شهدت مناطق من ريف دير الزور التي تديرها “الإدارة الذاتية” أزمة في الحصول على الثلج، خصوصًا بعد أن تخطت الحرارة 45 درجة في المنطقة، تزامنًا مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وتعتمد بعض مناطق ريف دير الزور الشمالي والشرقي الواقعة على ضفة نهر الفرات، على خط خدمة الكهرباء القادم من مناطق نفوذ سيطرة النظام السوري الذي يشهد انقطاعًا متكررًا، وطويلًا.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، واستمرار انقطاع الكهرباء، لجأ السكان إلى تبريد الماء والطعام إلى شراء ألواح الثلج من مراكز متخصصة ببيعها في المنطقة.
وإثر زيادة الطلب عليها، أضيفت ألواح الثلج إلى قائمة اﻷعباء المالية لبعض السكان في المنطقة التي تتسم بمناخها شديد الحرارة صيفًا، تزامنًا مع أوضاع اقتصادية متردية يعيشها السكان، وارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية.
وسجل سعر لوح الثلج، الأحد 13 من آب، 7000 ليرة سورية في المعامل التي تنتجه، أما في السيارات الجوالة بالشوارع بلغ سعره 12000 ليرة.
وبحسب مدنيين التقتهم عنب بلدي في دير الزور، فإن أجور العمال اليومية بالكاد تكفي ثمنًا للوح من الثلج، لا يكفي اليوم بأكمله.
يقيم حسين الداود (22 عامًا) في بلدة درنج شرقي دير الزور، ويعمل بالمياومة في محل للبيع بالتجزئة، مقابل راتب يومي يبلغ 15000 ليرة سورية، وقال لعنب بلدي، إن أجرته اليومية لا تكفيه سوى لشراء قطعة صغيرة من الثلج يوميًا بالكاد تكفي العائلة خلال فترة النهار، ولا حلول متاحة أمامه.
ولدى محمد السليمان عائلة مؤلفة من ثمانية أفراد، ولا تكفي أجرته لشراء لوح كامل من الثلج، بحسب ما ذكره لعنب بلدي، وبالنظر إلى الوضع المعيشي المتردي، يرى محمد أن أساسيات الحياة “صارت من الرفاهيات مع أي تغيير صغير يطرأ في المنطقة، حتى في درجات الحرارة”.
الطلب على الثلج يتزايد
يدير كسار السليم معملًا للثلج شرقي دير الزور، وقال لعنب بلدي، إنه يبيع لوح الثلج بسبعة آلاف ليرة، ومع ارتفاع درجات الحرارة مؤخرًا، جرى تمديد فترة العمل لديه لثلاث ورديات مع زيادة الطلب.
وأرجع صاحب المعمل أسباب ارتفاع الأسعار إلى الأرباح التي يضيفها التجار على ثمن ألواح الثلج التي يشترونها من المعمل بسعر الجملة، بحجة ارتفاع أسعار المحروقات.
وأضاف، “لا حلول لخفض الأسعار”، خصوصًا مع قلة الدعم الذي يتلقاه القطاع من قبل “الإدارة الذاتية” التي قدمت المحروقات لمعامل الثلج مرة واحدة بكمية 1500 ليتر، وهي غير كافية لمعمل يتزود بالطاقة عبر مولدات الكهرباء منذ بداية الموسم.
يتردد اسماعيل الفياض، وهو معلم مدرسة من بلدة الصور شمالي دير الزور، لشراء ألواح الثلج لتبريد المياه والأطعمة، في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، ويشتكي ارتفاع أسعارها، إذ يحتاج شهريًا لأكثر من 200 ألف ليرة سورية ثمنًا لها، علمًا أن راتبه الشهري لا يتجاوز 550 ألف ليرة، وارتفع سعر لوح الثلج بنسبة 100% عن العام الماضي، بحسب اسماعيل.
ومن المشكلات حسب قول اسماعيل، انقطاع الكهرباء المستمر، إذ لا قدرة مادية له على تركيب منظومة طاقة شمسية، وتصل تكلّف حوالي 1200 دولار أمريكي على أقل تقدير.
“الإدارة الذاتية” تتدخل
منتصف تموز الماضي، حددت هيئة الاقتصاد في “الإدارة الذاتية” وفق تعميم اطلعت عليه عنب بلدي، أسعار ألواح الثلج بحسب وزنها وشرائها من المعمل أو الباعة بالجملة، يضاف لها 1000 ليرة عند شرائها بسعر التجزئة (المفرق).
وحسب “الهيئة”، تحدد سعّر لوح الثلج بوزن بين 13 و15 كيلوغرامًا بـ5000، و6000 آلاف ليرة للوح الثلج بوزن بين 18 و20 كيلوغرامًا، و7500 ليرة سورية للوح الثلج بوزن بين 28 و30 كيلوغرامًا.
الناشط شهاب الطعمة قال عبر “فيس بوك”، إنه حضر في 23 من تموز الماضي، اجتماعًا بين ادارة المحروقات و”الكانتون الشرقي” (الإدارة المحلية للمنطقة الشرقية)، وأصحاب معامل الثلج في الريف الشرقي.
واتفق المجتمعون على تزويد “الإدارة الذاتية” معامل الثلج بكميات من المحروقات على ثلاث دفعات شهريًا تقدر إجمالًا بـ9000 ليتر لكل معمل، مقابل تخفيض سعر قالب الثلج لـ 6000 ليره لأصحاب السيارات (سعر الجملة) ويباع للمواطنين بسعر 8000 ليرة فقط.
وفي حال تخطى سعر الصرف حاجز الـ 15000 مقابل الدولار الأمريكي، يسمح حينها برفع سعر البيع.
من جهته قال مسؤول مديرية الصناعة في دير الزور باسل المطر، إن المديرية هذا العام رخّصت 110 معامل للثلج في دير الزور، من منطقة الجزرات بالريف الغربي إلى منطقة الباغوز في أقصى الريف الشرقي.