ريف رأس العين بلا كهرباء.. الشركة لا تلتزم بالعقد

  • 2025/05/27
  • 11:45 ص
يعاني سكان ريف رأس العين من انقطاع كامل للتيار الكهربائي - 12 أيار 2025 (عنب بلدي)

يعاني سكان ريف رأس العين من انقطاع كامل للتيار الكهربائي - 12 أيار 2025 (عنب بلدي)

منذ خمس سنوات، يعاني سكان ريف رأس العين شمال غربي الحسكة من انقطاع كامل للتيار الكهربائي، ما دفعهم للاعتماد بشكل شبه كلي على منظومات الطاقة الشمسية.

ورغم تكلفتها المرتفعة، فإن هذه المنظومات لا تفي بالاحتياجات اليومية للسكان، ومع وجود شركة “AK Energy” التي تتولى إدارة قطاع الكهرباء في المنطقة، بقيت القرى خارج مركز المدينة بلا كهرباء.

الطاقة الشمسية لا تلبي الحاجة

تعتمد معظم العائلات في ريف رأس العين الذي يتكون من 300 قرية على منظومات طاقة شمسية مرتفعة الكلفة، إذ تبدأ أسعارها من 650 دولارًا أمريكيًا، لكنها لا توفر تغذية مستقرة، وتتأثر بشكل متكرر بالحرارة والغبار والغيوم.

لم يرَ الأربعيني مراد العدنان من قرية المناجير شرقي رأس العين الكهرباء في قريته منذ خمس سنوات، رغم مطالب الأهالي المتكررة بإعادة التيار وتحسين الخدمات.

اضطر مراد إلى تركيب منظومة طاقة شمسية بتكلفة 1100 دولار أمريكي، لكنها لم تكن فعالة كما توقع، ففي الشتاء، لا تُشحن البطاريات بشكل كافٍ، وفي الصيف تتوقف المنظومة عن العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة والغبار.

في نهاية عام 2024، قدّم أهالي قرية المناجير معروضًا إلى شركة الكهرباء، طالبوا فيه بإيصال التيار إلى قريتهم والقرى المجاورة، لكن الرد جاء بأن المنطقة ليست ضمن خطط الشركة الحالية، بسبب بعدها عن مركز المدينة.

ويرى مراد أن الشركة تفتقر إلى الشفافية والصدق في العمل، مؤكدًا أنها لم تلتزم بأي وعود سابقة، داعيًا الجهات المعنية إلى استبدالها بشركة قادرة على تقديم حلول واقعية للقرى المحرومة من الكهرباء.

منظومات الطاقة الشمسية لا تلبي الاحتياجات اليومية للسكان في ريف رأس العين – 12 أيار 2025 (عنب بلدي)

بدوره، قال عمر سلمان من قرية حروبي غربي رأس العين لعنب بلدي، إن الكهرباء غائبة عن قريته منذ خمس سنوات، رغم دخول الشركة إلى المنطقة ووجود عقد يلزمها بتوفير الكهرباء للمدينة والريف.

وأوضح أن انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير على حياة سكان القرية، حيث تسبب بانقطاع خدمة الإنترنت وصعوبة تشغيل مولدات ضخ المياه إلى الخزانات.

وأضاف أن الطاقة الشمسية التي يعتمدون عليها غير كافية لتلبية احتياجاتهم، خصوصًا في الليل، حيث تفرغ البطاريات غالبًا.

وطالب عمر سلمان بضرورة إيجاد حل عاجل مع شركة الكهرباء في رأس العين، حيث أصبح الوضع صعبًا والطاقة الشمسية غير كافية، ما يستدعي إجبار الشركة على الوفاء بوعودها وتزويد قريته بالكهرباء.

وأدى انقطاع الكهرباء إلى ازدياد حالات السرقة ليلًا في المناطق الريفية، حيث استهدفت السرقات المواشي والآلات الزراعية، إضافة إلى منظومات الطاقة الشمسية المخصصة لري الأراضي، ما ضاعف من خسائر المزارعين وأثار حالة من القلق بين السكان.

وتوقفت معظم المستوصفات الطبية في القرى بسبب انقطاع الكهرباء، ما عاق تشغيل الأجهزة الطبية وتوفير الأدوية، وزاد من معاناة المرضى وفرض عليهم السفر لمركز المدينة.

