خطة حكومية لمواجهته.. الجفاف يسبب خسائر لمزارعي إدلب

  • 2025/05/04
  • 6:14 م
قلة الأمطار تسبب خسائر مالية لمزارعي إدلب - 25 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)

قلة الأمطار تسبب خسائر مالية لمزارعي إدلب - 25 نيسان 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)

إدلب – سماح علوش

عقب تحريرها من قوات الأسد المخلوع، زرع محمد القاسم أرضه الواقعة على أطراف مدينة سراقب شرقي إدلب بالقمح والشعير، فكان أمله أن يحقق من محصولها أرباحًا تعوضه عن خسائره طيلة سنوات النزوح، ويعيد إصلاح منزله المدمر.

حسابات المزارع لم تُصب، بل تكبد خسائر بلغت 800 دولار أمريكي، بين حراثة الأرض وتكاليف البذار والأسمدة، وبعد زيارته الأخيرة لتفقد أرضه، وجد محصولها لا يصلح سوى علف للحيوانات رغم غزارة الأمطار الأخيرة.

رغم أن المزارعين العائدين إلى أراضيهم الزراعية استبشروا خيرًا بالأمطار التي هطلت خلال نيسان في محافظة إدلب، فإن الجفاف وعدم تشبع الجذور بالمياه في فترة “مربعانية الشتاء”، كان كفيلًا بتلف معظمها، ما تسبب بخسائر لهم.

إنتاج منخفض

عبيدة عكوش، الذي زرع أرضه في قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، قال إن إنتاج المحاصيل لهذا العام منخفض مقارنة بالأعوام السابقة.

زرع عبيدة قسمًا من أرضه بعلًا بالشعير والعدس، إلا أن المحصول تلف بشكل كلي، والقسم الآخر زرعه مرويًا (بحكم وجود بئر ارتوازية للماء فيها) بالفول وحبة البركة والفاصولياء، لكن الأخيرة باعتبارها من النباتات المتسلقة، أيضًا تعرضت للتلف بسبب الرياح القوية التي رافقت الأمطار في نيسان الماضي.

ما تبقى من إنتاج أرضه، يعد أقل من المعتاد وليس بالمستوى المطلوب، لعدم تشبعه بمياه الأمطار التي يعتمد عليها المزارعون إلى جانب وسائل الري الأخرى، وفق ما قاله عبيدة لعنب بلدي.

“البعلية” أكثر تضررًا

المهندسة الزراعية فريدة درويش قالت لعنب بلدي، إن المحاصيل البعلية وفي مقدمتها القمح والشعير والعدس، تأثرت بشكل كبير بسبب تراجع معدلات الهطول، وقدّرت انخفاض المردود بنسبة تتراوح بين 40  و60% في بعض المناطق بمحافظة إدلب، ما تسبب بزيادة ملوحة التربة وجفافها، ونقص الكائنات الدقيقة التي تساعد على خصوبة التربة.

المهندسة العاملة سابقًا في مديرية الزراعة بحماة، وإرشادية كفرزيتا، ذكرت أن قلة الأمطار تسببت بتراجع الثروة الحيوانية، بسبب انخفاض جودة المراعي الطبيعية، وندرة الأعلاف، الأمر الذي سينعكس سلبًا على مربي المواشي وبالتالي ارتفاع أسعارها، وفق درويش.

أما بالنسبة للمحاصيل العطرية كالكمون والحبة السوداء والكزبرة واليانسون، فهي أقل ضررًا من الحبوب، لأنها تزرع مروية وتحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وفق المهندسة.

نصائح للمزارعين

وجهت المهندسة بعض النصائح للمزارعين، كفحص التربة قبل الزراعة والتأكد من خلوها من الأمراض، واستخدام أنواع جيدة من البذار وشرائها من مؤسسات الدولة لإكثار البذار، كتلك المقاومة للصقيع والجفاف والأمراض، وعدم شرائها بشكل عشوائي من التجار.

ودعت إلى مراقبة التقلبات المناخية والاستعانة بوسائل ري بديلة في حال كانت الهطولات المطرية أدنى من معدلاتها، كي لا يضطر المزارع لخسارة كامل المحصول، وتدارك الوضع نوعًا ما.

ومن الحلول التي اقترحتها درويش، دعم المزارع ماليًا، وتعويضه في حال حدوث أي خسائر، وتسهيل القروض الزراعية، ودعم المنظمات الدولية لتمويل حالات الطوارئ وتدريب المزارعين والمهندسين للتعامل مع الأزمات.

كما نوهت إلى أهمية إعادة تفعيل الوحدات الإرشادية الزراعية في أرياف المحافظة، لأن المهندس الزراعي العامل فيها على احتكاك وتواصل مباشر مع المزارع في الميدان، ويتلقى منها الأخبار الزراعية، ويرصد التقلبات المناخية، ويكون على دراية بكيفية التعامل مع الأزمات التي تعترضه، فالوحدات هي حلقة الوصل بين الطرفين.

ست خطوات من مديرية الزراعة

أكد مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في إدلب، مصطفى موحد، لعنب بلدي، أنه سيتم إعادة تفعيل الوحدات الإرشادية، ومؤسسات إكثار البذار في أرياف المحافظة.

وعن خطط المديرية لمواجهة آثار الجفاف، قال موحد إنها ستكون على النحو التالي:

  • ندوات ونشرات إرشادية من أجل التوعية لمواجهة الصقيع والجفاف والآفات.
  • مكافحة الآفات الاقتصادية مثل السونة وجادوب الصنوبر والجراد و”النطاطات”.
  • التوصية باختيار أصناف بذار ملائمة للمنطقة بالتعاون مع مديرية البحوث.
  • التعاون مع مديرية البحوث من أجل دراسة تعديل مواعيد زراعة بعض الأصناف وإيقاف أو الاستمرار بزراعة بعض الأصناف وفق التغيرات المناخية.
  • منع التعدي على الأشجار الحرجية.
  • صيانة قنوات الري.

مقالات متعلقة

  1. الجفاف يضرب المحاصيل ويلحق خسائر بمزارعي الحسكة
  2. إدلب.. مزارعون يخسرون محاصيل غمرتها المياه
  3. منع استيراد منتجات صيفية يمنع خسارة المزارعين في إدلب
  4. عوامل تجارية ومناخية تهدد مزارعي الكرز والمحلب في إدلب

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية