بعد حلب.. تأسيس جامعة في إدلب المحررة من النظام

  • 2016/04/17
  • 5:06 ص

الحال التي يعيشها قطاع التعليم في المرحلة ما قبل الجامعية، ينسحب على التعليم العالي، لجهة تنوع المؤسسات العلمية ومرجعياتها وغياب جسم إداري واحد يجمع الكليات والهيئات التعليمية في المناطق المحررة رغم وجود وزارة للتعليم في الحكومة السورية المؤقتة.

ففي مدينة حلب جامعة تتبع للحكومة السورية المؤقتة، وبجوارها في مدينة إدلب إدارة للتعليم العالي يتفرع عنها عدد من الكيات والمعاهد في المدينة، لكن الطرفين لا يلتقيان في أي مشروع بينهما، ولا يشتركان في تعاون قد يصب في صالح العملية التعليمية لاعتبارات عديدة، منها “استئثار جامعة حلب التابعة للحكومة المؤقتة بقرار التعليم، واعتبار نفسها هي صاحبة القرار الأول والأخير” كما يقول أحد كوادر جامعة إدلب لعنب بلدي، لكن وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة عماد برق، يؤكد على أن الطرفين يتبادلان الكوادر التعليمية في إشارة منه على نوع من التعاون بين الجامعتين.

ويقول عميد كلية الطب البيطري في إدارة التعليم العالي بإدلب، جمعة عمر، “تأكدنا أن الحكومة المؤقتة تسير في مشروعها الخاص للتعليم العالي ولا تريد أن تشارك أحدًا في رؤيتها وأيديولوجيتها للتعليم العالي”، مشيرًا إلى أنه التقى وزير التعليم العالي لبحث نقاط من أجل التعاون، لكن الاجتماع “لم يثمر حتى بتشكيل لجنة لوضع هذه النقاط من أجل العمل عليها في مرحلة مقبلة”.

عميد كلية الطب البيطري في جامعة إدلب، جمعة عمر، عنب بلدي.

يعتقد عمر أن الحكومة المؤقتة تنظر إلى نفسها على أنها هي “صاحبة الحق” في قيادة التعليم العالي، من خلال جامعة حلب في المناطق المحررة، والتي تتوزع كلياتها بمختلف المناطق في سوريا، من درعا حتى حلب، ولا يتجاوز عدد طلابها عدد الطلاب في المعهد الطبي في جامعة إدلب، “على الرغم من أن إدارة التعليم العالي في إدلب هي إدارة مستقلة ولا يتدخل جيش الفتح نهائيًا في عملها، ما عدا العلاقة الإدارية مع إدارة المدينة، إلا أن الإخوة في الحكومة المؤقتة ينظرون إلى جامعة إدلب على أنها جامعة عسكرية وليست مدنية”.

لكن وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، ينفي أن تكون رؤية الوزارة لجامعة إدلب بهذا الشكل، ويؤكد على ضرورة التعاون والاندماج لما فيه مصلحة العملية التعليمية، ولفت إلى ضرورة أن تكون جامعة إدلب فرعًا من جامعة حلب كما كانت من قبل، نظرًا لصعوبات ربما قد تواجهها في حال قررت الاستقلالية لجهة الاعتمادية.

يوجد حاليًا في المناطق المحررة مؤسستان للتعليم العالي، الأولى هي إدارة للتعليم العالي في إدلب، وتتركز جميع كلياتها ضمن المدينة، ويبلغ عدد طلابها نحو خمسة آلاف طالب وطالبة بمختلف الاختصاصات وهي تتبع لإدارة مدينة إدلب، والثانية: جامعة حلب في المناطق المحررة ومقرها دارة عزة وتتوزع كلياتها من الشمال إلى الجنوب السوري ويبلغ عدد طلابها نحو (500) طالب وطالبة وهي تتبع للحكومة المؤقتة، وفق عمر.

جامعة إدلب ترفض الدعم “المشروط”

تتسم البنية التحتية اللازمة لإطلاق مؤسسات التعليم العالي في المناطق المحررة بالجودة، ويتميز هذا القطاع رغم حداثة عهده، بتوفر الكوادر ورغبتها بتأسيس جامعات ومعاهد تخرّج كوادر تعليمية تساعد في نهضة التعليم ما دون المرحلة الجامعية.

