تحتفي إيران بتشييد مجمع ترفيهي “ضخم” في بلدة حجيرة بريف دمشق الجنوبي الشرقي، وسط انتقادات عبّر عنها سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الأربعاء 24 من شباط، فإن المجمع بُني في الجهة الشمالية الغربية من بلدة حجيرة وعلى التماس مباشرة مع الحدود الإدارية لناحية ببيلا، التي تعتبر “منطقة نفوذ روسية”.
ورصدت عنب بلدي منشورات في صفحات موالية لإيران على مواقع التواصل الاجتماعي، تحتفي بإشادة المجمع، وتشير إلى أن الافتتاح الرسمي، الذي كان مقررًا في وقت سابق من شباط الحالي، قد أُجّل بسبب “أعطال فنية”.
وأُطلق على المجمع اسم “الشهيد العقيد هيثم سليمان”، ويمتد على مساحة واسعة من حجيرة، القريبة من منطقة “السيدة زينب”، معقل الميليشيات الإيرانية في دمشق.
ووفقًا لملصق إعلاني اطلعت عليه عنب بلدي، يضم المجمع “الترفيهي والثقافي والرياضي” حديقة كبيرة إضافة إلى ثلاثة ملاعب (كرة قدم، وكرة سلة، وكرة المضرب)، إضافة إلى موقف للسيارات.
ويحاط المجمع بسور، جزء منه مزروع بالأشجار، ورُفعت عليه أعلام ملونة قريبة من أعلام الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى العلم السوري وصورة لرئيس النظام، بشار الأسد.
يأتي تشييد المجمع في حين يعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.
ويعد هذا الرقم أعلى نسبة سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في 11 من شباط الحالي.
وبحسب بعض التعليقات الواردة على خبر افتتاح المجمع، قال أحد المتابعين، “ما بدنا مجمع بدنا مي وكهرباء، ما بدنا ترفيه وناس ميتة”، كما قال آخر، “رفهوا المنطقة بساعتين كهربا وبعدا منتفضى لنترفه بالمجمع”.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، إذ يعيش تحت خط الفقر 90% من السوريين، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
وحذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إليزابيث بايرز، من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا، بسبب تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
التمدد الإيراني في سوريا
في 18 من كانون الأول 2020، دشّن رئيس الغرفة التجارية الإيرانية- السورية المشتركة مركز “إيرانيان” التجاري في العاصمة دمشق.
وأعلن رئيس الغرفة، كيوان كاشفي، حينها أن “المركز التجاري جُهّز ودُشّن عبر استثمارات غرفة تجارة وزراعة معادن إيران”.
وأوضح كاشفي أن المركز يقع في المنطقة التجارية الحرة وسط العاصمة دمشق، مضيفًا أن مساحته تبلغ أربعة آلاف متر مربع.
وفي كانون الأول 2019، وقّعت سوريا اتفاقية تعاون اقتصادي “طويل الأمد” بين سوريا و إيران في مختلف المجالات، لتشمل قطاع المصارف والمالية والبناء وإعادة الإعمار، ومذكرة تفاهم أخرى في 15 من الشهر نفسه، تضمنت بناء 30 ألف وحدة سكنية في معظم المدن السورية.
ولتسهيل مشاركة إيران في مشاريع اقتصادية سورية تنتظر الاستثمار، أُسست اللجنة السورية- الإيرانية العليا المشتركة، التي باشرت أعمالها مطلع عام 2019، والمصرف السوري- الإيراني المشترك بإسهام 60% من الجانب الإيراني.
–