منعت حواجز تابعة لـ”الفرقة الرابعة” المنتشرة عند أطراف مدينة منبج بريف حلب الشرقي نحو 110 صهاريج نفط، قادمة من مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، من الوصول إلى مناطق سيطرة “الإدارة” في مدينة حلب.
وحُجزت الصهاريج بسبب عدم توريد الكميات المتفق عليها لمصلحة “الفرقة الرابعة” التي تسيطر على الطرقات الواصلة بين مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا وريف حلب الشمالي والمناطق الموجودة داخل مدينة حلب.
وتحصل “الفرقة الرابعة” بشكل أسبوعي على عدد من الصهاريج التي تخرج من مدينة منبج إلى حلب وريفها الشمالي.
ولكن منذ حوالي شهر لم تحصل “الفرقة الرابعة” على حصتها من الصهاريج، ما دفعها لحجز المحروقات التي خرجت من مدينة منبج ولم تسمح لها بإكمال الطريق.
ورفض مسؤولون عن حواجز هذه القوات التابعة للنظام السوري الإفراج عن الصهاريج على الرغم من مطالبة مسؤولين من “الإدارة الذاتية” بترك الصهاريج تصل إلى المناطق المحددة، وذلك حسب معلومات من مصادر متقاطعة حصلت عليها عنب بلدي.
وتزوّد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف حلب الشمالي من الحقول النفطية التي تسيطر عليها شرق الفرات في منطقة الجزيرة.
وتمر قوافل النفط المتجهة إلى مناطق سيطرة “قسد” في ريف حلب الشمالي، كون مدينة تل رفعت وبعض المناطق الأخرى بريف حلب المُسيطر عليها من قبل “قسد” تعتبر معزولة بشكل كامل عن الوجود المركزي لـ”قسد” شمال شرقي سوريا.
وتضطر القوافل المتنقلة بين مناطق سيطرة “قسد” إلى المرور عبر الحواجز الأمنية التابعة للنظام السوري، ما يجعل التحكم بهذه القوافل أمرًا روتينيًا من قبل قوات النظام.
اقرأ أيضًا: رسوم “الفرقة الرابعة” إجبارية على المارين في حلب وريفها
وتعاني مناطق النظام السوري في حلب بدورها من أزمات متكررة في تأمين المشتقات النفطية، إذ اشتهرت خلال السنوات الأخيرة طوابير السيارات التي تقف لساعات طويلة أمام محطات الوقود في مناطق سيطرة النظام.
وكانت “الإدارة الذاتية” أوقفت بيع النفط للنظام السوري، بشكل غير معلَن، في 29 كانون الثاني الماضي، بعد أن كانت ترسل حوالي 130 صهريجًا من حقل “رميلان” و50 صهريجًا من حقل “الشدادي” بشكل يومي.
وكان ذلك بعد حدوث توتر بين الطرفين في الحسكة، نتيجة اعتقالات متبادلة وحصار للأحياء التي تخضع لسيطرة النظام في مناطق نفوذ “الإدارة”، قبل أن ينتهي بوساطة روسية، في 2 من شباط الماضي، لتعيد “قسد” بعدها توريد النفط إلى مناطق النظام في آذار الماضي، بعد انقطاع دام 37 يومًا، كما أن حوالي 80 صهريجًا تعود ملكيتها لشركة “القاطرجي” دخلت الحقل، في 2 من آب الحالي، وتوجهت صباحًا وهي محملة بالنفط إلى مناطق سيطرة النظام.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو تسع سنوات، على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وتبيع هذه القوات النفط عبر وسطاء محليين إلى ثلاث جهات رئيسة.
وهذه الجهات هي النظام عبر شركة “القاطرجي”، ومناطق المعارضة عبر شركتي “الروضة” و”الحزواني”، بالإضافة إلى ما تستهلكه السوق المحلية، وبعض الكميات التي تهرب إلى شمالي العراق.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013.
وكانت “الإدارة” سلّمت أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات، التي دخلتها بعد خروج فصائل المعارضة من المدينة نهاية عام 2016، لقوات النظام مقابل الحصول على دعمها لصد عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية على عفرين في آذار من عام 2018.
–