توقعات بانتعاش قطاع الدواجن في سوريا

  • 2025/05/11
  • 4:08 م
دجاج داخل مدجنة في ريف حمص الغربي 29 نيسان - 2025 (عنب بلدي / زينب ضوا)

دجاج داخل مدجنة في ريف حمص الغربي 29 نيسان - 2025 (عنب بلدي / زينب ضوا)

عنب بلدي – زينب ضوا

واجه مربو الدواجن على مدار 14 عامًا في سوريا صعوبات متعددة، سببت إغلاق عدد من المداجن وإحجام المربين عن العمل، لكن هذا القطاع يأمل باستعادة عافيته بعد سنوات من الركود.

وتكمن أهمية القطاع في رفد احتياجات السوق بالبيض واللحوم، وتوفيره فرص العمل في المداجن إضافة إلى الارتباط مع أنشطة صناعية أخرى كإنتاج الأعلاف والأدوية البيطرية والتجهيزات.

ويتوقع الخبراء في تربية الدجاج التحسن في القطاع جراء انخفاض تكاليف المواد الأولية، وتوفر المحروقات وإلغاء الكثير من قيود الاستيراد والتصدير، ما انعكس بانخفاض سعر كيلو الفروج، إذ وصل في أرض المدجنة إلى 16000 ليرة سورية في حين سجل في السوق 25000 ليرة.

صعوبات واجهت المربين

خالد العيسى، صاحب مدجنة في منطقة الكسوة بريف دمشق، قال لعنب بلدي، إن المربين يعانون من ارتفاع مستلزمات الإنتاج من الأعلاف والأدوية وغيرها والتي كانت معظمها مستوردة من الخارج، وكان سعر الفروج مرتبطًا بسعر الصرف بشكل مباشر، في حين برزت المعاناة عند مربي الدواجن في تأمين التدفئة، بسبب شح مادة المازوت وارتفاع سعرها بشكل كبير في السوق السوداء.

العديد من المربين توقفوا عن هذه المهنة نتيجة ظروف الحرب وتداعياتها، وهو ما أدى إلى خروج عدد “كبير” منهم من دورة الإنتاج، هذا ما قاله حيدر علي، الذي يملك مدجنة في ريف حمص الغربي.

وعانى حيدر علي، قبل سقوط النظام السابق، من تقلبات السوق، وعدم اعتماد منهجية واضحة لأسعار العلف والصوص والدواء، ما جعل المربين يعزفون عن مهنتهم جراء الخسائر المتزايدة.

تربية الدواجن تنقسم إلى العديد من الأقسام، منها اللاحم ومنها لإنتاج البيض، وعانت هذه المهنة “الويلات”، بحسب تعبير حيدر علي، بسبب الكثير من الأمور الأساسية، أولها تعب المربي بتأمين المستلزمات الأساسية للتربية، من بناء بمساحة واسعة تدخله الشمس بشكل منتظم مع تأمين كهرباء وماء نظيف ومعالف ومشارب كبيرة وصغيرة، وكل ذلك يترتب عليه تكاليف مادية باهظة الثمن.

وأشار إلى أن المربي يضع “نشارة الخشب” كي تبقى الصيصان في درجة حرارة جيدة مناسبة، وهناك صعوبة متعلقة بتأمين الدواء ومتابعة يومية لواقع الطعام والشراب والأعلاف.

بعض الأعلاف يمكن أن تسبب النفوق بسبب سوء تخزين المواد الأولية، ولذلك يبقى المربي متيقظًا لأي طارئ يعترض رزقه، حتى ينضج الدجاج ويصبح جاهزًا للبيع.

كما عانى المربون من سرقة وزن الدجاج خلال عمليات النقل إلى المسالخ، ومحاولة النصب والاحتيال من خلال كسر سعر الفروج عند العرض، بحسب ما أوضحه حيدر علي.

تفاؤل

علي العيسى، يعمل في تربية الدواجن بمحافظة درعا، عبر لعنب بلدي عن تفاؤله بمستقبل القطاع، مؤكدًا أن المربين بدؤوا يحققون أرباحًا مع انخفاض التكاليف وانتعاش التسويق.

وبينما كان المربي محمد الأحمد يملك أربع مداجن في محافظة طرطوس، أغلقها لأن خسارته أكبر من ربحه، عاد اليوم لافتتاح مدجنتين منها.

مدير المؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هشام، قال لعنب بلدي، إن مربي الفروج ومنتجي البيض كانوا يعانون خسائر بسبب وفرة المادة وانخفاض الاستهلاك للمواطن، إضافة إلى غلاء الأعلاف والأدوية، فضلًا عن عدم جودتها وفرض الإتاوات من قبل الحواجز العسكرية على التجار ونقل المنتجات بين المحافظات.

وأتت معظم الأضرار بسبب القوانين والأنظمة التي كان يفرضها النظام السابق، من رفع القيمة الجمركية وفرق سعر الصرف لليرة السورية مقابل الدولار، بحسب فاضل حاج هشام.

وكان عدد من التجار يحتكرون مادة العلف ليستطيعوا التحكم بأسعارها في الأسواق، كما أن صعوبة تأمين الدواء الفعال، وارتفاع أسعار الدواء المستورد، وغياب أطباء بيطريين مشرفين على عمل المداجن، واعتماد المربي على خبرته الضيقة، والخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بأصحاب المداجن، أجبرتهم على إيقاف عمل مداجنهم حتى إشعار آخر.

وبحسب ما ذكره المدير الأسبق لمؤسسة الدواجن، سراج خضر، لصحيفة “الحرية”، فإن قطاع الدواجن لا يزال يعاني من العشوائية، وهو بحاجة للتنظيم والرقابة من قبل جهة حكومية، مثل اتحاد الغرف الزراعية ولجنة مربي الدواجن.

يمتلك قطاع الدواجن استثمارات كبيرة وبنية تحتية ضخمة، ولكنه بحاجة لفتح باب التصدير لإدخال القطع الأجنبي، بحسب سراج خضر، مضيفًا أن عودة سوريا كدولة منتجة للدواجن ترتبط بالتسهيلات المقدمة للقطاع وتوفير بيئة إيجابية وسياسة داعمة، كما يجب أن تكون هناك منافسة بين التجار تصب في مصلحة المستهلك.

تسهيلات حكومية

أوضح مدير المؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هشام، لعنب بلدي، أن سوق الدجاج يعد جيدًا مقارنة بالعام الماضي، وسيجري تنظيم السوق وفتح مجال للتصدير، وقد طُرح قسم جيد من المداجن (المملوكة للمؤسسة) للاستثمار، وسط دراسة لطرح ما تبقى، بينما ستحتفظ المؤسسة ببعض المنشآت لتطوير صناعة الفروج.

وأوضح مدير المؤسسة أنه يجري العمل على إيجاد أسواق خارجية وفرض رسوم على دخول الفروج المجمد.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية