يتواصل عرض مسلسل “كسر عضم” في جزئه الثاني (السراديب) خلال الموسم الدرامي الحالي بإيقاع أقل حماسة، وانحسار في حضور العمل لا على خريطة العرض بل بالتأثير.
العمل الذي عُرض جزؤه الأول في رمضان الماضي، يعود بصورة مختلفة عن تلك التي تركها سابقًا، فالقدرة على النفاذ للجمهور منذ الحلقات الأولى لم تحصل هذه المرة، خلافًا لما جرى عند عرض الجزء الأول.
في الموسم الحالي تبدو الحكاية أقل تأثيرًا، وتحديدًا بعد شطب كثير من الخطوط الدرامية للجزء السابق، دون بدائل أفضل، فالشطب تبعه استبعاد بعض نجوم العمل دون تقديم حضور موازٍ على مستوى الممثلين.
لا يوحي العمل بقصة ناضجة، ويغيب الترابط عن الأحداث بالمجمل، إلى جانب عدم الاستثمار بحضور شخصيات يمكنها أن تحدث فارقًا، فـ”أبو مريم”، أحد أبرز أبطال الجزء الأول، تأخر ظهوره في العمل، كما بدا هذا الحضور مؤطرًا ومحدودًا، على الأقل خلال الحلقات العشر الأولى.
في “السراديب” ضابط برتبة عالية يحاول التخلص من بعض الشخصيات دون توضيح أسباب دقيقة أكثر من امتلاكها ملفات تهدد شخصيات نافذة، ودون رسم ملامح توضح بدقة موقع كل شخص في العمل، وحجم سلطانه.
وتتلخص القضية حاليًا بأن مسؤولين كبارًا قرروا تعيين العميد كنعان الصايغ لإدارة أحد الأجهزة الأمنية، طمعًا بتخليصهم من منافسين أو شخصيات تهدد سلامهم أو سمعتهم.
رغم محاولة العمل رفع سقف الجرأة والنقد، والإضاءة على معاناة الناس ووضع الإصبع على الجرح، فإن هذه المحاولات جاءت لفظية في حوار غير متماسك أو مقنع في كثير من الأحيان، إلى جانب تحميل مسؤولية قضايا ذات حجم وتأثير لشخصيات عديمة الوزن، فالتحكم بالمساعدات لا يتوقف مثلًا على “البارون”، بمعزل عن مشغليه.
كما أن سعر صرف الدولار لا يقاس بمعزل عن قيمة الليرة المتدهورة، ومستوى الأجور للموظفين، وانتقاد الواقع المعيشي وغياب الخدمات لا يحصل دون الإشارة إلى مسببي المشكلات وعلّة حدوثها، حتى لا يتحول الانتقاد إلى تذمر أو تململ.
ومقارنة بتفاعل الشارع مع الأعمال الدرامية قيد العرض حاليًا، لا يبدو مكان “السراديب” واضحًا، بعد صدارة سابقة لم يتمكن العمل من الحفاظ عليها في الجزء الثاني.
بعد استبدال كاتب ومخرجة الموسم الأول، يتابع “السراديب” مع المخرج كنان إسكندراني، والعمل من تأليف رفعت الخطيب وهلال الأحمد.
بطولة العمل لرشيد عساف، وفايز قزق، وكرم الشعراني، وأحمد الأحمد، ومحمد حداقي، وإيهاب شعبان، ويزن السيد.
–