أجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، التقى خلالها نظيره الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء 16 من آذار.
وشكّلت قضية “الغزو” الروسي لأوكرانيا الموضوع الأبرز، إذ أبدت أنقرة موقفًا متوازنًا وقانونيًا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وتجري حاليًا وساطة لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيًا، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” عن جاويش أوغلو.
وقال الوزير التركي قبيل بدء الاجتماع، إن “تركيا أبدت موقفها المتوازن والموضوعي والصحيح والقانوني منذ بداية الأزمة الروسية- الأوكرانية”.
وأضاف أن تركيا بصفتها دولة تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا، واصلت دور الوسيط رغم كل الصعوبات القائمة، مبينًا أن زيارته إلى موسكو تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة العديد من التحديات، وأنه سيطرح في اجتماع اليوم مع لافروف أفكار ومقترحات تركيا، بما في ذلك الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الأوكرانية بالوسائل السلمية.
بدوره، ثمّن لافروف موقف تركيا من الحرب في أوكرانيا، على الرغم من وجود خلافات في وجهات النظر بين موسكو وأنقرة، بحسب ما نقله تلفزيون “روسيا اليوم“.
وقال، “إذا تطرقنا إلى السياسات الخارجية، فيكمن الموضوع الرئيس بالنسبة لنا اليوم في مستجدات الوضع في أوكرانيا، وضرورة تسويته بأسرع وقت ممكن”.
وتابع، “ليس سرًا أن وجهات نظرنا بشأن هذه المسألة لا تتطابق، لكننا نثمّن ونحترم احترامًا بالغًا موقف تركيا التي تحاول التعامل بشكل موضوعي مع الأهداف الناجمة عن الأزمة الحالية”.
وحول تطبيق اتفاقية “مونترو” المتعلقة بإدارة نظام المرور عبر المضايق، وتحديد حدود الحمولة للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب في البحر الأسود للبلدان غير المشاطئة، قدّر لافروف المسؤولية التي تبديها أنقرة في تطبيقها قائلًا، “نقدّر نهج أنقرة المسؤول في تنفيذ اتفاقية (مونترو)”.
وتطرق في حديثه إلى أنه سيبحث مع نظيره التركي في محادثاتهما اليوم تطورات الوضع في سوريا وليبيا ومنطقة قره باغ جنوب القوقاز وأفغانستان.
وكان لافروف التقى جاويش أوغلو في 11 من آذار الحالي بمدينة أنطاليا التركية، باجتماع ثلاثي شارك فيه أيضًا نظيرهما الأوكراني، دميتري كوليبا.
التعاون التركي- الروسي بشأن سوريا
أعلنت روسيا أن تعاونها مع تركيا بشأن الوضع في سوريا مستمر على النحو المعتاد، ولم يدخل عليه أي تغييرات في ظل العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا، وفق ما قاله مدير الدائرة الأوروبية الرابعة في الخارجية الروسية، يوري بيليبسون، اليوم الأربعاء 16 من آذار.
وأضاف، “يأتي تعاوننا مع الجانب التركي في المسار السوري بشكل اعتيادي ولم نلاحظ فيه أي تغييرات ناجمة عن عوامل خارجية مثل أحداث أوكرانيا”.
وأوضح المسؤول الروسي، أن التعاون الثنائي بين موسكو وأنقرة في هذه المسألة مبني بالدرجة الأولى على البراغماتية والمنفعة المتبادلة، ويستهدف تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
وأكد بيليبسون أن روسيا تثمّن أيضًا تفاهماتها مع تركيا وإيران، ضمن إطار مسار “أستانة” حول سوريا، مشددًا على أن هذه المنصة لا تزال الآلية التفاوضية الأكثر فعالية بخصوص الحل في سوريا.
–