عنب بلدي – نادين جبور
تعود حركة الطيران في سوريا إلى الواجهة بعد أكثر من عقد على العزلة الجوية، مع انفتاح جزئي لمطاري دمشق وحلب الدوليين أمام الشركات الأجنبية التي تدخل المشهد تدريجيًا، من تركيا والسعودية والإمارات، في الوقت الذي تسعى فيه شركتا الخطوط الجوية السورية و”فلاي شام” إلى الحفاظ على الحد الأدنى من التشغيل.
في 7 من كانون الثاني الماضي، انطلقت أول طائرة سورية من مطار دمشق الدولي إلى مطار الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وفي اليوم نفسه، وصلت طائرة قطرية من مطار الدوحة إلى مطار دمشق.
أما الطيران الداخلي، فانطلقت الرحلة التجريبية الأولى له في 18 من كانون الثاني الماضي من مطار دمشق إلى مطار حلب.
كما سجلت المعابر الحدودية السورية عودة أكثر من 425 ألف مواطن من لبنان والعراق والأردن منذ 8 من كانون الأول 2024، بحسب تصريح مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، للوكالة السورية للأنباء (سانا).
الشركات المشغلة الداخلية
- الخطوط الجوية السورية (السورية للطيران): هي الناقل الرسمي في سوريا، وتشغّل رحلات داخلية وخارجية تشمل الإمارات العربية المتحدة (دبي وأبو ظبي والشارقة)، والسعودية (الرياض وجدة)، والكويت، وقطر، واسطنبول.
ويجري العمل على زيادة عدد الطائرات الموضوعة في الخدمة إلى خمس طائرات خلال ثلاثة أشهر، بحسب ما ذكره مدير الخطوط الجوية السورية، سامح عرابي، وفق ما نقلته “السورية للطيران” عبر حسابها في “إكس”.
وتختلف أسعار الرحلات اعتمادًا على موعد السفر وقربه من تاريخ الحجز، إضافة إلى توفر الرحلة المطلوبة.
وبالنسبة لأسعار الرحلات إلى الإمارات العربية المتحدة في حزيران الحالي، فتراوحت بين 5 و6 ملايين ليرة سورية للذهاب والعودة، وإلى الدوحة بين 5 و5 ملايين و700 ألف ليرة سورية للذهاب والعودة، بينما تتراوح تكلفة الرحلة إلى الكويت بين مليونين و4 ملايين ليرة سورية للذهاب والعودة.
- “فلاي شام”: أطلقت عملياتها التشغيلية رسميًا في حزيران الحالي من مطاري دمشق وحلب الدوليين، وتُعد أول استثمار إماراتي في قطاع النقل الجوي السوري بعد سقوط نظام الأسد.
وتشغل رحلات إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة (دبي وأبو ظبي والشارقة) والسعودية (الرياض) وقطر (الدوحة) بشكل تدريجي.
الشركات المشغلة الخارجية
- الخطوط القطرية: كانت أول من استأنف رحلاته إلى دمشق في 7 من كانون الثاني الماضي، بعد قطيعة دامت 13 عامًا نتيجة الحرب.
- طيران الإمارات: يستأنف رحلاته إلى مطار دمشق الدولي اعتبارًا من 16 من تموز المقبل، وذلك بعد انقطاع استمر منذ عام 2012، بحسب ما قاله مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السوري، علاء صلال.
- “فلاي دبي”: وصلت أولى رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي في 1 من حزيران الحالي، وبدأت تسيير رحلات مباشرة من دبي إلى دمشق، بعد استيفاء جميع المعايير التشغيلية للمطار بالتعاون مع الجهات المعنية.
- “فلاي ناس”: شركة سعودية، ستبدأ تسيير رحلاتها خلال الأيام المقبلة بعد استكمال الترتيبات التشغيلية والحصول على الموافقات النهائية، وفق ما صرح به علاء صلال في لقائه مع وكالة الأنباء السورية (سانا) في 2 من حزيران الحالي.
- الخطوط الجوية التركية: استأنفت رحلاتها إلى دمشق في 23 من كانون الثاني الماضي، وقال مديرها العام، بلال إكشي، في منشور عبر منصة “إكس” في 15 من الشهر نفسه، إن الشركة ستنظم ثلاث رحلات أسبوعيًا إلى دمشق، ويتراوح أسعار الرحلات بين 7 و8 ملايين ليرة سورية.
- شركة “Ajet” التركية (AnadoluJet سابقًا): ستبدأ أولى رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي في 16 من حزيران الحالي، ومن المقرر أن يزداد عدد الرحلات بين اسطنبول ودمشق إلى سبع رحلات أسبوعيًا في تموز المقبل، بحسب ما أعلنه وزير المواصلات والبنى التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو.
- “Dan Air” الرومانية: تخطط لأن تكون أول شركة طيران في الاتحاد الأوروبي تقدم رحلات تجارية مباشرة إلى سوريا، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة، مات إيان ديفيد.
وبحسب نظام الحجز الخاص بالشركة، ستبدأ الرحلات من مطار “هنري كواندا” الدولي في بوخارست إلى مطار دمشق الدولي في 15 من حزيران الحالي، بمعدل ست رحلات أسبوعيًا.
ومن المقرر إطلاق رحلات إضافية من مطارات “ستوكهولم أرلاندا” و”فرانكفورت” و”برلين براندنبورغ” بين 15 و17 من حزيران، بمعدل رحلتين أسبوعيًا لكل منها.
تأهيل مطاري دمشق وحلب الدوليين
بدأت أعمال تأهيل مطار دمشق منذ استحداث هيئة الطيران المدني، وتشمل إصلاح المدرجات، والصالة الأساسية، وأبنية الخدمات، بالتعاون مع شركات محلية. ولم تُحدد بعد التكلفة النهائية للمشاريع، التي لا تزال في توسع مستمر، وفق مدير العلاقات العامة لهيئة الطيران المدني، علاء صلال.
كما جرى تأهيل مطار حلب الدولي وافتتاحه منذ شهرين، وتجهيزه للعمل، وتم تقييم مطار دير الزور، وسيُعمل على تأهيله عند توفّر الإمكانيات.
أما مطار القامشلي فيخضع لمفاوضات بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتفعيله، وفيما يتعلق بمطار اللاذقية، فإن تشغيله المدني مرتبط بمباحثات سورية- روسية، نظرًا إلى وجود قاعدة حميميم العسكرية.
ووقعت هيئة الطيران المدني اتفاقية تعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي في الشرق الأوسط (ICAO) في شباط الماضي، لتحديث البنية التحتية ورفع كفاءة الملاحة الجوية.
كما أجرت مجموعة “لوفتهانزا” الألمانية جولة تقييم فني في مطار دمشق الدولي بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، في الشهر نفسه، بهدف بحث استئناف الرحلات الجوية بين سوريا وألمانيا.