مع رؤساء حكومات ولايات البلاد الـ16 اليوم، الثلاثاء، لمناقشة تمديد الإغلاق الشبه الكامل الحالي.
وقالت ميركل في كلمة متلفزة بمناسبة حلول العام الجديد، إن عام 2020 كان الأصعب خلال قيادتها ألمانيا على مدى 15 عاما، واعتبرت أن بدء التطعيم للوقاية من فيروس “كورونا” جعل عام 2021 يبشر بالأمل.
وبدأت ألمانيا، في 27 من كانون الأول 2020، حملات التطعيم، إذ تلقى لقاح “فايزر” وبيونتيك” أكثر من 264 ألفًا من كبار السن وموظفي التمريض، وتعتبر حملات التطعيم في ألمانيا أسرع من جيرانها الأوروبيين، إلا أن بطء حملة التلقيح يثير جدلًا، كما نددت صحيفة “بيلد” الألمانية باستراتيجية التلقيح، متهمة الحكومة بالتركيز على اللقاح الذي طورته مجموعة “بيونتيك” و”فايزر”، إذ اعتبرت أنها “تعتمد أكثر من اللازم على الاتحاد الأوروبي” في استراتيجية التطعيم والتزويد بها على حساب لقاح “موديرنا” الأمريكي.
وكانت ألمانيا تعتبر قدوة في أوروبا في احتواء الفيروس، غير أنها تعاني بشدة من تفشيه خلال الموجة الثانية، خاصة في شمالها.
فرنسا.. انتقادات للتباطؤ بالتطعيم
تعرضت الحكومة الفرنسية لانتقادات عديدة بسبب بطء حملات التطعيم ضد فيروس “كورونا”، ونقلت قناة “CNN” عن رئيس إحدى وحدات العناية المركزة أنه “بهذا المعدل، سيستغرق تطعيم الجميع ثلاثة آلاف عام”.
وقال رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة “أوت دو فرانس”، كزافيي بيرتران، أمس، الاثنين، إن سياسة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، “خاطئة وغير شفافة”، وأضاف، “فشل حملة التطعيم يعني أن الشعب الفرنسي سيكون عرضة لـ(كورونا) وسيحكم عليه بحياة اقتصادية واجتماعية لن تعود إلى حالتها السابقة”.
ومن جهته، أعلن وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، اليوم الثلاثاء عن “توسيع وتسريع وتبسيط” حملة التطعيم ضد الفيروس، حسب قوله.
وكان قد صرح أمس، الاثنين، خلال زيارة إلى مستشفى في العاصمة باريس، “قررنا تسريع وتيرة عمل الحملة من خلال توسيع المجموعة المستهدفة لتشمل العاملين في القطاع الصحي دون الانتظار لاستكمال حملات التطعيم في دور رعاية المسنين”. وتعتمد فرنسا لقاح “فايزر- بيونتيك”.
وبلغت حصيلة وفيات فيروس “كورونا” حتى اليوم، الثلاثاء 5 من كانون الثاني، في فرنسا 65415 حالة، وهو سادس أكبر عدد وفيات بالفيروس في العالم، كما سجلت “نحو عشر إصابات مؤكدة أو مشتبه بها” بالفيروس المتحور، حسب وزير الصحة الفرنسي.
اليونان.. تمديد الحجر حتى 10 من كانون الثاني الحالي
أعلنت اليونان، السبت الماضي، تمديدًا جديدًا للحجر الصارم المفروض منذ شهرين حتى 10 من كانون الثاني الحالي، ما يضع حدًا للتخفيف النسبي للإجراءات.
وفي منتصف كانون الأول 2020، سمحت الحكومة بفتح صالونات لتصفيف الشعر، وكنائس فيها عدد محدود من المصلين، ومتاجر بنظام “انقر واجمع”. ويُسمح للأفراد فقط بالسفر لرؤية الطبيب أو الذهاب إلى الصيدليات وممارسة التمارين الرياضية، ويسري حظر تجول من الساعة العاشرة مساء من كل يوم، أما المدارس فستظل مغلقة على الأقل حتى 11 من كانون الثاني الحالي.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في 18 من كانون الأول 2020، إن “أول من يتم تطعيمه سيكون موظفو الصحة العامة وسكان مرافق رعاية المسنين، ثم سيتبعه الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا”.
وبلغت أعداد وفيات فيروس “كورونا” اليوم في اليونان 5011 وفاة، كما أعلنت السلطات، في 3 من كانون الثاني الحالي، عن رصد أربع إصابات بالسلالة المتحورة.
–