أسعار الخضروات تحلّق في اللاذقية وتوقعات بارتفاع مقبل

  • 2024/01/06
  • 5:14 م
خضروات في أحد المحال التجارية بمدينة اللاذقية – 6 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

خضروات في أحد المحال التجارية بمدينة اللاذقية – 6 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

سجلت أسعار الخضروات الموسمية ارتفاعًا غير مسبوق بداية عام 2024، ما زاد الهموم في تأمين الطعام بالنسبة لشريحة واسعة من أهالي اللاذقية خاصة الموظفين الحكوميين ومن لا يمتلكون عملًا.

وفي جولة على أسواق محافظة اللاذقية، يتراوح سعر كيلوغرام البطاطا بين 7000 ليرة و8500 ليرة، وبعض الأنواع الأقل جودة تباع بـ6000 ليرة، بينما وصل سعر كيلو البصل الأخضر بين 6000 و8000 ليرة.

ووصل سعر كيلو السلق بين 3000 و4000 ليرة، والسبانخ بين 4000 و6000 ليرة، والملفوف البلدي بين 6000 و7000 ليرة، والبندورة بين 7500 و9000 ليرة.

وتعد الأسعار مرتفعة مقارنة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، إذ يعيش الأهالي في مناطق سيطرة النظام السوري واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا مترديًا، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 186 ألف ليرة (الدولار الواحد 14500 ليرة).

بالحبة

يستغرب الأهالي من ارتفاع أسعار الخضروات رغم أنها مزروعة بغالبيتها داخل محافظتهم، بينما يحمّل الباعة المسؤولية على ارتفاع سعر المحروقات اللازمة لنقل الخضروات إلى سوق “الهال” ومن ثم إلى المحال التجارية.

ووصلت الحال بإحدى السيدات في سوق الخضروات بحي قنينص باللاذقية، لشراء ثلاث حبات بطاطا مع حبتي بندورة وخسة واحدة، لتدفع 12350 ليرة ثمن مشترياتها، في رابع أيام العام الجديد.

السيدة التي لم تصرح عن اسمها قالت لمراسلة عنب بلدي التي تصادف وجودها معها على “بسطة” خضروات واحدة، إن “العيشة مابقا تنطاق، جعنا وتعبنا ولسه بيخنقونا”، خاتمة حديثها بعبارة “حسبي الله ونعم الوكيل”، ثم تسير متجهة إلى الباب خارج السوق المخصص للخضار والفواكه.

إلى جانبها كان رجل يبدو من ملامحه أنه بنهاية عقده السادس، والذي جمع في كيس بلاستيكي حبتي بصل يابس، مع باقة بقدونس وحبتي تفاح ومثلهما من البطاطا، ليدفع 16000 ليرة، ويسرد معاناته هو الآخر.

الرجل متقاعد لا يمتلك غير راتبه ولا يستطيع العمل نظرًا لوضعه الصحي، وفي رده على سؤال إن كان أولاده يساعدونه، قال: “أولادي يا دوب يقدروا يأمنوا اللقمة لعائلاتهم، ما بيقصروا لو بيقدروا”، ثم يمضي بحال سبيله باتجاه الباب الخروج حاملًا معه كيسه الصغير.

خضروات في أحد المحال التجارية بمدينة اللاذقية – 6 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

أهل الريف أوفر حظًا

بينما يحقق عدد لا بأس به من سكان الأرياف اكتفاء ذاتيًا من الخضروات التي يزرعونها في الأراضي قرب منزلهم، فإن أهل المدينة لا يمتلكون مثل هذه الفرصة.

ويجمع الغالبية بأن ارتفاع سعر الخضروات في محافظة اللاذقية الزراعية، يعبر عن فشل كبير في إدارة المحافظة مع غياب الرقابة التموينية، الذي يبدو واضحًا من خلال تفاوت الأسعار وعدم تقيّد التجار بالتسعيرة الرسمية.

وبنشرتها الصادرة في 2 من كانون الثاني الحالي، حددت التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية أسعار الخضروات للمستهلك، ليبلغ ثمن كيلو البطاطا المالحة في نشرتها 5500 ليرة، والنوع الثاني منها 4400 ليرة، والبندورة 3500 ليرة، والبصل 4500 ليرة.

وحددت سعر كيلو الزهرة 5400 ليرة، والباذنجان 8000 ليرة، والملفوف 4500 ليرة، والسلق 2400 ليرة، والسبانخ 3300 ليرة، وربطة البقدونس 400 ليرة، والبصل الأخضر 5000 ليرة.

لكن معظم الباعة سواء داخل المدينة او بالأرياف لا يتقيدون بسعر نشرة التموين، حيث اشترت لينا (45 عامًا) في 3 من كانون الثاني الحالي، خمسة كيلوغرامات سبانخ بلغ سعر الكيلو الواحد 5000 ليرة.

وقالت إنها بالكاد نكّهت طبختها بقليل من الثوم دون أن تحلم حتى مجرد الحلم باستخدام اللحمة، التي تجاوز سعر الكيلو الواحد منها 160 ألف ليرة للعجل، و200 ألف ليرة للغنم.

وأضافت أن أقل طبخة تكلّف اليوم 50 ألف ليرة، أي ربع راتب موظف حكومي، لافتة إلى أنها لم تتخيل يومًا أن ترى بشراء رأسين من الزهرة حلمًا صعب المنال، وهي الطبق الجانبي الذي اعتادت العائلة على إعداده كنوع من المقبلات مع الوجبة الرئيسة.

ارتفاع جديد مرتقب

من المتوقع أن ترتفع أسعار الخضروات مجددًا، بعد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك برفع سعر المازوت الخاص بالمركبات إلى 11880 ليرة في 2 من كانون الثاني الحالي.

وقال رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية بمحافظة اللاذقية، رائد عجيب، إن القرار يشمل الشاحنات وسيارات “البيك آب” وغيرها، ويستثنى منه الجرارات الزراعية ووسائل النقل الجماعي داخل وخارج المدن.

وأضاف أن سعر الليتر كان عند بعض الآليات 2000 ليرة وأخرى بـ8000 ليرة، حيث تم توحيده ورفعه إلى 11880 ليرة.

الأمر السابق سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الخضار مرّة أخرى، كون القرار يستهدف السيارات التي تنقلها من أماكن الإنتاج إلى سوق “الهال”، ومن سوق “الهال” إلى محال الباعة، وبالتالي كلما زادت مسافة النقل كلما ازداد سعر الخضار، وهذا ما يفسر لماذا تكون بعض الأنواع أغلى في الريف مقارنة بالمدينة.

اقرأ أيضًا: غلاء الحليب المجفف يحرم الأطفال من غذائهم الأساسي باللاذقية

مقالات متعلقة

  1. لا حيلة لموظفي اللاذقية أمام غلاء الأسعار وغياب الحوالات
  2. غلاء الأسعار يخرج الخضار والبقوليات من حسابات أهالي اللاذقية
  3. أسعار الخضار ترتفع في درعا.. الأهالي يلجؤون للتقنين
  4. اللاذقية.. أسعار السلع تتفاوت دون رقابة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية