أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا في مجلس الأمن، غير بيدرسون، أن “الحل العسكري يظل وهمًا”.
وقال بيدرسون في اجتماع لمجلس الأمن، الأربعاء 26 من كانون الثاني، إن الجمود الاستراتيجي في الحرب يجعل معاناة المدنيين مستمرة، في ظل تعاملهم مع الضربات الجوية والقصف واستمرار العنف والحوادث المتعلقة بتهريب المخدرات وهجمات التنظيم الإرهابية”.
ويرى بيدرسون، أنه “لا يمكن لأي طرف مقاتل تحديد نتيجة الصراع”.
عمل اللجنة مخيب للآمال
وواصل المبعوث الخاص التواصل مع جميع أطراف النزاع، في زياراته الشهر الماضي إلى طهران والدوحة.
كما عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين من أصحاب المصلحة الرئيسيين في مشاورات ثنائية في جنيف.
وقال بيدرسون إن عمل اللجنة “لا يزال مخيبًا للآمال حتى الآن”.
ووجه سؤالًا لجميع المحاورين في مفاوضات اللجنة الدستورية، “هل يمكنكم تحديد ليس فقط ما تطلبونه، ولكن أيضًا ما أنتم مستعدون لطرحه على الطاولة، مقابل خطوات من الجانب الآخر؟”.
وأضاف أنه سيرحب بأي “أفكار جديدة” بشأن قضايا مثل المحتجزين، والمساعدة الإنسانية، والتعافي، والوضع الأمني، وشروط عودة اللاجئين، وإصلاح الاقتصاد والنسيج الاجتماعي.
وأوضح أن الهدف الأخير يظل خلق بيئة يمكن فيها الاتفاق على عملية سياسية دستورية، ويمكن إجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بما يتناسب مع قرار مجلس الأمن “2254”.
وأضاف أنه “تحدٍ هائل لإحراز تقدم حقيقي يمكن أن يحدث فرقًا للشعب السوري، ولكن هذا ما يجب أن نفعله “.
أحداث غويران
وعلق بيدرسون على محاولة عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” السيطرة على سجن “غويران”، والتي انتهت بسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على السجن واستسلام عناصر التنظيم، بحسب رواية القوات الرسمية.
وعبر عن قلقه على أمن وسلامة المدنيين الذين حوصروا ونزحوا من مناطقهم.
ولفت إلى تحصن عناصر التنظيم في مهاجع للقاصرين من الفتيان واستخدامهم كدروع بشرية وتعريض حياتهم للخطر.
وقال، “حتى لو تم القضاء على محاولة نهوض التنظيم من جديد، فإن هذه الحلقة تعيد ذكريات مروعة عن عمليات الهروب من السجون التي غذت صعود تنظيم الدولة الأول في سوريا في عامي 2014 و 2015”.
واعتبر المبعوث هجوم التنظيم على السجن “رسالة واضحة” عن أهمية الاتحاد لمكافحة تهديد الجماعات الإرهابية الدولية، ولحل الصراع الأوسع الذي يزدهر فيه الإرهاب لا محالة.
وكان بيدرسون أطلع مجلس الأمن الدولي، عن فحوى الجولة السادسة من اجتماعات “اللجنة الدستورية” (السورية)،خلال جلسة حول تطورات الوضع السوري عُقدت، الأربعاء 28 من تشرين الأول، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، قال بيدرسون، “للأسف الشديد لم يتم الاتفاق على تواريخ بشأن عقد اجتماعين آخرين قبل نهاية العام، ولهذا أعتبر أن نتيجة الجولة السادسة التي عقدت في جنيف كانت مخيبة للآمال”.
وأضاف، “لم يتمكن الرئيسان المشاركان من الاتفاق على آلية لإحراز مزيد من التقدم في المناقشة خلال اليوم الأخير، وقد اختتم الاجتماع دون أي توافق في الآراء أو اتفاق مؤقت في اللجنة”.
ورغم خيبة الأمل المحيطة بجو اجتماعات اللجنة أشار بيدرسون إلى أنه من المهم مواصلة عملها بروح من العجلة، واستمرار العمل للتوصل إلى نتائج.
وانتهت الجولة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستورية، يوم 22 من تشرين الأول 2021، دون تحقيق أي تقدم، وكانت قد انطلقت في 18 من تشرين الأول، بعد توقف دام تسعة أشهر.