يقول الدكتور عمر إن مرحلة التعليم الجامعي تحتاج إلى إمكانيات مختلفة عن تلك التي يتطلبها التعليم ما قبل الجامعي، مركزًا على عنصرين: المعلم الأكاديمي، والأبنية ومستلزاماتها. ويضيف الدكتور “العنصر البشري (الدكتور الأكاديمي) كان متوفرًا قبل تحرير مدينة إدلب بشكل قليل، وبعد تحرير المدينة فضّل عدد من الأكاديميين ممن كانوا يعملون في كليات إدلب البقاء في كلياتهم والمحافظة على وثائق الطلبة، وهذا ما شكل نواة العمل لانطلاق جامعة إدلب، حيث توفرت الأبنية التي كانت سابقًا كليات في المدينة، وكذلك أعضاء الهيئة التدريسية من حملة شهادة الدكتوراه”.

خلق تحرير مدينة إدلب حافزًا لدى العديد من المتخصصين والأساتذة الجامعيين من حملة شهادة الدكتوراه لترك عملهم في الجامعات السورية المختلفة والالتحاق بجامعة إدلب، ولاقت الجامعة إقبالًا كبيرًا، “نعتبر أن تسجيل نحو خمسة آلاف طالب في كليات جامعة إدلب هو رقم جيد إلا أننا نتطلع إلى استيعاب جميع أبنائنا الطلبة لما لهذا الموضوع من أهمية”.

وينتظر العديد من الطلبة انقضاء العام الأول في جامعة إدلب حتى يتمكنوا من تقييم التجربة، وذلك بسبب كثرة التجارب الفاشلة التي مروا بها، سواء مع الجامعات الخاصة أو التي أنشأتها قوى الثورة المختلفة في الخارج. ويرى الدكتور عمر “أن العقبة الرئيسية أمام التحاق الطالب بالجامعة هو العبء المالي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وغياب أي دعم لمشاريع التعليم العالي”، مشيرًا إلى أن الدعم الذي تم تقديمه لبعض الجهات في التعليم العالي كان “دعمًا سياسيًا”، وهو دعم ترفضه جامعة إدلب حفاظًا على مكانتها واحترامًا لكون التعليم العالي “عامل تجميع وليس تفرقة”، وأن صراع الأيديولوجيات لا يجب أن يجد مكانًا له في التعليم العالي، على حد قول الدكتور.

الجامعة تسعى لتأسيس مديرية للمطبوعات

وضعت إدارة جامعة إدلب لنفسها عددًا من الثوابت منذ تأسيسها، يؤكد عليها جمعة بقوله “لا يجوز أن تكون الجامعة وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، والخطط والمناهج لا علاقة لها بالنظام المجرم، إذ إن الخطط المعتمدة في الجامعات السورية وضعت من قبل لجان مختصة، ولذلك يجب اختيار الأنسب من بين هذه الخطط وتطبيقها في جامعة إدلب، وعدم قبول الدعم المالي المشروط وقبول فقط التبرعات والهبات التي تكون غير مشروطة ولا ترتبط بجهات سياسية”.

واعتبر عمر أن “الطالب هو محور العملية التعليمية ويكون عمل الجامعة واستمراريتها مرتبطًا بالطالب، ولذلك تم اختيار أن يدفع الطالب الأقساط حتى تكون الجامعة مستقلة تمامًا عن أي نوع من الضغوط”، مشيرًا إلى أنه يتم العمل حاليًا على تأسيس مديرية للمطبوعات حتى يتم تأمين الكتب الجامعية وبأسعار مناسبة.

تابع قراءة الملف الموسع: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

إدلب وحلب.. النصيب الأكبر من المدارس المدمرة.

النظام يشتري الأسلحة برواتب المعلمين في حلب.

الإدارة الذاتية و”تكريد” التعليم.

إدارة وتشغيل أول جامعة في حلب بعد الثورة.

بعد حلب.. تأسيس جامعة في إدلب.

السعودية تموّل برنامج “لأتعلم” بـ 17 مليون دولار.

بسبب الدمار.. تحويل البيوت في حمص إلى مدارس.

ثلاث مرجعيات تتحكم بالعملية التعليمية في إدلب.

النظام والمعارضة يتقاسمان المدارس والطلاب في حماة.

غوطتا دمشق.. القصف والجوع يُفقدان التلاميذ تركيزهم.

نقص “شديد” في توفر الكتاب المدرسي في درعا ووزارة التربية المؤقتة تنفي.

توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة.

خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل “أسود” للتعليم في المناطق المحررة.

لقراءة الملف كاملًا: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

 

مقالات متعلقة

  1. الحكومة المؤقتة تسعى لتشكيل مجلسٍ للتعليم العالي في سوريا "المحررة"
  2. خلافات بين جامعتي إدلب وحلب حول تشكيل مجلسٍ للتعليم العالي
  3. خلاف بين جامعتي إدلب وحلب حول تشكيل مجلسٍ للتعليم العالي
  4. جامعات شمال سوريا تتوافق للعمل تحت كنف الحكومة المؤقتة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات