تصل رسالة استلام جرة الغاز إلى ريم، من سكان بلدة الطيبة في درعا، كل 75 يومًا، لتنتهي اسطوانة الغاز بغصون 13 يومًا في كثير من الأحيان، لكون نصف الاسطوانة معبأة بالمياه، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
ويشتكى أهالي من مدينة درعا من استلامهم لاسطوانات غاز منزلي ممتلئة بالمياه بعد أكثر من 70 يومًا على الانتظار، ونفاد الأسطوانات بعد 15 يومًا من الاستخدام.
وطالت الشكاوي العديد من المحافظات السورية منها السويداء، القنيطرة، طرطوس، وسط تبريرات حكومية متشابهة.
“نصفها ماء”
بدأت ريم بملاحظة ملء أسطوانة الغاز بالمياه، منذ نحو شهرين، إذ بدأ يسيل من أسطوانة الغاز بعد انتهائها كميات كبيرة من المياه.
وعند حديث زوجها المدرس أمام الكادر التعليمي للمدرسة، وجد أن الموجودين في الكادر يجدون اسطوانات الغاز التي تصلهم أيضًا مملوءة بالمياه.
وبلغت تكلفة تبديل جرة الغاز “المدعومة” 20 ألف ليرة سورية، وتكلفة اسطوانة الغاز غير المدعوم 80 ألف ليرة، بينما وصلت تكلفة اسطوانة الغاز الحر إلى 270 ألف ليرة سورية.
وتضطر ريم (39 عامًا) في الكثير من الأحيان إلى صنع المعجنات كالفطائر وغيرها، من خلال إحراق عيدان الشجر تحت الصاج للخبز، وذلك لتوفير كميات الغاز.
ونفى معتمد الغاز الذي تتعامل معه عائلة ريم وجود أي يد له بملء اسطوانات الغاز بالمياه.
وقال سمير، لعنب بلدي، وهو مواطن من حي الكاشف في مدينة درعا، إنه في الأشهر الأخيرة لاحظ عدة مرات خروج مياه من أسطوانة الغاز عند قيامه بتبديلها، وتقدم بشكوى بدوره للجهات المسؤولة، دون أن يلمس نتيجة.
شكاوى منذ أشهر
أحمد، معتمد غاز في حي السبيل، قال لعنب بلدي إن الشكاوى منذ شهر آب 2023 بدأت بالازدياد، ولا يمر يوم دون تسجيل شكوى جديدة، وتصل شكاوى للمعتمدين من مناطق توزيعها.
وأضاف أن المعتمدين لا علاقة لهم بتعبئة أسطوانات الغاز، فالاسطوانات تأتي مغلقة بإحكام ومعبأة من وحدة التعبئة المنزلية والصناعية.
وفي حال وقوع “غش” فهو من طرف وحدة التعبئة للتوفير والتجارة بالغاز.
ووجد المعتمد اسطوانة غاز مليئة بالمياه كان استبدلها لمنزله، وأرسل منذ نحو شهرين شكوى لمدير وحدة التعبئة، وكان الرد أن الوحدة ستعالج الأمر وتشدد على المراقبة بشكل أكبر، ولكن الحال بقي كما هو عليه، بحسب أحمد.
تبريرات حكومية متكررة
معاون مدير فرع محروقات بدرعا رئيس قسم الغاز، زياد الخطاب، قال لجريدة “الثورة“، في 20 من شباط، إن “أسباب تأخر وصول رسائل تعبئة الغاز يعود إلى نقص مخصصات المحافظة الواردة من المادة السائلة، وعدم توفر العدد الكافي من صهاريج النقل وكثرة أعطالها”.
ولم تكن مدينة درعا وحدها من اشتكى أهاليها بل سبقتها شكاوي عديدة لمختلف المحافظات السورية، وقالت صحيفة “الوطن” السورية، إن شكاوى عديدة وصلت للصحيفة من مدينة السويداء، في 18 من كانون الثاني الماضي، حول وقوع عمليات “غش” في أثناء تعبئة أسطوانات الغاز المنزلية.
وأضافت الصحيفة أن مصدرًا مسؤول في شركة المحروقات في السويداء، قال إن الشركة غير مسؤولة عن عدد أيام خدمة أسطوانة الغاز لدى الأهالي، لعدم معرفة كيفية استعمالها، وتنحصر مسؤولية الشركة في وضع الاسطوانات فنيًا ووزنها النظامي قبل خروجها من الشركة.
وعلى المواطن الذي لديه مشكلة فنية بالاسطوانة التي استلمها أو شك بوجود مياه ضمنها مراجعة الشركة وعدم تفريغها، ليتم فحصها والتأكد من أي معتمد أو الجهة التي استلمها منها، بحسب المسؤول.