دعاوى قانونية ضد الشركة

المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن شركة الكهرباء تعمل على إيصال التيار الكهربائي، لكن بوتيرة بطيئة جدًا، ما يُعد مخالفًا للعقد الموقع معها، والذي ينص على تغذية المدينة والريف خلال عام واحد فقط من دخولها المنطقة (دخلت عام 2021).

وأضاف ملكي أن مدينة رأس العين انتظرت أكثر من عام ونصف لوصول الكهرباء، بينما بدأ إيصال التيار إلى الريف منذ نحو عام فقط، حيث تم تغذية نحو 14 قرية، من بينها بلدة تل حلف القريبة من مركز المدينة.

وأشار إلى أن المجلس المحلي على تواصل دائم مع الشركة، مؤكدًا وجود عدة دعاوى قانونية مرفوعة ضد شركة الكهرباء، من بينها دعوى تُطالب بتسريع إيصال الكهرباء إلى الريف.

وخفضت شركة الكهرباء خلال الأشهر الثلاثة الماضية كمية الشحنة الممنوحة مقابل كل 100 ليرة تركية، من 25 كيلوواطًا إلى 21 كيلو بشكل تدريجي، ما أثار تذمر الأهالي ودفع بعضهم إلى إلغاء اشتراكاتهم.

“بنية تحتية متهالكة”

مصدر مسؤول في الشركة (طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام) قال لعنب بلدي، إن التأخير في إيصال الكهرباء إلى الريف يعود إلى تهالك البنية التحتية وغياب التوصيلات الأساسية، وهو ما شكّل عائقًا كبيرًا أمام تقدم العمل.

وأوضح أن الريف يفتقر بشكل شبه تام إلى الأعمدة والمحولات وكوابل التوتر العالي والمتوسط، بسبب الإهمال خلال فترات حكم النظام السابق و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بالإضافة إلى تعرض الشبكة لعمليات سرقة متكررة.

وأضاف المصدر أن الشركة بدأت العمل فعليًا في الريف الغربي، وتم إيصال الكهرباء إلى نحو 14 قرية، من بينها بلدة تل حلف، كما تم فتح باب التسجيل على الكهرباء في قرية علوك شرقي رأس العين، على أن تستكمل عملية التوصيل لباقي القرى تدريجيًا.

وذكر أن من حق الأهالي المطالبة بالخدمة، لكن الشركة لا تمتلك الإمكانيات الكافية للعمل بسرعة، ويُقدَّر أن قطاع الكهرباء في رأس العين بحاجة إلى نحو 2.3 مليون دولار لإعادة تأهيله بنسبة 65%.

أُسست شركة “AK Energy” في ولاية كلّس التركية، وتعود ملكيتها للسوري إبراهيم خليل وثلاثة أشخاص أتراك، وبدأت الشركة أعمالها بأرياف حلب في 1 من حزيران 2017، وحصلت على الترخيص رقم “9123455” من غرفة الصناعة والتجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.

ووقعت الشركة أول عقودها مع المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض في آذار 2021، ويتضمن وصول التيار الكهربائي إلى مدينة رأس العين وريفها، وفق حديث لعنب بلدي مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين سابقًا، مرعي اليوسف.

وينص عقد الشركة مع المجلس المحلي على تغذية المدينة والريف خلال عام فقط، لكن الشركة تخلفت عن العقد المبرم حيث استغرق إيصال الكهرباء إلى مدينة رأس العين بشكل كامل أكثر من عامين.

وكان من أبرز بنود العقد، صيانة البنية التحتية للكهرباء في المدينة والريف، لكن لم تستبدل البنية التحتية للكهرباء، وجرى توصيلها بشكل عشوائي، ولا تزال المدينة تعاني من انقطاعات متكررة نتيجة لذلك.

اقرأ أيضًا: تذبذب “التيار” يتلف الأجهزة الكهربائية برأس العين

مقالات متعلقة

  1. ريف رأس العين بلا كهرباء منذ أربع سنوات.. "AK" تماطل
  2. البديل مكلف.. الشتاء يفقد الطاقة الشمسية فاعليتها بريف رأس العين
  3. أسعار الكهرباء تغضب أهالي رأس العين.. تكاليف النقل والليرة وراءها
  4. تذبذب "التيار" يتلف الأجهزة الكهربائية برأس العين

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية