قال وزير الإعلام السوري، الدكتور حمزة المصطفى، إن الحكومة الجديدة تواجه تحديات جوهرية، مشيرًا إلى أهمية تجديد الخطاب الإعلامي وتعزيز التعددية.
وذكر المصطفى في جلسة حوارية أقامتها كلية الإعلام بجامعة دمشق، اليوم الخميس، 19 من حزيران 2025، أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات جوهرية، أبرزها تأمين فرص فعلية أمام الشباب الراغبين في الانخراط بالحياة المهنية، لافتاً إلى أن قطاع الإعلام يُعد من المجالات الحيوية القادرة على استيعاب الطاقات الشابة، في ظل وجود نحو 300 مؤسسة إعلامية بانتظار الحصول على ترخيص.
الدمج في سوق العمل
كشف الوزير في الجلسة التي ناقشت واقع الإعلام في سوريا وتأثير الفضاء الافتراضي على المشهد الإعلامي، عن خطة لدمج خريجي الإعلام في سوق العمل، عبر تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام الحكومية لتدريبهم، وإعادة تفعيل مركز التدريب الإعلامي في الكلية، بهدف ربط الجانب النظري بالتطبيق العملي.
وأشار الوزير إلى أن أزمة الإعلام المحلي تتجاوز البنية التقنية، لتطال المفاهيم الناظمة له، مبيناً أن المرحلة الراهنة تشهد صراعاً في الخطاب بين مفهومي “نحن” و”هم”، مما يستدعي تجديد الخطاب الإعلامي وتعزيز التعددية.
الإتاحة لا التقييد
الوزير المصطفى أكد انفتاح الوزارة على الإعلام الخاص وغير الحكومي وحتى الغربي، مشدداً على أن الإعلام اليوم لم يعد محصوراً بالمؤسسات الرسمية، بل بات مرآة لتنوع المجتمع السوري.
كما دعا إلى التزام المهنية والموضوعية، والانطلاق من مبدأ “الإتاحة والمتابعة” بدلاً من “التقييد والرقابة”، لإعداد كوادر قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة.
من جانبه، أعلن عميد الكلية الدكتور خالد زعرور، عن توجه لإطلاق مشاريع تخرج لطلبة الماجستير والدكتوراه تُعنى بدراسة احتياجات القطاع الإعلامي، بالتنسيق مع وزارة الإعلام، لتكون الأبحاث رافداً مباشراً لتطوير الإعلام الوطني.
ويأتي اللقاء في إطار الجهود المستمرة لوزارة الإعلام السورية، لتطوير المشهد الإعلامي وتأهيل كوادر فاعلة ومنتجة وعلى درجة من الكفاءة والخبرة في المجال الإعلامي.
وشهد قطاع الإعلام السوري فترة حكم النظام السابق، تضييقًا في حرية التعبير، واستخدام القطاع للترويج للسلطة وسياساتها الأمنية، وضعفًا في فرص التدريب والتأهيل المهني.
وتسعى وزارة الإعلام في الحكومة الحالية إلى إعادة صياغة العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والجمهور، من خلال التركيز على تدريب الكوادر، والانفتاح على الإعلام المستقل، وتحفيز بيئة إعلامية أكثر شمولية.