أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، أنها وثّقت أكثر من 35 ألف حالة لمفقودين منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وأكدت اللجنة في تصريح صحفي اليوم، الاثنين 26 من أيار، أن العدد الحقيقي للمفقودين في سوريا يفوق بكثير الرقم الموثق.
ورحب “الصليب الأحمر” بمرسوم تشكيل لجنة وطنية للمفقودين، واصفًا الخطوة بأنها إيجابية وتمثّل بداية ضرورية نحو إيجاد حل لقضية المفقودين في البلاد، معربة عن الأمل بأن تجمع هذه الهيئة جميع الأطراف والمؤسسات المحلية والدولية لتضافر الجهود.
فيما يتعلق بالتحديات، أكدت اللجنة أن “عملية البحث عن المفقودين معقدة جدًا وتحتاج إلى موارد مالية وخبرات متخصصة، إضافة إلى صعوبات في الوصول إلى السجلات الرسمية والمقابر المحتملة، مؤكدة التزام اللجنة بمواصلة العمل مع عائلات المفقودين.
وسبق أن صرحت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، سارة أفريود، بأن اللجنة الدولية تلقت اتصالات جديدة منذ كانون الأول 2024، من عائلات تبحث عن أخبار أقاربها المفقودين، منها 3000 طلب في الأردن منذ 13 عامًا.
وأضافت أن اللجنة الدولية تعمل للحفاظ على سجلات المفقودين الموجودة في سوريا، إضافة إلى حماية مواقع المقابر، مؤكدة أهمية إدارة هذه المواقع بشكل صحيح لتسهيل الوصول إلى المعلومات وإجراء عمليات التعرف.
وأشارت أفريود إلى أن اللجنة تركّز جهودها على مساعدة العائلات السورية المنفصلة عن أقاربها بسبب النزاع، مشددة على الحاجة إلى تعاون متواصل مع الإدارة السورية الجديدة لتحديد مصير المفقودين.
وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل مع شبكة الصليب الأحمر والهلال الأحمر عالميًا لتجميع المعلومات المتوفرة وتقديم الإجابات للعائلات التي تبحث عن ذويها.
سبق أن أعلنت الرئاسة السورية، في مرسومين منفصلين، عن تشكيل هيئتين وطنيتين مستقلتين للعدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا.
ونص المرسوم رقم “19”، على تشكيل هيئة مستقلة باسم “الهيئة الوطنية للمفقودين”، تتولى مهمة البحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرًا، إضافة إلى توثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم.
ووفقًا للمرسوم، يعين محمد رضي جلخي رئيسًا للهيئة، ويكلف بتشكيل فريق العمل ووضع النظام الداخلي خلال مدة أقصاها 30 يومًا من تاريخ الإعلان.
كما حصلت الهيئة على صلاحيات الاستقلال المالي والإداري واعتبارها شخصية اعتبارية، وتمارس مهامها في جميع أنحاء الأراضي السورية، بحسب ما جاء في نص المرسوم.
وكانت الحكومة السورية تعهدت بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن أمريكيين مفقودين في سوريا، وفقًا لما نشره المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، عبر منصة “إكس“.
وقال باراك، الأحد 25 من أيار، إن الحكومة السورية وافقت على مساعدة واشنطن في تحديد أماكن المواطنين الأمريكيين أو رفاتهم، لإعادتهم إلى بلادهم.
وأضاف المبعوث أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتبر أن إعادة المواطنين الأمريكيين، أو تكريم رفاتهم، “أولوية قصوى” في كل مكان، وأن “الحكومة السورية ستساعدنا في هذا الالتزام”، حسب قوله.