عاشت البلدات والقرى الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة هدوءًا تزامن مع الهدنة المعلنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس” في قطاع غزة.
وخرق هذا الهدوء تحليق لطائرات استطلاعية إسرائيلية، وسقوط لقذائف في منطقة بلاط الحدودية.
صحيفة “النهار” اللبنانية قالت اليوم، الاثنين 27 من تشرين الثاني، إن هدوءًا “شبه كامل” ساد الحدود الجنوبية، مشيرةً إلى أن السكان في سباق مع الوقت مع اقتراب موعد انتهاء الهدنة في غزة، وتعرض مناطقهم مجددًا للقصف.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية)، إن ثلاث قذائف سقطت في المنطقة الأحد، دون تسجيل أضرار بشرية، في حين نفذ الطيران الإسرائيلي طلعات استطلاعية يومية منذ 25 من تشرين الثاني الحالي.
وفق الوكالة، شملت الطلعات الجوية مناطق الناقورة ومدينة صور وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة والنبطية، واستمرت الطلعات حتى مساء الأحد.
كما استهدفت دورية إسرائيلية عسكرية سيارة مدنية في بلدة كفركلا.
وأصدر الجيش اللبناني في 24 من تشرين الثاني الحالي، تحذيرًا لسكان المناطق الحدودية الجنوبية ممن نزحوا خلال المعارك الأخيرة بالحذر من أي مخلفات وذخائر لم تنفجر خلال المعارك.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، نزح 46 ألف شخص، وذكر في تقرير نشر الأحد، أن الصليب الأحمر اللبناني حدد ثلاث محافظات هي جنوب لبنان والبقاع وبيروت كمناطق عالية الخطورة.
وجاء هذا التحديد على خلفية القصف المتبادل بين قوات تابعة لـ”حزب الله” والاحتلال الإسرائيلي، منذ تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
ووفق بيانات وزارة الصحة العامة اللبنانية، قتل 92 شخصًا وأصيب 385 لبنانيًا نتيجة العمليات العسكرية.
وبدأت الاشتباكات بين الطرفين في أعقاب شن إسرائيل لعملية “السيوف الحديدية” ضد حركة “حماس” في غزة، في 8 من تشرين الأول الماضي.
100 عنصر قتلوا من “حزب الله”
وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، زار شمالي فلسطين المحتلة، الأحد، وقال في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن قواته قتلت 100 عنصر من مقاتلي الحزب.
وتعهد غالانت بـ”إبعاد الحزب من الحدود وعودة سكان المستوطنات”، مشيرًا إلى تدمير نقاط مراقبة ومستودعات ومراكز قيادة لـ”حزب الله”.
ورغم الهدوء الذي عمّ الحدود الجنوبية، وما سبقه من قصف متبادل أدى لمقتل عسكريين ومدنيين من الطرفين، إلا أن وقف إطلاق النار الحالي قد لا يرتبط فقط بمعارك غزة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، إن تمديد وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية سترتبط ببناء الحزب و”حماس” وإيران، بناء آلية منسقة تجبر إسرائيل على الموافقة على تمديدخ.
وأوضحت أن الأسرى الموجودين لدى “حماس” تحولوا إلى أداة استراتيجية للحصول على نتائج أكثر أهمية بالنسبة لإيران وحلفائها، وأن إسرائيل ستجد نفسها محاصرة بين مصالح الأطراف الثلاثة.
ومن جهة أخرى، فإن التزام الحزب بالهدنة في غزة واستمرارها، سيلغي الحاجة لمهاجمة إسرائيل، وعليه ستحافظ إيران على توازن الردع بين “حزب الله” وإسرائيل، وفق الصحيفة.