“أزمة منتصف العمر”.. لهذه النهايات ما يفضي إليها

  • 2023/06/18
  • 12:23 م

عمر وفيروز في أحد مشاهد مسلسل “أزمة منتصف العمر”

في الوقت الذي يستحضر فيه الآباء والأمهات طفولة أبنائهم أو بناتهم يوم الزفاف، تعود فيروز بذاكرتها خطوات أخرى إلى الخلف حين كانت لا تزال قاصرًا، فتتذكر زواجها المبكر من عزت، الرجل الذي يكبرها بسنوات كثيرة.

يعبّر اسم المسلسل المصري “أزمة منتصف العمر” إلى حد بعيد عن المضمون، بطريقة كاشفة، فيركّز على مجموعة عادات أو سلوكيات مجتمعية يتفاوت انتشارها بين مكان وآخر، تبعًا لعوامل مختلفة، ويشير إلى سلبيتها أو عدم صحتها، وتأثيراتها على الأفراد، ضحايا هذه السلوكيات، وعلى بنية المجتمع أيضًا، مع إمكانية استعراض العواقب، وهو امتياز غير متاح خارج الدراما والسينما.

القضية أن مريم ابنة فيروز تتزوج من عمر، وهو رجل يكبرها بعدة سنوات، رغم معارضة الأم، التي ترى في زواج ابنتها تكرارًا لسيناريو زواجها ذاته.

أولى سلبيات الزواج بفارق كبير في السن بين طرفي العلاقة، وفق وجهة النظر التي ينشد العمل تقديمها، عدم سعادة أحد أو طرفي العلاقة، وغياب الانسجام النفسي والعاطفي، وأن يعيش طرفا العلاقة كل بمفرده، لكن تحت سقف واحد بالاسم.

كما أن هوّة العمر بين الشريكين كفيلة بخلق هوّة أخرى يمكن أن تغرق فيها العلاقة، على اعتبار أن أسلوب التفكير ونمط الحياة والنظرة إلى المجتمع والعالم متغيرة، ويمكن أن تتطور مع التقدم في السن ومراكمة التجارب، وكل هذه العوامل أخمدت علاقة عزت بزوجته فيروز، وعززت روح الوحدة واليأس في نفس الزوجة التي ينفلت عقد عمرها بهدوء وبرود، دون وجود ما يحرك ركود حياة زوجية طويلة لا يدخل فيها الحب.

وعلى أنقاض هذه العلاقة الزوجية المتهالكة، اشتعل فتيل علاقة غرامية غير صحية، يدينها القانون والمجتمع والدين، بين فيروز وعمر، زوج ابنتها، أو من كان واضحًا أنه زوج ابنتها، قبل أن يقدّم العمل أحداثًا مفصلية كشفت أسرارًا كانت مخبأة لسنوات طويلة، دون أن يلغي ذلك حالة خيانة تلقاها عزت على يد فيروز، ومريم على يد عمر.

لا يخلو العمل من جرأة في الطرح، ولا يقدّم إدانة لشخص مقدار إدانته للحالة والظاهرة ككل، ولا ينحاز أيضًا لرجل على حساب امرأة، فعزت يخون زوجته، وعمر ذو مخزون ذكريات قاسية تشتت حاضره، وأبعدته منذ نعومة أظفاره عن حنان أمه، فراح يبحث عنه في سواها، ومريم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.

“أزمة منتصف العمر” من بطولة كريم فهمي، وريهام عبد الغفور، ورنا رئيس، وهند عبد الحليم، وشدي الشامي، وعمر السعيد، وهاجر عفيفي، وهند عبد الحليم.

صدر المسلسل مطلع العام الحالي، وهو من إخراج كريم العدل، وتأليف أحمد عادل، وفكرة أيمن سليم، ويندرج في خانة الأعمال القصيرة (15 حلقة).

مقالات متعلقة

  1. مسنون يتزوجون البنات
  2. مسلسل "تحت الوصاية".. قوانين الماضي تنظم حياة اليوم
  3. المرأة في الدراما السورية.. صور نمطية أم مقاومة للواقع؟
  4. "سليم وعفوفة" أشهرها.. أربع قصص حب لم تكتمل في الدراما السورية

أفلام ومسلسلات

المزيد من أفلام ومسلسلات