خفض مصرف سوريا المركزي قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية في نشرة “الحوالات والصرافة” الصادرة عنه اليوم، الخميس 29 من شباط.
وحدد المصرف سعر صرف الدولار بـ13500 ليرة سورية للدولار الأمريكي، وسعر صرف اليورو بـ14625 ليرة سورية.
تختص نشرة “الحوالات والصرافة” بالتصريف النقدي، وشراء الحوالات الخارجية التجارية وجزء من الحوالات الواردة إلى الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين، بما فيها الحوالات الواردة عن طريق شبكات التحويل العالمية، وأي شركة لديها حسابات بالقطع الأجنبي، بالإضافة إلى استفادة الأشخاص الملزمين بتصريف الـ100 دولار أمريكي منها عند دخولهم إلى سوريا عبر المعابر الرسمية.
يأتي رفع سعر العملات الأجنبية أمام الليرة في وقت تشهد فيه قيمة الليرة في السوق “السوداء” استقرار نسبي، إذ يبلغ سعر مبيع الدولار 14450 ليرة وسعر شرائه 14250 ليرة.
بينما يصل سعر مبيع اليورو الأوروبي إلى 15650 ليرة سورية، وسعر شرائه إلى 15428 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
وخلال السنوات الماضية، لجأ النظام السوري إلى لإقرار عدة أرقام لسعر صرف الدولار في سوريا، لجملة أسباب، أبرزها الاستفادة من الفروق بين الأسعار التي يفرضها والأرقام الواقعية لقيمة الليرة السورية أمام الدولار في السوق “الموازية”.
ومنذ مطلع العام الماضي، اتخذ مصرف سوريا المركزي عددًا من القرارات، مبررًا ذلك بأنه “خطوة باتجاه تقليص عدد نشرات أسعار الصرف الصادرة عنه، ضمن سعيه لتوحيدها”.
اقرأ أيضًا: توحيد أسعار الصرف.. سياسة “دولار أكثر” لملء خزينة النظام
تدهور بنسبة 113.5% خلال 2023
خلال عام 2023، تراجعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة وصلت إلى 113.5% على أساس سنوي، إذ شهدت الأشهر الستة الأخيرة من السنة تغيرات كبيرة على قيمة الليرة.
ويعد انخفاض الليرة أمام الدولار عام 2023، الأكبر الذي يتم تسجيله في تاريخها.
تدهور الليرة بنسبة 113.5% خلال عام واحد، ترك أثره الواضح على معيشة المقيمين في سوريا بالمناطق التي تعتمد الليرة كعملة أساسية، لما رافقه من ارتفاع أسعار شبه يومي طال جميع السلع والمواد الأساسية.
بينما انخفضت قيمة الليرة السورية على صعيد النشرات الرسمية التي يصدرها مصرف سوريا المركزي بنسبة تقارب 180.8%، وذلك خلال عام 2023.
ويرتبط سعر الصرف في ظل المعطيات الحالية في سوريا بعدة عوامل اقتصادية مجتمعة تؤدي إلى انخفاض قيمة الليرة، منها ضعف الإنتاج، ونمو الناتج المحلي سلبًا، والاعتماد على الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى العجز الكبير في الميزان التجاري، وميزان المدفوعات، والموازنة العامة للدولة، فضلًا عن هروب الاستثمارات الأجنبية، ووجود سوق “سوداء” واسعة لتصريف العملة عبرها.
اقرأ أيضًا: صمت رسمي عقب تدهور متسارع لليرة السورية.. ما التفسير والتوقعات