يستمر نزوح أهالي مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، إلى المناطق المحررة الأخرى بعيدًا عن القصف، بعد هجوم قوات الأسد على المنطقة وفصل الريف عن باقي المحافظة، سالكين طريق اعزاز- دارة عزة بعد إغلاق تركيا الحدود في وجههم.
إغلاق الحدود التركية
ومنذ فك النظام الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، في 3 شباط الجاري، نزحت آلاف العائلات باتجاه الحدود التركية إلا أن السلطات أغلقت معبر باب السلامة، بينما توقع رئيس وزارء تركيا أحمد داوود أوغلو، وصول العدد إلى 100 ألف مع تواصل القصف على المنطقة.
ولم تسمح أنقرة بدخول أي نازح سوري حتى لحظة إعداد التقرير، رغم المناشدات التى أطلقها قادة دول الاتحاد الاوروبي، إلا أنها أنشأت مخيمات على الحدود قرب معبر باب السلامة، في حين أكد ممثلو عدد من الجمعيات الخيرية التركية من بينها IHH، سعيهم لإيصال المعونات والمساعدة لقاطني الخيام.
إغلاق الحدود دعا مئات من النازحين، للعودة إلى الداخل السوري، عن طريق اعزاز، مرورًا بمدينة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، ثم إلى دارة عزة في ريف حلب الغربي، ومنها إلى مدينة إدلب وريفها أو أحياء مدينة حلب.
أربع ساعات من اعزاز إلى دارة عزة
عبد الكريم بلكش، أبو حمدو، سائق باص في معبر باب السلامة، وصف وضع الطريق من اعزاز إلى دارة عزة بـ “الممتاز”، وأكد في حديثه لعنب بلدي، أن “هناك تجاوبًا من الطرفين سواء الأكراد أو الفصائل الإسلامية في المعبر”.
وينقل بلكش قرابة 70 إلى 80 شخصًا في الرحلة الواحدة، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وأوضح أن الطريق من اعزاز إلى دارة عزة يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات، “حسب الحواجز والتفتيش الذي يجري في مدينة عفرين”.
عنب بلدي التقت الحاج عثمان، من كفرنايا في ريف حلب الشمالي الغربي، لدى وصوله إلى دارة عزة صباح اليوم الأربعاء 10 شباط، وقال إنه خرج من منزله قبل ثلاثة أيام، مضيفًا أنه وصل إلى دارة عزة متوجهًا إلى أولاده في حي الفردوس بحلب، في رحلة قد تستغرقًا أيامًا أخرى.
لا يعلم الحاج عثمان ما سيلقاه في وجهته الجديدة، حيث يستهدف الطيران الحربي بشكل يومي حي الفردوس ومحيطه، وقد قتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في منطقة دوار الصالحين، القريبة من الحي، قبل يومين.
غرف طوارئ لتسهيل مرور النازحين
أسامة شناق، أبو زيد، نائب رئيس محكمة ريف حلب الغربي، تحدث لعنب بلدي عن تشكيل غرفة طوارئ لاستيعاب النازحين، “عندما بدأ النزوح، شكلنا الغرفة بالتنسيق مع غرفة طوارئ اعزاز، لتسهيل المرور عبر عفرين”.
ويدخل من سبعة إلى ثمانية باصات إلى مدينة دارة عزة، كل يومين، وفق شرناق، وأوضح أن الغرفة تستوعب النازحين داخل المدينة، إذ جهزت صالتين منفصلتين للنساء والرجال، بينما تنقلهم تباعًا إلى مدن وبلدات ريف حلب الغربي وريف إدلب.
وحول إحصاء عدد النازحين قال شناق، إن هناك عائلات تصل بشكل فردي بسياراتها الخاصة، وبالتالي لا نستطيع إحصاء العدد الكلي.
التواصل مع الأكراد بدأ من اعزاز بعد تشكيل لجنة تنسيق معهم، ما يسر أمور الطريق، بحسب شناق، وأضاف “بدأنا بإنشاء مخيم مصغر في الريف الغربي، ونسعى جاهدين لتجهيز المداجن والمزارع والصالات وعدة أراضٍ لإنشاء المخيمات، و أصدرنا تعميمًا يدعو النازحين لمراجعة مراكز الشرطة، لتوثيقهم وتأمين أمورهم المعيشية”.
ووجه شناق في ختام حديثه، اللوم على تركيا بعد إغلاقها الحدود، معتبرًا أن “كل شخص لايتعاون مع النازحين ويساعدهم فهو مجرم”، وأكد أن المتطلبات ستزداد مع تواصل وفود النازحين إلى المنطقة، داعيًا إلى زيادة التواصل ورفع الرسائل إلى المنظمات الإنسانية، للعناية بالنازحين وتقديم الدعم لهم”.