نفى رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، الأخبار المتداولة حول انبعاثات غازات سامة من تبعات ثوران بركان “إتنا” في إيطاليا، وتأثيراته على الأجواء في سوريا وبلاد الشام.
وقال جاويش لعنب بلدي، إن ربط ثوران هذا البركان بالزلازل المسجّلة في البحر المتوسط جنوبي تركيا يجب أن يكون مبنيًا على كلام علمي، لأنه لم يدعم بروابط لدراسات تؤكّد ارتباط الزلازل بهذا البركان.
ولفت جاويش إلى أن هناك مبالغة من ناحية انتشار الغاز المرافق، وهو عادة ثاني أكسيد الكبريت، إذ إن انتشاره وسط البحر المتوسط عند جزيرة صقلية، مع احتمال تأثيره باتجاه جزيرة كريت والجزر اليونانية فقط، ومن غير المتوقع أن يمتد باتجاه بلاد الشام، بسبب وضع الضغط الجوي السطحي.
يأتي توضيح جاويش بعدما نشرت صفحات مهتمة بأحوال الطقس والتنبؤات الجوية عبر مواقع التواصل، الثلاثاء 3 من حزيران، أخبارًا عن انبعاثات غازية سامة في أجواء سوريا وبلاد الشام من تبعات بركان “إتنا”، محذرة من انتشار بعض الروائح الغريبة، وما سينتج عنها من حساسيّة، خاصة لمن يعاني من الأمراض التنفسية.
وثار جبل “إتنا”، أنشط بركان في أوروبا، في 2 من حزيران الحالي، مطلقًا سحبًا قوية من الرماد ونوافير من الحمم البركانية أضاءت السماء في الصباح الباكر.
وبدأ الثوران قبيل الساعة الرابعة صباحًا، لكن العلماء كانوا قد رصدوا علامات في وقت سابق من الليل، إذ رصدت هزات بركانية، أو زلازل صغيرة ناجمة عن حركة الصهارة (الصخور المنصهرة تحت الأرض).
ويحدث التدفق البركاني الفتاتي عندما تتدفق الصخور البركانية والرماد والغازات الساخنة من البراكين، وهي خطيرة للغاية.
وقال رئيس منطقة صقلية، ريناتو سكيفاني، إن الخبراء أكدوا له أنه “لا يوجد خطر على السكان”، حيث لم يمر التدفق عبر وادي الأسود، وهي منطقة يرتادها السياح، وفق ما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ويقع جبل “إتنا” في جزيرة صقلية، قبالة الطرف الجنوبي لإيطاليا، ويبلغ ارتفاعه حوالي 3300 متر، علمًا أن ارتفاعه يتغيّر بمرور الوقت بسبب الثورات البركانية.
وفي عام 2021، جرى تهويل بشكل كبير حول خبر وصول سحابة ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكبريت مصدره نشاط بركان “إتنا” أيضًا، ما أثار ذعر السكان حينها، بينما نسبة تركيز هذا الغاز لم تصل إلى مراحل خطيرة، وكان تأثيره محدودًا عند وصوله إلى شرق المتوسط ومنطقة بلاد الشام، وفق جاويش.
ورافق نشاط بركان “إتنا”، آنذاك، انتشارًا كبيرًا للرماد البركاني، وبالتالي كميات من غاز ثاني أكسيد الكبريت، رصدت عبر الأقمار الصناعية على شكل سحب، امتدت في طبقات الجو على طول البحر المتوسط وشمال إفريقيا، وتحرّكت مع الرياح السائدة وصولاً لمنطقة بلاد الشام.
اقرأ أيضًا: فوالق وانبعاثات رملية.. “مرافقات” للزلزال تترك أثرها في إدلب